قال خبير في مكافحة مخاطر التقنية إن الإنترنت قدمت منذ انطلاقتها فوائد ثقافية واجتماعية واقتصادية للبشرية لا تعد ولا تحصى، إلا أن إساءة استخدام هذه التقنية الثمينة قد جلب معه مشكلات تؤرق الخبراء؛ فقد سجلت الأعمال الإجرامية على الإنترنت أعلى معدلاتها على الإطلاق، وبدأت هذه الهجمات باتخاذ منحى أكثر استهدافاً من ذي قبل، وتتسم بتكرارها واندماجها مع عناصر أخرى، إضافة إلى أنها أصبحت تستقر في داخل الإنترنت، وباتت تهدف إلى جني الأرباح.
وخلال محطته الأولى من جولة الأمن التقني في منطقة الشرق الأوسط، صرّح ديفيد بيري، المدير العالمي لقطاع التعليم في تريند مايكرو، بأن أعداد مستخدمي الإنترنت تتزايد عالمياً كما أن الإنترنت تستمر بالنمو وتبعاً لذلك ستستمر مخاطر الإنترنت بالازدياد أيضاً.
وقال بيري: (يُعد السلوك البشري من أكبر العوامل المساهمة في تطور مخاطر الإنترنت، ويدرك مجرمو الإنترنت كيفية استغلال هذه الفرصة لصالحهم). وأضاف بيري: (على مستخدمي تقنية المعلومات، سواء الخبراء منهم أو المستخدمين العاديين، اتباع سياسة استخدام مسؤولة تستند إلى أفضل ممارسات الإنترنت؛ وذلك لحماية أنفسهم من مخاطر الإنترنت الحالية والناشئة). وأردف قائلاً: (يُمكن أن يؤدي السلوك البشري البسيط مثل الجهل، أو التكبر، أو الفضول، أو نقص الوعي، إلى وضع المستخدمين أنفسهم في موضع لا يحسدون عليه؛ فقد يدركون في وقت متأخر حين لا ينفع الندم مدى الغلط الكبير الذي فعلوه إلا أنه في معظم الأحيان لا يدرك المستخدم أنه قد عرض جهازه إلى خطر محدق).
ووفقاً لتقرير نشر مؤخراً تُعد نسبة نمو استخدام الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط بين عام 2000 وعام 2007 أعلى معدل حول العالم مسجلة نمواً بلغ 920.2 في المئة، علماً بأن متوسط النمو العالمي يصل إلى 265.6 في المئة. ويُعد بوتنت Botnet الخطر الأكبر على الإنترنت؛ إذ يتم التحكم في أعداد مذهلة من أجهزة الكمبيوتر حول العالم من قبل جهة غير مخولة لأغراض خبيثة.
ووفقاً لبيري تتسبب فيروسات البوتنت في أكثر من 80 في المئة من البريد التطفلي، وتتسبب في أضرار تقنية تتجاوز المليار دولار أمريكي سنوياً. وانتهى بيري إلى القول: (يجب مراقبة ومتابعة سلوك (البوتنت) أكثر من أي فيروس آخر، وللأسف فإن دول الخليج ليست محصنة من هذه المخاطر الجديدة والتي تؤدي إلى أضرار كبيرة).