* استطلاع - مازن إبراهيم بن سيف - متعب قيسي - فيصل رابح
يلجأ الكثير من شبابنا لقضاء أوقات فراغهم على شبكة الإنترنت والمحادثة عبر غرف الدردشة الخاصة بذلك ويتبادلون أطراف الحديث رغبة منهم في الاطلاع والتجربة.
وكثيراً ما يكون الإفراط في هذه المجالس من غير هدف محدد ولا فائدة مرجوة، حتى غدت مصارف لاستنفاد الطاقات وتضييع المواهب. يجتمع عليها الشباب ممن لا يحملون رسالة أو فكراً فيهدرون فيها أوقات فراغهم التي هي أغلى ما يملكون!!
مجلة (الاتصالات والعالم الرقمي) استطلعت آراء بعض الشباب عن هذه الغرف وما يدور فيها والأسباب التي تؤدي بهم إلى الدخول إليها..
الفراغ
* نوال خالد من المنطقة الشرقية قالت: إن من أهم الأسباب التي جذبتني لدخول غرف الدردشة هو وقت الفراغ الذي نعاني منه كفتيات الذي يجبرنا على البقاء في البيت وعدم الخروج منه ولذلك ألجأ إلى الإنترنت بكافة أنواعه ومنها غرف الدردشة الكتابية والصوتية، وأن العامل المهم في ارتباطي المستمر بالإنترنت هو الفراغ، وأما الموضوعات التي يتطرق لها مستخدمو غرف الدردشة هي الأحداث اليومية والمشكلات التي تواجه الجنسين الشباب والفتيات وإيجاد الحلول لها، ومستخدمو غرف الدردشة تصل مصداقيتهم إلى ثمانية في المائة وذلك لأن الشخص المستخدم لهذه الوسيلة يتحدث دون رقابة ودخوله باسم مستعار، وتبرز آثار غرف الدردشة الإيجابية في استهلاك وقت الفراغ والتعرف على أشخاص بغرض الصداقة ومناقشة موضوعات تبرز خلال الدردشة، وليس لها آثار سلبية، وعن خروج بعض المستخدمين عن سياق الآداب العامة أضافت أن هذه الحالات كثيرة وتشتمل على سب وشتم وغالباً ما تصدر هذه التصرفات من أشخاص يتصفون بالجهل.
* علي بن جحلان أشار إلى أن من أهم أسباب دخوله غرف الدردشة حب الاستطلاع والفراغ القاتل الذي يعانيه معظم الشباب والشابات، وأن أغلب الموضوعات التي يتطرق إليها مستخدمو غرف الدردشة تهم الشباب والشابات كالموضة والرياضة، وعن مدى مصداقية مستخدميها قال إنها معدومة جداً لأنه يدخل باسم مستعار، وعن آثار غرف الدردشة السلبية قال وقوع الرجل والفتاة في ما حرم الله من علاقات محرمة، وخروج معظم مستخدميها عن سياق الآداب العامة.
بعيداً عن المصداقية
* أ.م.ت فتاة من الرياض فضلت عدم الإفصاح عن ذكر اسمها قالت إن الفراغ هو السبب الرئيس لدخولي غرف الدردشة، وأن الموضوعات التي تندرج في غرف الدردشة هي بناء صداقة وحب وإعطاء رأي عما يدور في المجتمع. وعن مدى المصداقية التي يتمتع بها مستخدمو غرف الدردشة أضافت: إنها منعدمة بين الجنسين. فيما رأت أن الانعزال عن الأهل من أهم السلبيات وكذلك خروج بعض المستخدمين عن سياق الأدب. ومن الإيجابيات التعرف على أشخاص جدد واكتساب صداقات.
* وأضاف نافع الشراري إن من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الدخول لغرف الدردشة هو الفراغ، وأما الموضوعات التي يتم التطرق لها في غرف الدردشة فهي عن الحب والسفر والعمل، وأما نسبة الصدق خلال الأحاديث التي تدور في هذه الغرف فمتوسطة في الغالب، وآثارها السلبية تكمن في السب والشتم، وخروج معظم مستخدمي هذه الغرف عن سياق الأدب العام أحياناً.
* وذكر عصمت سلام أن الفراغ والملل من أهم أسباب دخولي لغرف الدردشة والبحث عن شيء رخيص لضياع الوقت، وأن الموضوعات التي تطرح على مستخدمي الدردشة موضوعات لا فائدة منها وغالباً ما تكون مخلة بالآداب، وإني لا أتوقع أنه يوجد صدق في هذه الغرف، وعن آثارها السلبية قال: ضياع الوقت والجلوس أمامها، وإن كان هناك إيجابيات تذكر فهي الجلوس في مكانك فقط، وإما عن التحلي بالآداب العامة قال: خروجهم عنها والبحث فقط للتعرف على صديقة يقضي وقته معها.
