مجموعة الكمبيوتر الدولية، من الشركات التي لعبت دوراً رائداً في نشر ثقافة الحاسبات وتقنية المعلومات في المملكة منذ وقت مبكر، حيث أسهمت في توطين بعض مفردات التقنية من خلال فروعها التصنيعية، وتقديم الحلول المتكاملة والخوادم، وكذلك في مجال الدعم الفني، والتدريب حتى قطعت السعودة لديها شوطاً متقدماً.
لمعرفة المزيد عن هذه المجموعة ونشاطاتها المتنوعة وخططها المستقبلية، التقينا رئيس مجلس الإدارة الدكتور بشير شكيب الجابري ليلقي الضوء على بدايات الكمبيوتر الدولية، والرؤى التطويرية والتوسعية، وبرامج السعودة والتدريب وغيرها فإلى تفاصيل الحوار ..
* حدثونا عن بدايات تأسيس المجموعة وما أبرز أنشطتها؟
- ظهرت الكمبيوتر الدولية على الساحة في عام 1403هـ لتكون همزة الوصل بين شركات التصنيع في شرق آسيا وأمريكا وسوق تكنولوجيا المعلومات الناشئ في المملكة. وكانت لها طموحات لتصنيع الجهاز المكتبي منذ بداياتها تحت اسم (ديجيتك). واندمجت فيها مؤسسة كهرمان التي وجدت لخدمة نشر برامج عربية وإسلامية في عام 1408هـ، ثم استحوذت على شركة (زاي) للحاسبات الآلية في عام 1425هـ. وخلال مسيرتها الطويلة استطاعت الكمبيوتر الدولية أن تكون لاعباً أساسياً في سوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بتأسيسها الدولية للحلول مقدم خدمة الإنترنت والحلول المتكاملة للشركات الصغيرة والمتوسطة. ومقابل هذه التغيرات الهائلة والمشابهة لما يحدث في العالم كله، اختارت شركة الكمبيوتر الدولية أن تسير في أربعة اتجاهات متكاملة ومتداخلة لخدمة العميل بنظرية (بيت التخصص)، وأسست مجموعة تضم الكمبيوتر الدولية للتوزيع، ودخلت شريكا ً في (شركة زاي للحاسبات)، وهي الذراع التصنيعي الذي يقدم الخادمات والجهاز المحمول والجهاز المكتبي من ماركة زاي الوطنية، و(شركة الكمبيوتر الدولية للحلول والاتصالات) التي تقدم جميع الحلول للشركات والمؤسسات، وهي أحد مقدمي خدمة الإنترنت في المملكة، وأخيراً سلسلة ( الدولية ديجيتال ستور) المعارض التي تقدم للجمهور كل ما يحتاجه في عالم الكمبيوتر والاتصالات.
* ما النقلات التي أحدثتها المجموعة منذ إنشائها وكم عدد الفروع على مستوى المملكة؟
- إيماناً من الشركة بضرورة تقدمها في محيطها، فقد توسعت الكمبيوتر الدولية أفقياً ولديها الآن ست وحدات إستراتيجية تحت مظلة المجموعة متمثلة في: شركة الكمبيوتر الدولية للتوزيع، شركة الكمبيوتر الدولية للحلول والاتصالات، شركة الكمبيوتر الدولية للأعمال، الدولية ديجيتال ستور، وشركة المتاجر الرقمية للامتياز، وشركة حاسبات (زاي) الشخصية. وحيث إنّ مجموعة الكمبيوتر الدولية تقودها إدارة فعالة، فقد طورت الشركة نفسها وارتفعت من كونها شركة ذات بُعد وظيفي إلى شركة تركز على الاهتمام بالعميل، تمثلت سمتها المميزة والمتأصلة في وعدها أن تلبي ليس فقط توقعات العميل، بل تجاوزت ذلك لتشملهم بالعناية الفائقة وتقديم مبيعات فعالة وأفضل الخدمات، وفوق ذلك الترحيب الكبير دوماً لإيجاد روح إيجابية تجاه علاقة عملاء الشركة ككل. وبهذا التفكير، ترغب المجموعة التوسع في المناطق في غضون السنوات القادمة، وتسعى للتأكيد على النمو والنجاح المستمر في كل من الاتجاه الأفقي والرأسي لأعمالها. وللعلم ففروع الكمبيوتر الدولية منتشرة في تسع مدن سعودية : الرياض، الخبر، جدة، مكة، المدينة المنورة، الطائف، ينبع، بريدة، وأبها. ولديها ما يفوق 1100 منفذ بيع ويضم زبائنها فئات الشركات المتوسطة والصغيرة، إضافة إلى بعض الشركات العملاقة.
