حوار - وسيلة محمود الحلبي
(يأتي بلا موعد) عنوان معرض الفن التشكيلي الرقمي الذي أقامته الفنانة التشكيلية منال الرويشد ضمن نشاطات معرض تربا في مكتبة الملك عبدالعزيز العامة (بالمربع) ويضم معرضها (19) لوحة رقمية برؤية فنية تعبر فيها عن الحب والكره، والسعادة والتعاسة والرضا والغضب حيث إن هذه الأمور كلها تأتي (بلا موعد)، حيث نجد أنفسنا في قدر محتوم حول تجربتها الفنية الرقمية كان لمجلة الاتصالات والعالم الرقمي معها هذا الحوار:
بطاقة
- منال بنت عبدالكريم الرويشد هي مشرفة تربوية عامة بوزارة التربية والتعليم تخصصها تربية فنية وأعدت بحثاً علمياً للحصول على درجة الدكتوراه سيناقش قريباً.
الفن الرقمي
* ما هو الفن الرقمي وكيف بدأت هذا النوع من الفن رغم أنك فنانة تشكيلية بارعة؟
- الفن الرقمي هو فن يمارس باستخدام برامج الحاسب الآلي للرسم والتصميم، أي هو ممارسة الفن بواسطة التقنية. وكانت بدايتي مرتبطة بالحاسب الآلي، وممارسة الفن بواسطة البرامج والإمكانات التي يتيحها الحاسب، فهي تجربة وتحدٍّ للنفس، ولا يقلل هذا الفن من قدرات الفنان أبداً بل يضاف إلى قدراته الإبداعية رصيد آخر هو الفن الرقمي.. فهو أحد أساليب التنفيس عن المشاعر والأحاسيس وممارسة الفن من خلاله يتيح عالماً رائعاً من النتائج والحلول التشكيلية التي يجد الفنان نفسه أمام حاجة ملحة للتعمق في الإمكانات واكتشاف ما لديه من مواهب وإبداعات تترجم بواسطة الفن الرقمي. ولكوني متخصصة في مجال التصميم الفني، وهو مجال مرتبط ببرامج الحاسب الآلي فأصمم أغلفة كتب وبطاقات تهنئة ودعوات وشعارات وإعلانات وملصقات وفواصل كتب وغيرها.
وخلال هذا وجدت لديّ أيضاً رغبة في ممارسة التصوير والرسم باستخدام إمكانات الحاسب الآلي لإنتاج لوحات تشكيلية. فقد بدأت التجربة منذ عام (2000م) باستخدام برامج الرسم والتصميم في الحاسب وأنتجت العديد من اللوحات التشكيلية.
مشاركات
* حدثينا عن أعمالك الفنية التشكيلية ومشاركتك بالمعارض؟
- لدي مجموعة من اللوحات الحديثة وشاركت بالعديد من المعارض وكذلك شاركت في معارض مهرجان الجنادرية. والجديد لديَّ في هذه الآونة هو نتاج الفن الرقمي، وقد شاركت في معرض (الرائدات) ومعرض للفنانات التشكيليات السعوديات الرابع بأعمال رقمية.. ولديَّ إعداد كامل للمعرض الحالي (يأتي بلا موعد) وسيقام بإذن الله في منتصف ربيع الثاني الحالي.. وشاركت في معارض كلية التربية للاقتصاد المنزلي والتربية الفنية بمعرض (رؤى وطنية).. ونفذت ورشة بالفن الرقمي بالتعاون مع زميلاتي هدى الرويس ومنيرة الرويشد.. وخططت لتنفيذ أول ورشة فنية رقمية في جناح وزارة التربية والتعليم جنادرية (22) ومجموعة لوحاتي الرقمية، ترجمت فيها إحساسي باللون والشكل.. وليس لديَّ فرق فيما أنتجه بيدي أو بالحاسب الآلي لأنني أعيش نفس الإحساس هذا الرسم والتصوير.. فالحاسب وحده لا ينتج إبداعاً بدون عمل من خلاله وهي تجربة ونقلة كبيرة في حياة الفنان.
* ما هو الجديد بهذا الفن؟ وماذا قدمت التقنية له؟
- الفن الرقمي هو علاقة الفن بالتقنية ويتاح من خلاله التعبير فيما يتعلق بالتصاميم والرسوم الجرافيكية في كل ما يتعلق بتصميم برامج الحاسب أيضاً أو لأفلام الكرتون أو الكاريكاتير أو أفلام البلايستيشن وغيرها.
