أصبحت ألعاب الفيديو مع التطور الكبير الذي تشهده، الكابوس الحالي لكثير من العائلات والأهالي الذين يتمنون قضاء أبنائهم أوقاتاً أكبر في الأنشطة المدرسية والعائلية، ويعتقدون اعتقاداً جازماً بأن ألعاب الفيديو مجرد تضييع للوقت والمجهود الذي كان من الأولى استثماره فيما هو أفضل من هذه الألعاب. ولكن السيد دوغ توماس البروفيسور الأمريكي المساعد بجامعة كولومبوس يقول عكس هذا، حيث يؤيد إدخال ألعاب الفيديو في المدارس لكي تمنح الأبناء تعليماً بأبعاد جديدة ومختلفة لا تمنحها الكتب والنظريات.
البروفيسور دوغ أكد أن ألعاب الفيديو تمنح الأطفال منابع مختلفة من التعلم لا تمنحها الكتب أو المناهج الدراسية المعتادة، حيث يمكن للأطفال التعلم من خلال الخبرة والاحتكاك في حال توافرت لهم الألعاب المناسبة.
مؤكداً أن التعليم الأمثل هو الذي يجعل الطفل يبحث بنفسه عن إجابات من خلال المناقشات الجانبية مع زملائه أو مع مدرسة المادة التي يتعلمها. وبالفعل فقد قام هذا البروفيسور بإنهاء لعبة إليكترونية سماها (Modern Prometheus) وهي تحاكي القصة الشهيرة للدكتور فرانكشتاين المختل والذي كان يسرق أجزاء من أجسام البشر ليكون آلته الخاصة في حيثيات قصته الشهيرة ولكن في اللعبة قام البروفيسور مع مساعديه بتحريف القصة قليلاً لتناسب الأطفال ما بين سن العاشرة والثانية عشرة، حيث يجسد الطالب دور مساعد الدكتور فرانكشتاين في قرية صغيرة يتفشى فيها الطاعون ويصيب أهلها ويكون مفتاح العلاج الوحيد بسرقة أعضاء من أجساد الموتى في مقبرة القرية للحصول على العلاج الواقي من هذا المرض الفتاك.
القصة مرعبة نوعاً ما ولكن البروفيسور دوغ يؤكد أنها عكس ذلك فلا توجد صور أو مقاطع دموية أو مظلمة لتدب الرعب في قلوب الأطفال بل ترتكز حبكة هذه القصة فيما إذا رأى الأطفال بأن سرقة حرمة الموتى في قبورهم أمر فيه خير للآخرين الأحياء من أهل القرية وهل هذا هو فعلاً الفعل الصواب أم أن الأفضل الإبقاء على حرمة الموتى وترك مصير الأحياء مفتوحاً أمام خيارات متعددة أخرى، ويؤكد البروفيسور بأن هذا الأمر سيدفع الطلاب ومعلميهم للمناقشة في الخيارات الصحيحة حيث إن القصة تستمر وتكثر فيها الخيارات وتجعل كلاً منهم يناقش ما قام به مع زملائه مما يفتح عليه عدة قنوات للتعلم لا تقف عند مجرد الإصغاء والتلقين المباشر.
ويتوقع أن تطرح هذه اللعبة الجديدة في بعض المدارس الأمريكية الربيع المقبل حيث يواجه البروفيسور بعض الصعوبات في توفيرها للكثير من المدارس من حيث جاهزية هذه المدارس ومن جهة أخرى لقابلية المعلمين في التعليم بواسطة هذه التقنية الجديدة بسبب جهلهم بها، فالبالغون لا يملكون الخلفية الكافية في ألعاب الفيديو كما هو الحال مع صغار السن مما قد يسبب لهم الكثير من الحرج خلال العملية التعليمية.