* ماذا عن التدريب وتوطين الوظائف لديكم؟
- تهتم مجموعة الكمبيوتر الدولية بالسعودة من خلال توظيف السعوديين في المناصب الإدارية والفنية والشركات والدعم الفني، وفي هذا المضمار فقد أطلقت الدولية برنامج التدريب العملي للخريجين من الشباب السعودي داخل شركات المجموعة لمدة معينة مدفوعة الأجر، وطبيعة هذا البرنامج هي توظيف الخريج السعودي في المجالات التي تتناسب مع شهادته العلمية، تحت إشراف المختصين لدينا لفترة تقدر بثلاثة أشهر على الأقل براتب شهري مدفوع، وفي هذه المرحلة يتدرب الموظف السعودي على ممارسة طبيعة تخصصه بشكل موجّه وسليم يؤهله مستقبلاً إلى الإمساك بزمام الأمور العملية، وبعد انقضاء فترة البرنامج تنظر إدارة المجموعة في المتدربين لتختار المميزين منهم وتقوم بتعيينهم لديها ليصبحوا بذلك من موظفي المجموعة رسمياً، أما البقية منهم فتسلمهم الدولية شهادات خبرة عملية تدعم موقفهم المهني والوظيفي لدى العديد من الشركات الأخرى الموجودة في السوق.
* هل لكم أن تعطونا فكرة عن رؤيتكم التطويرية المستقبلية للشركة؟
- إن شركة الكمبيوتر الدولية للتوزيع تشجع المبادرات وتعتبرها مجالاً هاماً لخدمة المجتمع، حيث إن المجموعة قد دخلت مع البنك العربي وبنك الراجحي في نظام التقسيط، ونحاول أن نخدم الأسواق الجديدة مثل سوق الهايبر ونقدم حلولاً متكاملة للشركات. وأهم ما يميزنا هو خدمات ما بعد البيع والتي نحاول أن ننميها أكثر فأكثر، وأخيراً تأمين كل جديد بأسعار معقولة.
أما شركة الكمبيوتر الدولية للحلول والاتصالات، فهي تختص في تقديم حلول متكاملة للشركات الصغيرة والمتوسطة في السوق السعودي مع شركاء النجاح التي تحالفت معهم الدولية لتقديم كل ما هو جديد ومميز وأذكر من الشركاء: (سيسكو) و(مايكروسوفت) و(تريند مايكرو) و(ديل) و(إتش بي) و(سيمانتك) و(سونيك وال).
إن هذه الشراكات القوية قد مكنت الدولية للحلول من الاستحواذ على شريحة كبيرة من العملاء في السوق السعودي وتنفيذ مشاريع ضخمة على مستوى المملكة .. ومن المشاريع التي تم تنفيذها أذكر منها:
الخطوط السعودية للخدمات الأرضية وعبد اللطيف جميل ومستشفى الملك فهد للقوات المسلحة وجامعة الملك عبد العزيز وجامعة طيبة.
