محمد بن علي الجريان أحد المواطنين الموهوبين المخترعين الذين سخّروا مواهبهم لخدمة الوطن، وهو يعمل معلماً للتربية الفنية، وله ابتكار متميّز أطلق عليه طابعة حائط، حيث يمكن تقديم هذه الطابعة بشكل جديد كما يمكن تصنيعها وتسويقها بسهولة وفعالية، وقد قام بعرض اختراعه في معرض الابتكار الأول 2008م ولاقى قبولاً واستحساناً جيداً، حيث أشاد به الكثيرون.
التقيناه في هذا الحوار ليسلّط الضوء على موهبته، واختراعاته وأهميتها والصعوبات التي تواجه المخترعين بشكل عام.
ما الابتكار الذي قدمته في معرض الابتكار الأول 2008م؟
- قدمت ابتكار جهاز طابعة حائط وذلك بمعرض الابتكار الأول 2008 والذي أقيم في الرياض.
هل لك أن تصف لنا هذا الاختراع؟
الاختراع الحالي يعتبر تقنية جديدة كلياً في كونه يقدّم طابعة للحائط, إذ إن هذا الاختراع يتمكّن من تلوين كامل الحائط (الحبر يصل إلى جميع الأطراف وجميع الزوايا) دون استثناء, لذلك يمكن القول بأن الهدف العام لهذا الاختراع - والذي سيتم استعراضه بالتفصيل لاحقاً - هو إيجاد طابعة تطبع صورة كاملة بمقاس الحائط بالكامل أو جزء منه، وليتم ذلك فإن الاختراع الحالي يقدّم طابعة للاستخدام في طباعة الحائط بأكمله, وهذه الطابعة عبارة عن عمودين يكونان على جانبي الحائط المراد طباعته, ويصل بينهما عمود أفقي, وهذا العمود باستطاعته التحرك من الأعلى إلى الأسفل والعكس من خلال مجرى في كلا العمودين والتحرك يكون حسب الأمر المدخل له عن طريق الحاسوب وهذا العمود بدوره أيضاً يحمل رأس الطابعة والذي يكون مثبتاً في وسط العمود الأفقي من خلال مجرى وباستطاعته التحرك يميناً وشمالاً ليبدأ في عملية الطباعة, إذ إنه وبحكم أن العمود الأفقي يتحرك للأعلى وللأسفل نستطيع بذلك أن نلوّن جميع الحائط وأطرافه يميناً ويساراً, أعلاه وأسفله، وهناك أيضاً شمعدان (حامل) لعلب الألوان (أسود + الألوان الأساسية كل على حدة) وموصولة مباشرة من العبوات إلى رأس الطابعة بواسطة أنابيب بلاستيكية شفافة لتزويد رأس الطابعة بالحبر المطلوب. يتميز هذا الاختراع بأنه ليس له مثيل في أي شكل من الأشكال السابقة، وعلى هذا الأساس بنيت عليه عناصر الحماية والتي تتميز عن التقنيات السابقة في هذا الجمع بين تركيبات الوظائف المتعددة.
ما أهداف هذا الابتكار التي كنت تسعى إليها تحديداً؟
- من أهداف هذا الاختراع تقديم طابعة للحائط جديدة ومطورة يمكن تصنيعها وتسويقها بسهولة وفاعلية ومن أهداف هذا الاختراع أيضاً التكلفة الأقل بينها وبين مبالغ الطلاء الموجودة على اعتبار الدقة والجودة في الطلاء وهناك هدف في الحد من المشكلات الناجمة بين العميل والدهان عن سوء الطلاء أما الهدف الرئيسي لهذا الاختراع فهو طبع صورة على حائط كامل بطريقة تقنية وليست يدوية وبدقة وجودة عالية كما يريدها العميل، كل ما سبق ذكره من أهداف الاختراع.
بالإضافة للمزايا الجديدة للاختراع توجد مفصلة في عناصر الحماية التي تشكل جزءاً من هذا الكشف, ولفهم أفضل للاختراع المقدم ولمزايا التشغيل فإنه يجب الرجوع إلى الرسوم التوضيحية والوصف التفصيلي فإن ذلك يعطي نماذج مفصّلة للاختراع.
