تعرضت عدة مواقع تابعة لراديو أوروبا الحرة إلى هجمات قطع الخدمة، مما أدى إلى توقف ثمانية مواقع تابعة للراديو في كل من روسيا البيضاء وكوسوفو وروسيا وأذربيجان، وذلك فيما يبدو أنه من ناشطين هاكرز.

وقال المسؤولون الأمنيون بالمواقع انهم تلقوا 50 ألف زائر مزيف دفعة واحدة في الثانية من عدة حاسبات، وبدأت الهجمات في يوم السادس والعشرين من أبريل الماضي، في الذكرى الثانية والعشرين لحادثة مفاعل شيرنوبل النووي، وكان من المقرر أن يقوم الراديو بتغطية مظاهرات احتجاجًا على عدم صرف تعويضات مناسبة لضحايا المفاعل، إضافة إلى خطط الحكومة لبناء محطة طاقة نووية جديدة.

ومنذ بضعة أسابيع تعرض موقع شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية هو الآخر إلى هجمات من هاكرز يعتقد أن مقرهم الصين، إضافة إلى استهداف مواقع في فرنسا، ويقول بول فيرجسون الباحث بمؤسسة تريند ماكرو الأمنية ان النشطاء السياسيين أصبحوا يستهدفون المواقع بطريقة إلكترونية كنوع من الاحتجاج على توجهات تلك المواقع.

ويضيف: (ان تلك الهجمات تكون مدفوعة بدوافع إقليمية أو ثقافية أو قومية، وعلى عكس معظم هجمات الجريمة الإلكترونية، فإن النشطاء الهاكرز عادة لا يكونون مدفوعين بدوافع مالية)، وذلك في تصريحات لموقع CNET الإخباري.

ويقول الخبير الأمني ان تلك الهجمات تهدف إلى الحد من تدفق المعلومات، لذا فيكون لها أثر اجتماعي أكثر من كونه أثرا إجراميا، ويتوقع فيرجسون أن نرى المزيد من تلك الهجمات هذا الصيف التي تكون مدفوعة بدوافع جيوسياسية، ويتوقع على وجه التحديد أن يقوم نشطاء من التبت بشن هجمات على مواقع صينية أثناء انعقاد الأولمبياد هذا الصيف، والذي سوف تستضيفه الصين.

وقد تعرض موقع صحيفة كومرسانت الإلكترونية الروسية وموقع صحيفة (صدى موسكو) إلى هجمات قطع الخدمة هو الآخر في الأول والثاني من مايو الجاري، فيما يبدو في إطار عملية انتقامية للآراء السياسية لمحرري هذين الموقعين، وقد بدأت الهجمات في الأول من مايو - يوم عيد العمال في روسيا والذي يعد إجازة رسمية - واستمر لمدة يومين، وصرح رئيس تحرير موقع كومرسانت الروسي بافير شيرنيكوف أن الشرطة لم تستطع تتبع موقع الهجمات، وقال في تصريحات لموقع Lenta.ru أنه يعتقد أن الهجمات مرتبطة بنشر حوار أجرته الشرطة مع بوريس بريزوفسكي من منفاه في لندن بطلب من الادعاء الروسي بشأن مصرع الجاسوس الروسي ألكساندر ليتفيننكو الذي لقي مصرعه العام الماضي بسبب تسمم إشعاعي وكان قد أعلن إسلامه. يشار إلى أن الهجمات الإلكترونية بدوافع سياسية قديمة وتعود إلى عام 1989 .