* كيف تقيمون التعاون والتكامل بين شركات المجموعة؟
- أصبحت الشركة تمثل مجموعة من الشركات المستقلة، حيث تفي بمتطلبات السوق في ثلاث مناح أساسية هي : الشركات وعملاء القنوات التجارية والمستهلك النهائي. وتتبنى اليوم مجموعة الكمبيوتر الدولية نهجاً وروحاً تعاونية وعملية لتفي بحاجة عملائها عبر خطوط أعمالها الممتدة والمترابطة. وأصبحت المجموعة تمثل محوراً للمشاريع متعددة المهام بتوفيرها لمكونات الكمبيوتر وإكسسواراته ومنتجات تقنية المعلومات من الموردين، وهي مهمة تقع مباشرة على وحدة شركة الكمبيوتر الدولية للتوزيع إلى مهمة تجميع الحاسبات والحاسبات المحمولة والخادمات التي تقوم بها شركة زاي للحاسبات الآلية، أو إعداد الشبكات المحلية والخارجية والتي تشمل الحاسبات والخادمات، هذا بالإضافة لربط الفروع البعيدة وتقديم خدمات الإنترنت والاتصال اللاسلكي والصوت عبر بروتوكول الإنترنت، وبرامج الحماية من الفيروسات وأجهزة حماية الشبكات واتصال الشبكات الافتراضية وخدمات المشترك الرقمي من صميم عمل شركة الكمبيوتر الدولية للحلول والاتصالات. وتمثل مجموعة الكمبيوتر الدولية وجهاً حقيقياً لشركة تتطلع للتقدم وتمتلك الخبرة والموارد المطلوبة للقيام بكامل الاتصالات ومتطلبات الأعمال المتعلقة بالحاجة للمعلومات وتقنية الاتصالات.
* ما أبرز الموردين العالميين الذين لديكم شراكة معهم وما ميزات هذه الشراكة؟
- إن أهم مشروع لدينا هو حاسب زاي الشخصي والمحمول وخادم زاي، وإذا كانت الشركة العالمية الوحيدة التي أسست مصنعاً في المملكة قد أغلقته بدعوى عدم الجدوى الاقتصادية، فإننا مصرون على المتابعة، ونأمل أن نصل إلى مرحلة يقتنع فيها المستخدم أن زاي الجهاز الوطني يستحق الدعم فيعطيه فرصته. كما أننا موزعون لجهاز محمول ASUS الذي أقنعنا بتقنيته العالية وبخدمات ما بعد البيع، حيث افتتحت ASUS مركزين للصيانة في الرياض وجدة، وتعد بإنجاز المشاكل في 48 ساعة. ونوزع شركات خاصة بالشبكات تغطي كل الاحتياجات في هذا المجال. كما أننا الموزعون الرئيسيون للوحة الأم من Gigabyte، كذلك كروت الشاشات وأضفنا إليهم أخيراً صناديق أجهزة الألعاب المبردة. ولدينا مجموعة شركات في الإكسسوارات على رأسها Genius، إضافة إلى عملنا كموزع غير رئيسي على مجموعة كبيرة من الأصناف. أما الشركات التي انضمت إلينا أخيرا فهي: BitDefender أقوى شركات حماية الكمبيوتر من الفيروسات، AEG-UPS إحدى كبريات شركات حماية الكمبيوتر من انقطاع الكهرباء وتغير التردد ComPro Video Tuner للواقط الفضائيات على الكمبيوتر، ونناقش العديد من الاتفاقيات التي ستقوي موقعنا في صدارة شركات التوزيع في المملكة إنما لم يأت بعد موعد الإعلان عنها.
* ما الريادة التي حققتها شركة زاي للحاسبات في مجال صناعة الحاسبات في المنطقة؟
- زاي للحاسبات هو أول مصنع للحاسب الآلي في الشرق الأوسط تم إنشاؤه في 2000م، وحصل المصنع على أرفع درجات الدعم والاعتماد من قبل كل من شركتي مايكروسوفت وإنتل العالميتين، حيث يعتبر زاي أول مقدم خدمة متميزة ومعتمدة من إنتل في الشرق الأوسط، كما أنه يعتبر الوحيد الحاصل على شهادة اعتماد مختبرات الجودة لشركة مايكروسوفت الأمريكية، حيث تحمل جميع حاسبات زاي شعار اعتماد إنتل ومايكروسوفت. وتنتج زاي أجهزة الحاسب الآلي المكتبية والمحمولة وأجهزة الخوادم، وذلك طبقاً لأحدث المعايير العالمية ضمن سياسة جودة صارمة للغاية، بحيث نتأكد من مطابقة كافة المنتجات للمعايير العالمية، ويحرص زاي دائماً على مواكبة التطور في عالم التقنية، ويتميز بقدرته على طرح المنتجات المتطورة في وقت سريع للغاية متجاوزاً المنافسة. ويفخر زاي للحاسبات بشراكته مع هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات كونه أحد موردي أجهزة الحاسب للمبادرة السعودية للحاسب الآلي والتي تتطلب قدرة إنتاجية عالية، حيث يقوم زاي بتلبية متطلبات المبادرة بشكل كامل، وذلك من خلال مصنعه الموجود في مدينة الرياض والذي تبلغ طاقته الإنتاجية 120000 جهاز كمبيوتر سنوياً. ولقد حصل زاي على العديد من الأوسمة التي تشهد على جودته والتي وضعت كعامل التقييم الرئيسي في عملية الإنتاج.