أهداف مجهولة
* بدر باعباد قال: الفراغ من أهم الأسباب لدخول غرف الدردشة والبعض شخصيته ضعيفة لكي يأخذ راحته في هذه الغرف بعيداً عن الأعين لضعف شخصيته، كما أن هناك أناساً لهم أهداف وغايات مجهولة مثل: (التعرف على البنات).
وعن الموضوعات التي يتطرق لها المستخدمون في هذه الغرف أضاف: ليس هناك موضوع معين يتم التحدث فيه فأغلب الموضوعات التي يتم التحدث بها إما أن تكون شتماً أو سباً أو تكون عصبية قبلية أو عصبية دول ونادراً ما تكون هناك موضوعات جيدة.
وأشار إلى عدم المصداقية وقال: الدخول يستلزم الكذب.
وعن السلبيات ذكر أن إهدار الوقت هو من أهمها وتكمن الإيجابية الوحيدة في التعود على سرعة الطباعة على الكمبيوتر.
وبين عمر العمر أن التعرف من أهم الأسباب التي تقود إلى الدخول لغرف الدردشة وأن الفراغ ليس من أهم العوامل لدخول هذه الغرف فأكثر الشباب يترك مهماته وواجباته لكي يدخل إلى هذه الغرف.
وأضاف إن 80% من الموضوعات المطروقة في هذه الغرف هي: (حب) وإن نسبة الصدق فيها تصل إلى 0%.
وبين إن السلبيات كثيرة ومنها التغرير بالصغار وضياع الوقت وتبادل المحرمات من الصور والمقاطع.
وليس لها من إيجابية سواء أنها تصلك بالعالم الخارجي. وعن الخروج عن الأدب في هذه الغرف قال: إنها تصل إلى حد الإسفاف.
لا إيجابيات في الدردشة
* ماجد الحمدي - طالب - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية قال: إن أهم الأسباب التي تقود إلى دخل غرف الدردشة إما قضاء وقت الفراغ والسؤال عن موضوع تحتاج إلى رد سريع ومباشر لم تجد له حلاً مثلاً (كيفية الحصول على أيميل ) وبصراحة يكون أغلب دخول الشباب للتعارف.
وأضاف أن نسبة الصدق خلال الحديث بالشات تقريباً 20% ويغلب الكذب على بعض المستخدمين لأغراض خاصة بهم.
وهناك آثار سلبية لدخول الدردشة وهي إهدار الوقت بشكل كبير أيضاً تكوين علاقات بين الشباب والفتيات.
وأما إيجابياتها فهي معدومة والحديث فيها قد يخرج عن سياق الأدب العام مع وجود المراقبين للغرف.
وأوضح فهد العبدلي - طالب - جامعة الملك خالد إن أسباب دخول غرف الشات هي بشكل عام الفراغ وعدم الانشغال وهذا عائد إلى عدم التوعية.
وأما الموضوعات فلا يوجد موضوع له قيمة ليناقش فمن الممكن أن تدخل غرف الدردشة على مدى أسبوع وفي النهاية تستنتج أنه تضييع وقت فقط.
وأضاف أن من الآثار السلبية ممكن أن نقول هي بناء علاقات وهمية (حب كاذب)، أما الإيجابيات فممكن فيها تدريب على السرعة بالطباعة. ونسبة الصدق في الحديث الشاتي معدوم.
ويخرج حديث هذه الغرف عن الأدب العام لأن أعمار الشباب الذين يدخلون الشات مختلفة، فالمراهقون هم المسيطرون (حدث ولا حرج )، فأنا لا أخفيك يوجد في كل غرفة من غرف الدردشة مراقب ولكن التلاعب موجود.
ترويح عن النفس
* وبين خالد دغاسي - طالب في جامعة الملك سعود أن أسباب دخول غرف الدردشة هي الترويح عن النفس والترفيه والتسلية وقضاء وقت الفراغ.
وأضاف أن الموضوعات ممكن أن تكون 30% مفيدة ويمكن النقاش فيها. أما 70% فهي غير مفيدة ومن أجل الحصول على علاقات بين الجنسين.
وبالنسبة للصدق فيكاد أن يكون ضئيلاً جداً لأن الشيء الذي يربط بين الأشخاص كيبل وشاشة، فالمصداقية مستحيلة الوجود. وعن آثارها السلبية قال: تضييع للوقت وهدر للمال. ومن الطبيعي الخروج عن سياق الأدب من قبل المستخدمين لأنه (من أمن العقوبة أساء الأدب) لا حسيب ولا رقيب.
