أظهرت نتائج مسح عالمي شمل عدداً كبيراً من التنفيذيين في الشركات العالمية تم خلال التسعينيات أن الهندرة كانت على رأس قائمة الجهود التي بذلتها الشركات والمنظمات المختلفة لمواجهة المتغيرات التي تجتاح السوق العالمية، ويكفي أن نعرف أن مجموع ما صرفته الشركات الأمريكية فقط لمشروعات الهندرة خلال العقد الأخير من القرن الماضي قد تجاوز الخمسين مليار دولار أمريكي، وهو استثمار كبير قامت به الشركات لقناعتها أن العائد على هذا الاستثمار سيكون أكبر بكثير وهو ما تحقق فعلاً لكثير من الشركات.
ولا عجب إذا قيل إن التغيير ثابت وهي جملة صحيحة وصادقة بكلمتين متناقضتين فالتغيير شمل كل جوانب الحياة العملية ابتداء من العميل ومروراً بالمنافسين وانتهاءً ببيئة العمل المحيطة بنا، ففي ما يخص العميل أو الزبون (كما يسميه البعض) لا يختلف اثنان أن عميل اليوم ليس كعميل الأمس، فعميل اليوم كثير المطالب واسع الاطلاع، صعب الإرضاء، سهل الفقدان، إرجاعه والاحتفاظ به مكلف وما هذا إلا نتيجة طبيعية للثورة التكنولوجية والمعلوماتية التي زادت من ثقافة العميل بالمنتجات والخدمات من حوله، كما أن المنافسة الشديدة في أسواق اليوم جعلت الحاجة للتغيير المستمر ضرورية ولازمة من أجل البقاء والاستمرار.