معارك تقنية ساخنة تشتعل في كوكبنا، وبالتحديد بين الولايات المتحدة واليابان، حيث تتسابق الدولتان على إنتاج الكمبيوتر الأكثر عملقة في العالم.
كلا الدولتين تدعيان حتى الآن امتلاك السوبر كمبيوتر الأقوى، واليابان ظلّت محل الثقة الأوسع في تقاريرها بوجود حاسوبها العملاق (إيرث سيميوليتر)، الذي أنتجته شركة (إن إي سي) الموجودة في مدينة يوكاهاما.
هذا الكمبيوتر يتم استخدامه في أبحاث الطقس والزلازل وهو يحاكي الأرض بأبعاد ثلاثية، ويقال إنه قادر على معالجة بضعة ترليونات من العمليات الحسابية في الثانية الواحدة.
لكن تقارير أخرى أكدت لاحقاً أن الحاسوب التابع لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) والمسمى (كولومبيا) بات هو الأقوى في العالم، فقد أشارت الأنباء إلى أن هذا الحاسوب العملاق يستطيع إجراء واحد وخمسين ترليون عملية حسابية في الثانية، وهو رقم لم تبلغه التقنية اليابانية حتى الآن.
المنافسة لم تتوقف عند هذا الحد، فقد تناقلت أجهزة الاستخبارات ووكالات الأنباء أخباراً تشير إلى مساع يابانية تهدف لإحداث اختراق غير مسبوق في مجال الحواسيب العملاقة، وكشفت النقاب عن كمبيوتر (بلوجين) وهو من صنع (آي بي إم)، ويستطيع إنجاز حوالي مائة وسبعة وثلاثين ترليون عملية حسابية في الثانية!
(بلوجين) يتربع الآن على قمة السوبر كمبيوترز في العالم، لكن المارد الياباني لم يستسلم كعادته، وهاهي طوكيو تعلن مؤخراً عزمها على تحديث عملاقها (إيرث سيميوليتر)، بإنتاج جيل جديد منه يتم تدشينه بعد عامين وبضعة أشهر، وسيكون الحاسوب الجديد أسرع 73 مرة من أسرع كمبيوتر موجود حالياً في العالم!!
اليابان لم تكتف بإعلان حاسوبها الجديد، بل كشفت عن رقم غير مسبوق تم رصده للكمبيوتر العملاق وهو 900 مليون دولار، وهو رقم صاعق بالفعل، خصوصاً إذا علمنا أنّ الحواسيب العملاقة لا تتجاوز تكلفتها في العادة مبلغ المائة مليون دولار.
معارك التقنية تدور رحاها ويشتعل أوارها، ويبدو أنّ السجال قد انحصر بين الماردين القويين أمريكا واليابان، رغم ما يتهامس به بعض العلماء الموجودين ضمن أباطرة التقنية، حيث يشيرون لاحتمال حدوث مفاجأة صينية قادمة، وهي مفاجأة قد تحيل السيادة الحاسوبية بالكامل إلى العملاق الأصفر الزاحف!
العالم يركض وينهض ويتقدم ويمتلك مقومات العلم والنماء والتغيير والرفاهية.
أسعد الله مساءكم أيّها العرب الأماجد!!