بغداد - الألمانية
أثار موضوع استخدام طلاب المدارس والجامعات للهواتف المحمولة (الموبايلات) نقاشا حادا بين الطلبة وإدارات المدارس من جهة وأولياء الأمور من جهة أخرى خاصة مع قرب موعد امتحانات نهاية العام الدراسي، حيث (تضطر إدارات المدارس والجامعات إلى اتخاذ إجراءات لمنع الغش باستخدام هذه التكنولوجيا أثناء تأدية الطلاب لامتحاناتهم).
وتؤكد إيمان حسن (مدرسة) أنها ضبطت خلال امتحانات العام الماضي عددا من حالات الغش بعضها بطرق بدائية والبعض الآخر استخدم فيها الطلاب التكنولوجيا الحديثة كالموبايل.
وأوضحت حسن أنه (تم فصل عدد من الطالبات اللاتي استخدمن الموبايل في تلقي الإجابات عن أسئلة الامتحان.. وقد أقدمت الطالبات على هذه الخطوة رغم أن إدارة المدرسة أصدرت تعليمات بعدم اصطحاب الموبايلات إلى المدرسة لأنه يتسبب في إحداث مشاكل كثيرة).
أما المدرسة هناء صبري فترى أن المشكلة الأساسية تتمثل في سوء استخدام الطلاب لهذه التقنية، مشيرة إلى أن جهاز الموبايل (مهم للاتصال في حالات الطوارئ وليس للهو أو للغش في الامتحانات).
وقالت صبري: (هناك بعض الطلبة يحاولون استخدام الغش وبطرق مختلفة عن طريق الاتصال مع شخص خارج قاعة الامتحان للحصول على الإجابات.. ونتمنى أن تكون المعالجة منذ وقت مبكر لتلافي المشاكل التي قد تحدث (في المستقبل).
تعاون العائلات
وحول الحلول المقترحة لمعالجة هذه المشكلة ترى خلود وهي مدرسة رياضيات في مدرسة بلقيس الإعدادية للبنات (أن حل مشكلة اصطحاب الطالبات للموبايل إلى المدرسة يكمن في تعاون العائلات والأسر مع إدارة المدرسة، وتفهم أولياء الأمور للمشاكل التي قد تنجم عن ذلك).
وأشارت إلى أن استخدام الموبايل أصبح من الكماليات ولم يعد ضروريا (وهنا في المدارس وخصوصا مدارس البنات كانت السيطرة عليه بصورة أكبر من مدارس البنين. وقد حدث أن قامت إحدى الفتيات بتصوير المدرسة أثناء إلقائها للدرس.. وبعد اكتشاف الأمر قمنا بتفتيش جميع الفتيات وتم استجواب الطالبة عن سبب قيامها بذلك فأجابت أنها تريد الاحتفاظ بالصورة للذكرى).
وأوضحت خلود أن (الوضع الأمني غير المستقر (في العراق) يتطلب من إدارة المدرسة والعائلة الانتباه إلى هذه المسألة، فضلاً عن كون تقاليدنا الاجتماعية لا تسمح بتصوير الفتيات حيث إن هذه الصور قد تنتقل عبر الإنترنت (فتحدث مشاكل لا تحمد عقباها).
الرقابة الأسرية
بينما أرجعت سعاد وهي معاونة في مدرسة خولة الثانوية ذلك إلى أن (الرقابة الأسرية لم تكن بمستواها المطلوب في متابعة الفتيات ولكن لو كنا نعطي المعاني الحقيقة للتطور لاستطعنا مواكبة التطورات العلمية ولتجاوزنا كل الصعوبات التي مضت في السنوات السابقة.. ويتم حالياً منع إدخال جهاز الموبايل إلى قاعة الامتحان أو أثناء الدرس).
وتقول المدرّسة مديحة في ثانوية الخضراء بمنطقة حي العدل غرب بغداد: (بعد تحسن الظروف الأمنية في مناطقنا، طلبنا من أولياء الأمور عدم السماح للطالبات بجلب الموبايل إلى المدرسة لأن مشاكله أصبحت كثيرة).
