افتتحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وضيفها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي معرض سيبيت لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الأسبوع الماضي

رسمياً في هانوفر.

ويهدف قطاع تكنولوجيا المعلومات إلى القيام بدور رائد في ترشيد استهلاك الطاقة في معظم القطاعات الاقتصادية الأخرى من خلال تقديم تقنيات معلوماتية صديقة للبيئة وتبني التقنيات التي تساهم في حماية المناخ.

ويستضيف معرض هذا العام فرنسا كدولة شريكة.

ويشارك في سيبيت هذا العام أكثر من 5800 عارض من جميع أنحاء العالم.

تعتبر تقنيات الإنترنت المحمول والإنترنت السريع ضمن المحاور الرئيسية للشركات العارضة التي تتوقع استمرار ازدهار هذا القطاع الحديث خلال السنوات المقبلة وعدم التأثر بالركود الاقتصادي الحالي في الكثير من الدول.

ويتنبأ الاتحاد الألماني لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والوسائط الحديثة (بيتكوم) بتحقيق نمو القطاع بنسبة 1.6% ليصل إجمالي دخل الشركات العاملة فيه إلى 145 مليار يورو هذا العام في ظل تحقيق القطاع عام 2007م نتائج أفضل بكثير مما كان يتوقعه الخبراء.

وحقق القطاع نمواً بنسبة 2.0% في العام الماضي متجاوزاً بذلك التنبؤات التي كانت تتوقع 1.3% فقط.

وأشار رئيس اتحاد (بيتكوم) أوجوست فيلهيلم شير إلى أن هذا النمو المتوقع في ألمانيا يواجه خطر نقص العمالة المتخصصة من المهندسين وخبراء النظم المعلوماتية.

وبدأ قطاع تكنولوجيا المعلومات يدخل السباق من أجل مكافحة ظاهرة التغير المناخي التي أصبحت من أهم القضايا التي تواجه العالم حاليا.

وتعتزم صناعة أجهزة الحاسوب تقديم نفسها في معرض سيبيت لتكنولوجيا المعلومات في هانوفر على أنها بمثابة محرك للإبداعات التي تصب في حماية البيئة. وتميزت الأجهزة التي قدمت اليوم في المعرض بترشيدها لاستهلاك الطاقة حيث كان شعارها اليوم (تكنولوجيا معلوماتية خضراء) وهي أجهزة تخلى الصانعون فيها عن المواد السامة وفضلوا المواد التي يسهل إعادة تدويرها. ويعتبر قطاع تكنولوجيا المعلومات نفسه حاميا للبيئة.

وقال مارتين يتر، العضو بمجلس رئاسة اتحاد (بيتكوم) لتكنولوجيا المعلومات إن الاستفادة من المنتجات والخدمات المناسبة يمكن أن يخفض استهلاك الطاقة في معظم القطاعات.

وأشار يتر إلى أن هناك حاجة في معظم القطاعات الاقتصادية إلى منتجات ذات كفاءة أكبر في استهلاك الطاقة، وقال: (ليس ذلك ممكناً إلا من خلال التقنية العالية).

واعتبر خبير تكنولوجيا المعلومات الألماني أن تقنية المعلومات والاتصالات تقف بشكل شبه فريد في صف حماية المناخ. كما أشار إلى أن قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مسؤول على مستوى العالم عن نحو 2% من عوادم ثاني أكسيد الكربون التي تساهم بشكل كبير في ظاهرة الاحتباس الحراري التي تؤدي بدورها لارتفاع درجة حرارة مناخ الأرض.

وقال يتر إن تأثير هذا القطاع على المناخ يقارب تأثير قطاع النقل الجوي.

وتقول شركة (جارتنر) لأبحاث السوق إن نحو ثلثي الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري الناتجة في قطاع تكنولوجيا المعلومات تعود للطاقة المستهلكة في تشغيل الأنظمة التكنولوجية بما فيها التزويد بالطاقة والتبريد وأن الثلث الثالث يستهلك في إنتاج هذه الأجهزة والتخلص منها.

وأعلن معرض سيبت (التكنولوجيا المعلوماتية الخضراء) على رأس موضوعات المعرض هذا العام. ويتعاون المعرض من أجل ذلك مع اتحاد بيتكوم والمبادرة التي تحمل اسم (تشغيل الحاسوب بشكل صديق للبيئة) والتي تضم شركات عملاقة متخصصة في تكنولوجيا المعلومات وعلى رأسها شركتا (انتل) و(جوجل).

وأعلنت هذه الشركات أن هدفها هو خفض الطاقة المستخدمة في تشغيل أجهزة الكمبيوتر بمقدار النصف حتى عام 2010م، وذلك في ظل توفر ظروف معينة. وترى هذه الشركات أن نصف الطاقة المستهلكة في تشغيل أجهزة اليوم مهدرة.

وقال رئيس شركة مايكروسوفت ستيف بالمر إن بوسع أجهزة الكمبيوتر تقديم مساهمة كبيرة لحماية المناخ وأضاف: (رغم أن أجهزة الكمبيوتر أصبحت هي نفسها أحد المستهلكين الكبار للطاقة إلا أنه يمكن استغلالها بشكل واسع لترشيد الطاقة وحماية المناخ).

وأظهر استطلاع للرأي أن معظم المستهلكين في ألمانيا على استعداد لدفع المزيد من المال لشراء أجهزة الكمبيوتر ال(خضراء) أي الموفرة للطاقة مما يجعلها صديقة للبيئة.

وتبين من خلال الاستطلاع الذي أجري بتكليف من شركة فوجيتسو سيمنس لصناعة الحاسوب أن المستهلك الألماني لا يمانع في المتوسط دفع 23% إضافة إلى المتوسط الحالي لأسعار الكمبيوتر لشراء هذه الأجهزة الصديقة للبيئة في حين أبدى 28% من الألمان استعدادهم لدفع 11 إلى 20% بشكل إضافي لشراء أجهزة كمبيوتر صديقة للبيئة.