زرت موقع فيس بوك لأول مرة منذ ثلاث سنوات، ليس لأنني كنت سابقا عصري، ولكن لأنني كنت أعمل في نفس المكتب مع الرجل الذي أنشأ هذا الموقع، فقد كنت أعمل في قسم الشركة بهارفارد، وكان هو لا يزال يبدأ عمله كمتدرب في الفرع.
ولكي أكون صادقًا، لقد كنت دومًا أظنه فتى معتدا بنفسه مقارنة بعمره حيث كان في التاسعة عشرة، ولكن عندما أسترجع تلك الأيام أعتقد اليوم أنني الذي كنت معتدًا بنفسي بصورة زائدة بالنسبة لذلك الشخص الذي أصبح (مليونير إنترنت)!
وفي ذلك الوقت قمت بتسجيل حساب لي، ولكني تركته راكدًا حتى انضم صديق لي إلى هذا الموقع هذا العام، فقد أقنعني بأن أقوم بتنشيط حسابي، وفجأة، وفي غضون 48 ساعة، أصبحت عاشقًا للفيس بوك؛ فسرعان ما أضفت أربعة من أصدقائي، ثم قمت بالبحث عن زملاء لي من المدرسة الثانوية، ثم حفرت في قاع الموقع بحثًا عن أصدقاء من القسم الذي أعمل فيه، ثم وضعت صورًا، ثم كتبت على حوائط أصدقائي، بل استطعت أيضا أن أرسل هدايا مجانية!
ولكن للأسف سرعان ما خبا اهتمامي بالفيس بوك وربما هذا هو السبب في إنني اليوم لدي أربعة أصدقاء فقط، وعندما يكون لديك هذا العدد القليل من الأصدقاء تصبح الأمور أكثر صعوبة، فعندما أقبل طلب أي صديق جديد فهذا معناه أنه أفضل خامس صديق لي على شبكة الإنترنت؛ وهذا يمثل عبئًا كبيرًا علي وحتى الآن لم يتقدم أحد لملء تلك المكانة!
فالأمر يبدو غريبًا لي بعض الشيء عندما أتلقى طلبًا للصداقة من شخص لا أعرفه: فلماذا يقوم أشخاص لا يعرفونني في إرسال طلبات صداقة لي؟ ولكنني بعد ذلك علمت أن هناك زرا لل (تجاهل)؛ ولكنه بدا لي طريقة فظة للتعامل مع الغرباء، ومنذ ذلك الوقت ظللت أقوم بالتجاهل التلقائي لطلبات الصداقة تلك دون الضغط على ذلك الزر، والتجاهل هو شيء طالما برعت به في حياتي، كما إنني عادة ما أتردد عندما يتعلق الأمر بتسليم زمام الأمور إلى حاسبي أو إلى (زر) على شبكة الإنترنت، فإنني (دقة قديمة) كما يقولون فيما يتعلق بذلك.