تتواصل لقاءاتنا مع الموهوبين من أبناء الوطن، حيث نستضيف هذا الأسبوع الأستاذ محمد بن قعيد هادي الحربي أحد منتسبي القوات البحرية الملكية السعودية معلم إلكترونيات طيران وقد قدم منتجاً حصل من خلاله على براءة اختراع وهو جهاز مؤشر اختبار الدائرة القطبية كما تم تكريمه بالميدالية الذهبية من أجل هذا الاختراع وذلك في معرض الابتكار الأول 2008 م الذي أقيم في الرياض مؤخراً. التقيناه في هذا الحوار لكي يلقي الضوء على تجربته.
وفيما يلي نص اللقاء:
* ما الاختراع الذي قدمتموه في معرض الابتكار الأول 2008 م؟
قدمت جهاز مؤشر اختبار الدائرة القطبية.
* بماذا يرتبط مجال هذا الابتكار؟
يرتبط مجال هذا الابتكار بالطائرات وهو من أجهزة الملاحة الضرورية في اغلب الطائرات المدنية والعسكرية ويحدد للطيار اتجاه الشمال الجغرافي والشمال المغناطيسي ووجهة الطائرة وكذلك المسافة بينها وبين المطار.
* ما الفائدة من هذا الجهاز؟
هذا الجهاز وفر على القوات البحرية الملكية السعودية قيمة شراء جهاز فحص جديد من فرنسا وطرق الفحص بسيطة وتخلو من التعقيد حيث وضعت على الطريقة الأمريكية كما أنه يقلص من وقت الصيانة ورفع كفاءة الطائرات لإتمام المهام الموكلة إليه.
* هل من وصف عام للاختراع؟
عمل جهاز مؤشر اختبار الدائرة القطبية Polar indicator يرتبط مجال هذا الابتكار بالطائرات وهو من أجهزة الملاحة الضرورية في اغلب الطائرات المدنية والعسكرية ويحدد للطيار الشمال الجغرافي والشمال المغناطيسي والاتجاه والوجهة وكذلك المسافة بينه وبين المطار وترتكز فكرة الجهاز إلى الاستفادة من الأجهزة والمواد الموجودة في ورشة الملاحة وتم ذلك بدمج الجهاز المخترع إلى جهاز فحص كومبيوتر الملاحة للاستفادة من موجة تحكم بالانحدار والتمايل roll وموجه الترنح حول المحور العرضي pitch وموجه الوجهة heading وعدم توليد هذه الموجات بل تؤخذ من كومبيوتر الملاحة عن طريق كيابل خارجية والربط بينها وبين جهاز فحص مؤشر اختبار الدائرة القطبية ليتم فحص كل من اختبار التغذية الكهربائية الرئيسية واختبار المسار واختبار نقطة الهدف البعيد واختبار المسافة واختبار الانحراف بالإضافة إلى اختبار بوصلة زاوية الاتجاه واختبار الإضاءة.
* ما أسباب تفكيرك في اختراع هذا الجهاز؟
كنت رئيساً لورشة الملاحة بسرب الصيانة بجناح الطيران البحري الثاني وذلك في عام 2001م وكان جهاز مؤشر اختبار الدائرة القطبية Polar indicator الموجود على طائرة السوبر بوما البحرية قد بدت عليه كثرة الأعطال بسبب عمر الجهاز ولم يكن لدينا جهاز لفحصه وإصلاحه في سرب الصيانة بل يتم إرسال الجهاز إلى مصنعه في فرنسا وكان الخبراء الفرنسيون العاملون معنا يسوقون لجهاز فحص لديهم في فرنسا وكان سعره مبالغا في فأخبرت الجانب الفرنسي أننا سوف نبتكر جهاز فحص لنا فتبسموا وظنوا ان هذه دعابة مني لاعتقادهم بأن العقل السعودي غير منتج وأنه فقط مستهلك.
* هل احتجتم وقتا طويلا للانتهاء من الإعداد والتصميم؟
بالفعل احتجت الى وقت كاف لانجاز المخترع فقد استغرق الإعداد والتصميم قرابة السنة والنصف.
* ما الجوائز التي حصل عليها هذا الاختراع؟
الجهاز حائز على براءة اختراع صادرة من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وكذلك حصل على الميدالية الذهبية في معرض الابتكار السعودي الأول والجهاز له الآن خمس سنوات وهو يعمل بكفاءة ولا توجد به مشاكل وتم فحصة من قبل الجانب الفرنسي وقد أثنوا عليه.
