قال مسؤول كبير في حلف شمال الأطلسي (الناتو) إن الأخير يتعامل مع خطر اندلاع حرب عبر الإنترنت (سايبر) بجدية تماثل تصديه لخطر هجوم صاروخي. وذكرت صحيفة غارديان الصادرة اليوم أن مشاركين في مؤتمر الجرائم الإلكترونية, الذي يختتم أعماله اليوم في لندن، أكدوا أن التجسس الإلكتروني والإرهاب عبر الإنترنت يمثلان الآن أخطر التهديدات التي تحدق بالأمن الدولي.
ونقلت عن سليمان أنيل المسؤول عن حماية الناتو من الهجمات عبر الحاسوب قوله: إن مسألة الدفاع عبر شبكة الإنترنت تناقش حاليا على أعلى المستويات إلى جانب الدفاع الصاروخي وأمن الطاقة.
وأضاف "لقد شاهدنا أمثلة كثيرة من تلك الهجمات ولا نعتقد أن هذه المشكلة ستختفي قريباً". وأبلغ أنيل, الذي يترأس مركز حوادث الحاسوب التابع لحلف الناتو, المؤتمر بأن تكلفة هجمات التقنية العالية على نظم الاتصالات الحكومية تتراجع بينما قد يكبر حجم الضرر الناجم عنها.
ومن أهم التهديدات - كما ترى الصحيفة - الإرهاب عبر الإنترنت, حيث تبذل محاولات لإغلاق شبكات اتصال إلكترونية أو استخدام الإنترنت لشن هجوم على مؤسسات رسمية. غير أن أنيل حذر من أن من سماها دولا مارقة قد ترعى هجمات عن طريق الإنترنت على الدول الأعضاء في حلف الناتو. وقال هناك دول لا تعمل على تطوير قدراتها الدفاعية فحسب, بل تملك قدرات هجومية وهو ما يضفي بعدا جديدا على المسألة برمتها. ويعتبر مؤتمر الجرائم الإلكترونية من أكبر المنتديات التي تجمع العاملين في مجال مكافحة جرائم الإنترنت.
وفي العام الماضي تمكن قراصنة حاسوب, يعتقد أنهم من الصين, من اختراق أنظمة الحاسوب التابعة لوزارة الدفاع الأميركية وشنوا هجمات على شبكات حاسوب حكومية في بريطانيا وألمانيا والهند وأستراليا. وقد اتهم مسؤولون أميركيون أفراد العصابة بأنهم يعملون تحت رعاية مسؤولين في بكين. وهناك هجوم آخر تعرضت له أستونيا, التي تملك واحدة من أكبر الحكومات الإلكترونية في العالم, حيث وجهت أصابع الاتهام في بادئ الأمر إلى قراصنة مدعومين من السلطات الروسية.