* هل يتماشى الفن الرقمي مع المدن الرقمية والتذاكر الذكية والشوارع الذكية وغيرها؟
- الفن الرقمي يوفر الرسم والتصميم لكل شيء يرتبط بالفن والحياة.
* ما هدف هذا الفن وكم عدد الذين انحازوا له على وجه التقريب وما هي نسبة انتشاره؟
- ممكن نقول ما هدف الفنان أو المصمم الذي يمارس استخدام الحاسب الآلي، وهناك عدد كبير يمارس هذا الفن من خلال مواقع الشبكة العنكبوتية وفي الآونة الأخيرة أصبح هناك انتشار لهذا الفن في الوسط التشكيلي وهناك من يشار إليه بأنه يرسم أو يعالج الصور أو يصمم باستخدام الحاسب الآلي.
* هل أثبت الفن الرقمي قوته في إبراز أعمال مميزة يعجز عنها الفنان الكلاسيكي؟
- هذا يرتبط بمهارات وقدرات الفنان، فالفن لا يكون إلا بوجود الفنان نفسه، ومدى ما يقدمه من نتاج فكري فهو من يحقق نجاح ويضيف لتاريخه هذا النجاح في كل التجارب التي ينمو من خلالها.
* لماذا يعتبر هذا الفن متعارضاً مع الأصالة الفنية حسب قول البعض؟
- هذا الفن لا يتعارض مع الأصالة لكونها تنتج من داخل الفنان، فالفنان رسم يدوياً على اللوحة، أو استخدم برامج الحاسب الآلي لإنتاج لوحات، فهنا أفكاره هي من تقدم مدى علاقته بمجتمعه وتاريخ مجتمعه وإقباله على التراث واستخدامه للدلالات الشكلية بمعاصرة في التعبير ويرفض هذا الفن لدى البعض في رأي أن الإنسان عدو ما يجهله. وهذا ما كان مرتبطاً بعباس ابن فرناس وفان جوخ وغيرهم كما أن الإبداع لبعض البشر يكون سابقاً لعصره فما يرفض اليوم يقبل غداً، وأهم شيء أن لا يبقى حال التحكيم في المعارض الجماعية على فنانين لم يمارسوا الفن الرقمي، وبالتالي يكون الحكم بانتقاص هذا الفن، أو استبعاده، فعلينا أن نكون عصريين وأن نحترم تعبيرات الآخرين بأي وسيلة نفذت تعد نقطة تضاف للتاريخ الفني، وللتجربة التشكيلية السعودية. لذا من المهم أن يشارك في لجان التحكيم والفرز للأعمال فنانون يمارسون الفن الرقمي حتى يكون الحكم موضوعياً.
* العالم بأجمعه بدأ يحتفي بالفن الرقمي وينظم له المعارض التي تخدمه حدثينا عن هذه الظاهرة؟
- العالم يتعامل مع الفن الرقمي منذ خمسين عاماً تقريباً ويقدم الفنانون أعمالهم فتقام معارض شخصية وجماعية لهذا الفن في كثير من دول العالم كما تنظم المسابقات الفنية وتعرض الأعمال في متاحف للفن الرقمي وكذلك هناك جوائز لمهرجانات لأعمال منفذة بالفن الرقمي.
* هل لك موقع على الإنترنت تنشرين فيه أعمالك الفنية؟
- حالياً لا ... ولكن بإذن الله في المستقبل القريب سيكون لي موقع شخصي.
* هل لك مدرسة معينة؟
- إن مفهوم المدارس انطوى منذ زمن في الدول التي وجد بها والفن الرقمي يمكن أن يمارس بأي أسلوب أو أي اتجاه (واقعي، تجريدي، رمزي، تأثيري، تكعيبي) وغيره لأنه يرتبط بالفنان وصاحبة للتعبير.
* هل برأيك سيطغى على الفن الكلاسيكي يوماً ما... هذا الفن الجديد؟
- لكل إنسان ذوق معين وهذا الفن له أناس معينون ولا يفهمه الجميع، ولكن أتمنى أن يأخذ حظه في مختلف المعارض ويكون له نصيب من الجوائز العالمية.
* طالبت بضرورة تعميم تدريس الفن الرقمي ضمن مناهج الدراسة الأكاديمية ماذا كان رد المسؤولين عليك؟
- حقيقة لم يصلني رد على دعوتي وأجدها فرصة من خلال هذا اللقاء بمجلة الاتصالات والعالم الرقمي أن يعنى المسؤولون وأصحاب القرار في الجامعات السعودية بتدريس الفن الرقمي وتجهيز المعامل الحاسوبية في الكليات المختصة بالفن لأهمية تدريب جيل المستقبل على التعامل التقني في مجال الفن.