* عبد الله المالكي.. قال: إن من أهم الأسباب التي تقود إلى الدخول لغرف الدردشة هو الفراغ وهو السبب الأول والأخير حيث أثبتت الإحصائيات أن أغلب مرتادي هذه الغرف من الفئة الانطوائية التوحد, مما يؤدي للرغبة في التعرف على ناس آخرين.
وتوجد غرف دردشة تختص في المجالات الثقافية والعلمية التي تستقطب ذوي الاهتمامات العلمية المشتركة في غرفة واحدة.
وأضاف: ليس هناك موضوعات هادفة تطرح في غرف الدردشة وإنما هي شماعة تعلق عليها أوقات الفراغ.
وعن نسبة الصدق خلال الحديث الذي يدور في هذه الغرف قال تصل إلى 5%
وإن غرف الدردشة يمكن الاستفادة منها لرفع مستوى الثقافة العامة ولكن يتم استخدامها لشغل الفراغ أكثر والحديث في هذه الغرف بعيد عن سياق الأدب العام.
رأي الدين
نشرت موسوعة الفتاوى على الشبكة الإسلامية فتوى عن حكم الحوار بين الرجل والمرأة عن طريق الإنترنت، جاء فيها: إذا كان هذا الحوار يدور بينهما وفق الضوابط الشرعية فلا حرج فيه شرعاً، وهي أن يكون الحوار دائراً حول إظهار الحق، أو إبطال باطل، ويكون من باب تعليم العلم وتعلمه: قال تعالى {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}. وقال صلى الله عليه وسلم: (طلب العلم فريضة على كل مسلم)، صححه الألباني عن أنس وعلي وأبي سعيد رضي الله عنهم. وأن لا يخرج عن دائرة آداب الإسلام في استعمال الألفاظ واختيار التعابير غير المريبة أو المستكرهة الممقوتة، كما هو شأن كثير من أهل الأهواء والشهوات. وأن لا يكون الحوار مضراً بالإسلام والمسلمين، بل عوناً لهم ليتعلموا دينهم عن طريق القنوات الجديدة، فكما أن الكفار يصرفون أوقاتهم لنشر الباطل فإن المسلم يصرف كل جهوده في سبيل نشر الفضيلة والخير والصلاح. وأن يكون بينهما ثقة بالنفس للوقوف عند ثبوت الحق لا يتجاوزه أحدهما انتصاراً للنفس، فإن ذلك يؤدي إلى طمس الحقائق وركوب الهوى والعياذ بالله من شرور النفس الأمارة بالسوء. وأن يكون الحوار عبر ساحات عامة يشارك فيها جمع من الناس، وليس حواراً خاصاً بين الرجل والمرأة لا يطلع عليه غيرهما، فإن هذا باب من أبواب الفتنة، فإذا توافر في الحوار هذه الأصول، فلا حرج فيه.
دراسات
وفي دراسة أجريت في مصر استقصت الآثار الاجتماعية للإنترنت على الشباب أكدت أن 29.5% من أفراد العينة إنهم يدخلون شبكة الإنترنت من أجل التسلية فقط، 22.4 % من أفراد العينة على متغير مراسلة الآخرين، ويأتي بعد ذلك متغير قضاء الوقت الفراغ بنسبة 17.8 %، وأما عن المواقع التي يتصفحها الشباب المصري على الإنترنت فقد أوضحت الدراسة أن مواقع الدردشة والمحادثة احتلت المرتبة الأولى كأهم المواقع المفضلة على شبكة الإنترنت وذلك بنسبة 26%، على حين جاءت المواقع الترفيهية في المرتبة الثانية بنسبة 21.3 %، كما كشفت الدراسة عن 90% من المبحوثين كونوا علاقات مع آخرين من خلال الإنترنت وارجع 43.3% منهم السبب إلى التسلية. وعن تأثير الإنترنت على الوقت الذي يتم قضاؤه مع الأسرة ذهب 50.07 % من العينة إلى أن شبكة الإنترنت تؤثر سلباً على الوقت الذي يتم قضاؤه مع أسرهم، ورأى 52.55% من المبحوثين أن لشبكة الإنترنت تأثيراً سلبياً على العلاقات الأسرية، وذهب 60.8% أن لها تأثيراً سلبياً على العلاقات مع الأقارب حيث تقل معدلات الزيارات الأسرية. واعتبرت الدراسة أن من الآثار الاجتماعية التي يؤدي إليها إدمان الإنترنت عزل الشباب عن العلاقات الاجتماعية الأولية كعلاقاته مع أسرته أو مع جيرانه أو أقاربه.