* ماذا قدمت شركة أنظمة المتاجر الرقمية للامتياز للشباب السعودي وفي مجال توطين التقنية؟
- تعتبر فكرة الامتياز التجاري فكرة جديدة في المملكة وتحتاج إلى وعي تجاري بين المواطنين، ولذلك فإن الحكومة السعودية تبذل جهداً كبيراً لدعم هذا الموضوع في المملكة وتوجيهه بالشكل الذي يخدم المواطنين. ومن ضمن نشاطات الحكومة السعودية أن أقامت معرض الامتياز التجاري برعاية الأمير سلمان بن عبد العزيز في مدينة الرياض، والذي قام بعرض العديد من التجارب العملية والمشاريع التجارية التي تم تنفيذها بنجاح بالمملكة. وفي هذا السياق فقد قامت شركتنا قبل عامين بإنشاء برنامج الامتياز التجاري الذي يهدف إلى مساعدة الشباب السعودي على دخول مجال الأعمال الحرة بأقل المخاطر التي قد تؤدي إلى عدم النجاح وفشل المشروع من خلال التسهيلات التجارية التي تقدمها مجموعة الكمبيوتر الدولية، مثل:
وهب الاسم التجاري وتوفير البضائع اللازمة بأسعار منافسة ودعم البضائع المتحركة وإرجاع الراكد وتوفير مراكز الصيانة والتكفل بالحملات التسويقية والتوجيه بعمل ديكورات ذات القيمة المضافة والتنسيق مع الجهات المعنية لتقديم الدعم المادي، مثل صندوق عبد اللطيف جميل.
ولقد اقتبست مجموعة الكمبيوتر الدولية من Intel وMicrosoft فكرة تقديم حلول القيمة المضافة للمستهلك في جميع محلات الامتياز التجاري، مما يميزها عن بقية المحلات التجارية في أسواق الكمبيوتر، ومن هذه الحلول: البيت الرقمي، والتصوير الفونغرافي، والألعاب الإلكترونية الشبكات.
وتتوقع مجموعة الكمبيوتر الدولية لمشاريع الامتياز التجاري مستقبلاً مشرقاً في المملكة العربية السعودية خلال السنوات القادمة وخاصة بعد الوعي التجاري المتزايد والذي تكفلت بنشره حكومة المملكة بارك الله بها.
* كم تقدرون حصة المجموعة في السوق حالياً؟
- إن حصتنا من السوق تختلف باختلاف الأصناف التي نتكلم عنها : نحن الأوائل في اللوحة الأم وكروت الشاشات بحصة تتعدى 30%. ونقترب من 5% من سوق المحمول المفتت أصلاً ونطمح إلى المزيد. ونؤمن ما لا يقل عن 20% من سوق الكمبيوتر المكتبي بين أجهزة مجمعة وجهاز زاي. ونعتبر من اللاعبين الأساسيين في احتياجات الشبكات من خادمات وكابلات وموديمات وما إليه. ولسنا من اللاعبين الأقوياء في الشاشات والطابعات، إلا أن هذا السوق مفتت بشكل هائل الآن بعد تراجع LG واختفاء Samsung التي كنا نوزعها وتخلينا عنها عندما أرادت أن تدخل في لعبة تفتيت الأسواق وشرذمتها.
* كلمة أخيرة تودون قولها؟
- مجموعة الكمبيوتر الدولية ستتابع خطتها في تحسين خدماتها وإضافة مجالات حلول يحتاجها عملاؤها والدخول في شراكات محلية وعالمية لتعزيز موقعها، ونحن نرى أن السوق مع صعوباته الشديدة مستعد للتفريق بين الباحثين عن فرص عجولة وبين الصابرين على قيمهم والمواظبين على تقديم أفضل ما عندهم.