هل لك أن تحدثنا عن مميزات جهاز طابعة الحائط؟
- توجد العديد من المميزات الفعّالة للجهاز من بينها الاستغناء الأكيد والمضمون عن الدهانات المكلفة ومشاكلها واستخدام الأحبار في عملية طلاء الحائط، إذ إنها تمتاز بالخفة والدقة والجودة وانخفاض التكلفة مقارنة بالدهانات التقليدية مما يعطي جمالاً ورونقاً جديداً بالإضافة إلى الدقة والجودة والسرعة في عملية الطلاء والحد من استخدام الطلاء التقليدي كما أنه يحتوي على تقنية جديدة كلياً تعطي اختلافاً جذرياً في جماليات الحائط أياً كان كما يساعد الجهاز على الحد من المشاكل الناجمة بين العميل وفني الدهان بالإضافة إلى اقتصادية الجهاز في تكاليف عملية الطلاء للعميل وكذلك يحقق الجهاز الأرباح الأكيدة بإذن الله والسريعة للشركة وذلك باحتكارها الجهاز من حيث استيراد وتصدير وبيع وتأجير وصيانة, ويحتوي الجهاز على العديد من الملحقات مثل الأحبار كما يمكن للعميل اختيار أي صورة أو منظر أو رسم يريده على الحائط بأكمله دون صعوبة في ذلك وبشكل عام فإن الجهاز يوفر فرصاً وظيفية للشباب لمزاولة هذه المهنة من غير حرج أو تقليل من شأنه أو أية أضرار صحية.
ما أسباب التفكير في هذا الابتكار تحديداً؟ وهل له علاقة بمجال عملك؟
- نعم بحكم مهنتي كمعلم تربية فنية (ماجستير آداب تربية فنية) فكثير من الزملاء يطلب مني الرسم في استراحته أو في منزله على الحائط طبعاً, وأيضاً الحركة الجديدة في عالم الطلاء وهو الرسم, وكذلك الإعلانات التجارية الثابتة على المباني.
كم من الوقت استغرقته للانتهاء من هذا الابتكار؟
- هذا الابتكار ما زال مجرد فكره وللأسف لم ير النور حتى الآن.
هل لديك ابتكارات أخرى غير جهاز طابعة الحائط؟
- بالنسبة للاختراعات الأخرى ففي جعبتي ما يقرب من ثلاثة إلى أربعة اختراعات ولله الحمد غير هذا الاختراع ولها فوائد وأهمية سواء للمسلمين بشكل خاص أو للعالم بشكل عام, ولكن لن أفصح عن أي واحد منها حتى أعرف ما مصير هذا الابتكار (طابعة حائط) والذي شاركت به في معرض الابتكار الأول 2008م.
هل وجدت صعوبات في تسجيل براءة الاختراع لهذا الجهاز بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية أو في معرض الابتكار؟
- لم أجد ولله الحمد أي صعوبات أو عوائق من حيث تسجيل براءة الاختراع في مدينة الملك عبد العزيز أو من حيث المشاركة في معرض الابتكار 2008 ولكنني أجد الصعوبة الآن في تبني هذه الاختراع.
كيف ترى دور مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين؟
- جهودها واضحة ولكن هذا لا يكفي, نريد منها المزيد وكذلك نريها تسهم في تسهيل كل العقبات التي تواجه المخترعين والمساعدة في إنجاز اختراعاتهم .
هل قمت بعرض هذا الابتكار المتميز على القطاع الخاص؟
- نعم، قمت بذلك, ولكن للأسف القطاع الخاص يريد كل شيء جاهزاً!
هل من نصائح وتوجيهات توجهها لزملائك المخترعين؟
- أوصانا ديننا الإسلامي الحنيف بعدم كتمان العلم, لذا فإنه مهما حصل من قصور أو إحباط في حقك فمن المهم عليك إظهار ما بجعبتك وعقلك من أفكار لتنفع بها الناس بشكل عام والمسلمين بشكل خاص.
هل لديك مقترحات وحلول لتطوير عملية الاختراع بالمملكة؟
- أقترح أن يتم التعاقد مع شركات خاصة أو حكومية لتبني مثل هذه الاختراعات أو الأفكار كل حسب تخصصه.
كيف ترى دور الإعلام في دعم عملية الاختراع؟
- رائع، مع العلم بأن الاختراع الجيد يفرض نفسه ولربما أن الاختراعات تدعم الإعلام كمادة صحفية مهمة وأحياناً فيها شيء من السبق.
هل وجدت التشجيع والمساندة في بداية اختراعاتك؟
- نعم، وبقوة من قبل الزملاء والجمهور في معرض الابتكار الأول 2008م.
هل من كلمة أخيرة؟
- كلمة شكر وتهنئة أقدمها إلى مقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين على تسخير وتسهيل كل الإمكانيات أمامنا, كما لا يفوتني أن أتقدّم بالشكر الجزيل لمهندس محافظة الخرج الأول صاحب السمو الملكي الأمير عبد الرحمن بن ناصر وكذلك مدير التربية والتعليم بمحافظة الخرج الدكتور سعود بن حسين الزهراني, كما آمل من مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين وكذلك مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية تسخير كل إمكانياتهما وطاقاتهما لمخاطبة الشركات لتحمل اختراعاتنا الهوية الوطنية السعودية من جميع النواحي (الفكرة والإنتاج والتسويق).