إن ثورة التقنية ستلقي بظلالها على كل مشروع وكل صناعة. وقد احتلت أجهزة الكمبيوتر وشبكات الاتصالات موقعاً رئيسياً وسط العمليات اليومية لكل مشروع أو مؤسسة، بل يمكن القول إنها أصبحت سلاح التنافس الرئيسي في معركة السيادة على السوق، لقد تحققت الاتمتة في كل شيء ابتداء من سطح المكتب وحتى خطوط التجميع الصناعي فلا يمر يوم إلا وتستخدم ماكنات صرف النقود، وتملأ خزانات عربات بالوقود عن طريق مضخات تعمل بالكمبيوتر، ويتم الدفع عند منافذ البيع (في المتاجر الكبرى وحتى الصغيرة) بالبطاقات المالية مختلفة الاشكال والانماط، وتحسب فواتير الثمن باستخدام اشعة الليزر التي تمرر على (الترميز القضيبي) الموجودة على السلعة، وستغير تجليات العصر الرقمي صورة الحواسيب بما ستحدثه من عمليات تفاعلية بين الوسائط الإعلامية وتبعاً له سيتغير أسلوب تفاعل عالم المال والأعمال ما بين مؤسسات الاعمال والمستهلكين وما بين مؤسسات الاعمال ذاتها، وستضطر كافة الصناعات الانتاجية والخدمية كالسياحة والبناء والتأمين والمصارف وغيرها للتفكير في احتياجاتها من الخبراء ما دام يمكن للبرمجيات ان تؤدي دور البرنامج الوكيل (SOFTWARE AGENT) كما يفتح التسوق من المنزل أو عن بعد امام بيع التجزئة طرقاً جديدة لتسويق البضائع والخدمات، أما القيام بالأعمال المصرفية عن بعد وخدمات الإدارة المالية فستمثل تحدياً أمام المصارف والمؤسسات المالية ووسطاء السمسرة والاسواق المالية لجهة اعادة التفكير بحاجاتها إلى إنشاء فروع ومكاتب حقيقة، كما يفتح التبادل التفاعلي الفرصة للمؤسسة الحكومية الضخمة بتغير اساليب عملها وخدمة عملائها من المواطنين بوسائل اسهل وأقل كلفة وأكثر فعالية، وستؤدي الوسائط الاعلامية إلى تعميم النشر الالكتروني بكل صيغه، الكتب والموسوعات والأفلام والموسيقى والصور وعلى نحو سيخلق تحدياً أمام جهات الصناعة والإنتاج في هذه الحقول لجهة التفكير بالتوائم مع الوسائط التفاعلية وما اتاحته من سهولة ويسر في الوصول للمعلومات.