وضربت مديحة على مشاكل الموبايلات داخل الفصل الدراسي مثالاً بقولها (مثلاً أن يرن الموبايل أثناء الدرس وتتحدث الطالبة دون مراعاة لوجود المدرّسة وبعد أن تطلب المدرسة منها غلق الهاتف تبدأ بالتطاول عليها لأنها كانت السبب في قطع مكالمة مهمة بالنسبة لها وهو ما يتطلب اتخاذ إجراء حازم حياله بفصلها من المدرسة حتى قدوم والديها).
وأوضحت أنه (كانت هناك بعض المشاكل سابقا كانت تحتاج إلى الاستخدامات الضرورية للموبايل ولكن الآن ليس ضرورياً وقد اكتشفنا حالات غش عديدة باستخدام هذه التقنية وهذا شيء غير مسموح به إطلاقا بأمر من وزارة التربية والتعليم.. والآن نحن في الدوام العادي والامتحانات النهائية على الأبواب ولن نسمح بإدخال الموبايل إلى القاعة المدرسية أو في الامتحانات).
وأشارت إلى أن (المدرسة تقوم بين فترة وأخرى قد تكون أسبوعية بتفتيش الطالبات إذا كن يحتفظن بالموبايل داخل الحقائب لأنه يجب أن يسلم إلى الإدارة عند الدخول إلى المدرسة وقبل المغادرة يسلم إلى الطالبة).
على النقيض من ذلك فإن أولياء الأمور لهم رأي مختلف فعدنان أحمد والد لثلاثة طلاب يقول (من الضروري أن أطمئن على أولادي وبناتي خلال فترة المدرسة لأن الوضع الأمني غير مناسب كذلك عمليات التفجير والاختطاف التي تحدث في أحيان كثيرة تتطلب من العائلة الاتصال بين فترة وأخرى للتأكد من سلامة أبنائها).
وترى أم محمد هي الأخرى أنه (ليس من حق المدرسة عدم السماح للطلاب بحمل الموبايل وإنما عليها أن تطلب منهم فقط غلقه أثناء الدرس، مؤكدة ضرورته رغم إساءة استخدامه من قبل البعض.
في حين يرى الدكتور إبراهيم التميمي وهو أب لبنين وبنات في مراحل مختلفة من التعليم أن (على أولياء الأمور منح أولادهم موبايلات رخيصة غير مزودة بكاميرات.. وبالمقابل على إدارة المدرسة أن تفتش الطلاب للتأكد من كون الجهاز بدون كاميرا وتسمح لهم بحمله على أن يتم غلقه أثناء الدرس وأن يسلم إلى إدارة المدرسة وقت الامتحان).
وقد قامت بعض المدارس بإلزام جميع الطلاب بعدم حمل الأجهزة الثمينة أو التي تحتوي على كاميرات (وذلك لتجنب التعرض للسرقة أو قد يساء استخدامها من قبل بعض الطلبة، فضلاً عن تسليم الجهاز إلى الإدارة أو غلقه.. ومن لا يطبق التعليمات الخاصة بذلك يتعرض للعقوبة).
ويرى المدرس حيدر علي عمر أن المرحلة الدراسية المتوسطة هي من أخطر المراحل في عمر الطالب (وعلى أولياء الأمور والطلبة وإدارة المدرسة إدراك ذلك لتجنب وقوع الأخطاء التي قد تؤدي إلى حدوث كوارث (لا تحمد عقباها).
ويقول الطالب هادي حسن إن (والدي يتصل بي كل ساعتين للاطمئنان على صحتي لأنني مصاب بالتهاب رئوي حاد إلا أن إدارة المدرسة تمنع اصطحاب الموبايل داخل المدرسة ما يتسبب في مشاكل دائمة بين أبي وإدارة المدرسة وتنعكس علي سلباً).
وكان رأي الإشراف التربوي متضامناً مع إدارة المدارس، حيث تقول المشرفة نضال (في كل زيارة نقوم بها إلى المدارس نلاحظ أشكالاً وأنواعاً مختلفة من الأجهزة المتواجدة في إدارة المدرسة ونقدم الإرشادات إلى الإدارة بمنع إدخال الجهاز إلى القاعة الدراسية من أجل مواكبة إكمال المناهج الدراسية).
وأضافت: (وعلى إدارات المدارس تفتيش الطلاب ومعاقبة حاملي (الموبايل) داخل المدرسة والتوجه نحو التقيد بالمناهج العلمية والتفوق بعيداً عن البحث عن مشاكل يمكن البت بها من قبل إدارات المدارس استناداً إلى تعليمات وزارة التربية).