* لمن تعترف بالفضل في الوصول إلى الابتكار بعد الله سبحانه وتعالى؟
الفضل أولاً لله سبحانه وتعالى ثم إلى سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام على الدعم اللامحدود لقواتنا المسلحة.
* ما الفعاليات والمناسبات التي شاركت بها؟
شاركت في معرض الابتكار الأول 2008 فقط ولم تكن لي أي مشاركة في معارض أو فعاليات أخري.
* كيف ترى معرض الابتكار الأول 2008 والذي شاركت فيه وأثره على المخترعين؟
بالفعل شاركت في معرض الابتكار الأول 2008 حيث استطاع أن يبرز المقدرة الوطنية في الابتكار والاختراع، وعرض الاختراعات والابتكارات الخاصة بالأفراد والجامعات والمؤسسات البحثية والحكومية وشركات القطاع الخاص، وترسيخ هذه الثقافة في المجتمع السعودي، كذلك ورش العمل المصاحبة للمعرض نمت ثقافة براءة الاختراع وطرق تسويق الاختراع لدى المخترعين.
والحقيقة أن المشرفين على المعرض والمنظمين حرصوا على أن يكون المعرض في أجمل صورة وفي أفضل وضع ممكن ويبدو ذلك واضحا من سهولة الوصول للمعرض والتسجيل والسير بين جنباته والتعرف على محتوياته والندوات وورش العمل بكل يسر وسهولة وهو شيء يمكن ملاحظته كما أن المنظمين وزعوا نماذج تقييم ورش العمل والندوات وهذا دليل على نظرتهم المستقبلية للمعرض في السنوات القادمة إنشاء الله.
* ما الذي يريده المخترع من مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين؟
يريد مساعدته في تكاليف براءة الاختراع حيث يوجد أشخاص لديهم الكثير من الأفكار ولكن لا يستطيعون توفير قيمة تكاليف البراءة وكذلك بعض الاختراعات ليس لها مردود مادي.
* هل لديكم ابتكارات أخرى؟
ليس لدينا أفكار جاهزة للتنفيذ في الوقت الحالي ولكن توجد أفكار عديدة في الذهن، وإنشاء الله أجد الوقت لبد العمل بها.
* ما الأسباب التي جعلتك تتوقف عن استكمال مسيرة الابتكار؟
تم تكليفي في منتصف عام 2003 برئاسة قسم التدريب بسرب الصيانة بجناح البحري الثاني بالجبيل وكما هو معروف أن عمل التدريب عمل مكتبي فقد أوليت اهتماماتي في أعداد مناهج التدريس وأخذت مني جل اهتمامي وقد تم ذلك بتعاون مع زميلي الأخ عبد الله بن جبران الشمري وإشراف من العقيد البحري المهندس بندر بن عبدالرحمن العتيبي وأثمر ذالك عن أعداد خمسة كتب مختصة في الطيران والسلامة وهي كتاب السلامة المهنية والمعايير الصحية المجلد الأول والثاني وكتاب فحص طائرة السوبر بوما قبل الإقلاع وكتاب فحص طائرة السوبر بوما بعد الهبوط من آخر رحلة وكتاب السلامة الأرضية في حظائر الطائرات وخطوط الطيران.
الآن أعمل مع مجموعة من الزملاء لتطوير بعض أجهزة الطائرات وقد تم الانتهاء من بعضها والبعض الآخر في طور الدراسة.
* ما المعوقات والصعوبات التي ترى أنها تواجه المخترعين؟
إن ابرز المعوقات والصعوبات التي تواجه المخترعين هي تهميش المجتمع لهم حيث لا توجد أنديه لتبرز المخترعين وتقوم بتشجيعهم بالإضافة إلى عدم وجود الثقافة لدى التجار للاستفادة من المخترعين واختراعاتهم.
* ما النصائح والتوجيهات التي توجهها لزملائك المخترعين؟
انصحهم بالمثابرة وان الفكرة مهما تكن صعبة فيمكن تطبيقها فأولا يجب على المخترع أن يقوم بكتابة الأفكار بورقة ومن ثم ترتيبها والنظر إليها هل هي واقعية أم خيالية، فإذا كانت خيالية فلابد من تقريبها للواقع.