اكتشفت مؤسسة كاسبرسكي للحلول الأمنية فيروسًا جديدًا لا يقوم بتدمير الملفات، ولكن يقوم بتشفيرها، ثم يقوم بعد ذلك الهاكرز بطلب فدية مالية من أجل فك شفرات الملفات المهمة التي استطاعوا السيطرة عليها، وبعد أن تم اكتشاف هذا الفيروس الجديد الذي يقوم بتشفير البيانات المهمة على الأجهزة المصابة به، قام الباحثون من مؤسسة كاسبرسكي بدعوة محترفي الأمن الزملاء لهم في هذا المجال للمساعدة في فك تلك الشفرات الطويلة من أجل تحرير البيانات التي اتخذها الهاكرز رهينة! وقد نشرت المؤسسة تلك الدعوة على موقعها بعد يومين من اكتشاف شركة مكافحة الفيروسات مجموعة جديدة من ملفات التشفير الخبيثة المسماة Gpcode، والتي تقوم خلسة بتشفير مجموعة كبيرة من الملفات، بما في ذلك الصور وملفات وورد وإكسيل وأدوبي أكروبات. ويمكن للضحايا استعادة ملفاتهم فقط عن طريق دفع (فدية) للهاكرز.
وعندما ضرب فيروس Gpcode لأول مرة منذ عامين، تمكنت مؤسسة كاسبرسكي من تحييده وفك الشفرات المطلوبة لاستعادة البيانات، ولكن كان هذا ممكنًا لأن الهاكرز استخدموا مفتاح RSA من نوع 660 بت، وقاموا بارتكاب بعض الأخطاء الكبيرة في عملية التشفير وفي اللوغاريتمات الخاصة بتلك العملية. ولكن يبدو أن المتخصصين في فك الشفرات سوف يعانون هذه المرة، فالفيروس المحدّث يستخدم مفتاح تشفير من نوع 1024 بت ويبدو أن اللوغاريتمات أكثر تعقيدًا ومكتوبة بصورة جيدة، لذا فإن فك لوغاريتمات تلك الشفرة يتطلب 15 مليون حاسوب حديث، وحتى لو تم توفير ذلك العدد فقد يتطلب الأمر عامًا كاملاً لفك طلاسم تلك الشفرات المعقدة.
ونشرت مؤسسة كاسبرسكي على موقعها أن (الشركة ليست لديها بالطبع ذلك العدد الهائل من الحاسبات، لذا فإن الأمر يتطلب أن نعمل جميعًا معًا ونقوم بتطبيق كل معلوماتنا المشتركة ومصادرنا لحل تلك المشكلة).
وقد خصصت المؤسسة اثنين من المفاتيح العامة لعملية التشفير، أحدهما يستخدم ملفات تشفير على أنظمة تشغيل إكس بي وفيستا، والآخر يتم استخدامه في الإصدارات الأخرى من نظام تشغيل ويندوز، وتحاول مؤسسة كاسبرسكي أن تصل إلى برنامج خاص يقوم بمعالجة عملية التشفير والتوصل إلى تلك الملفات التي أصبح لا يمكن فتحها مطلقًا.
وتعد عملية التشفير وسيلة جديدة للهاكرز الذين يحاولون بشتى الطرق الاستفادة من عملية اختراقهم للأجهزة، وفي هذه المرة يطلبون مبلغًا من المال من أجل إرسال كلمة السر لكل ملف تم السيطرة عليه وتشفيره.