خلال أربع سنوات من إطلاقه رسمياً في 4-2-2004، تحول موقع فيس بوك Facebook إلى واحدٍ من أشهر المواقع العالمية. وتجده منذ منتصف العام 2007 بين المواقع الأكثر شعبيةً في معظم الدول العربية.
ويقدر عدد المشتركين فيه بحوالي ستين مليوناً من حول العالم، وقد تقدم الموقع خلال العام 2007 من المرتبة ستين إلى المرتبة السابعة أي أنه سابع أكثر موقع مطروق عالمياً من بين ملايين المواقع المتوفرة على النت. وتُظهر وتيرة الدخول إلى فيس بوك خلال عام 2007 نمواً انفجارياً هائلاً.
ويحتل الموقع المراتب الأولى في الكثير من الدول الغربية، ويأتي أحياناً في المرتبة الأولى... ففي ليلة 12-12-2007 مثلاً كان فيس بوك يحتل المرتبة الأولى في كندا، والمرتبة الثانية في بريطانيا، والمرتبة الثالثة في مصر والأردن، والمرتبة الخامسة في الولايات المتحدة، مع العلم أن أكثر بقليل من ربع المشتركين في الموقع هم من الأمريكيين.
مؤسس موقع فيس بوك كان طالباً في جامعة هارفرد عام 2004، واسمه مارك زُكربرغ، وهو أميركي من نيويورك أسس الموقع في البداية كشبكة للتعارف لطلاب البكالوريوس في جامعة هارفرد النخبوية ، وتدريجياً بدأ فتح الشبكة لطلاب جامعات الأيفي ليغ Ivy League، وهي مجموعة النخبة من ثماني جامعات، المصنفة فوق الدرجة الأولى عالمياً، ومنها جامعة هارفرد التي أتى منها مارك زكربرغ. ومن ثم بدأ فتح شبكة التعارف الاجتماعية التي تكون حولها موقع فيس بوك، باتجاه جامعات نخبوية أخرى على الساحل الغربي للولايات المتحدة مثل جامعة ستانفورد وغيرها. ومع عام 2005، كان موقع فيس بوك قد توسع باتجاه المدارس الثانوية الأمريكية، والجامعات الأمريكية كافة، ومن ثم باتجاه كندا وبريطانيا، وبعدها باتجاه بقية دول العالم مع العام 2006م.
ففي أيار2005 حصل موقع فيس بوك على 12.8 مليون دولار من شركة أكسل Accel Partners، وقد كانت تلك اللحظة المفصلية التي تم فيها الانفتاح الواسع على طلبة الثانوي، وعلى الطلاب والشباب في كثير من البلدان الأخرى خارج الولايات المتحدة.
ولكن موقع فيس بوك مدرٌ للدخل أيضاً، وقد قدر دخله الأسبوعي عام 2006 بحوالي مليون ونصف المليون دولار أسبوعياً، وتحدد شروط الخدمة الخاصة به حق الشركة باستخدام كل المعلومات التي يضعها المشترك على موقع فيس بوك بالطريقة التي تراها الشركة مناسبة، كما سبق الذكر، سواء بتحليلها إحصائياً، سياسياً أو اجتماعياً، أو بمقاسمتها مع (شركات أخرى مسؤولة)، شركات تجارية مثلاً!
وهو مصدر الربح الحقيقي لأن المشتركين لا يدفعون مالاً لفيس بوك مباشرة، ويبدو أن موقع فيس بوك مربح لدرجة كبيرة، إذ رفض عرضاً بالبيع مقابل مليار دولار تقريباً عام 2006، وما زالت العروض تتقاطر على زُكربرغ، منها شراء شركة مايكروسوفت في 24-10-2007 لأقل من اثنين بالمئة (1.6%) من شركة فيس بوك مقابل 246 مليون دولار فقط!