* الرياض - تغطية متعب القيسي - مازن بن سيف * تصوير- فتحي كالي
أكد الدكتور عبدالله بن صالح العبيد وزير التربية والتعليم أن التعليم الإلكتروني هو جزء من العملية الإدارية للتعليم حيث تعتبر التعاملات الإلكترونية جزءاً من الإدارة المركزية في العملية التعليمية لتعمل مع المنهج والطالب وتوصيل المعلومات وما يتعلق بالمدرسة وأدائها.
جاء ذلك خلال ملتقى التعليم الإلكتروني الأول الذي اختتم أعماله الأسبوع الماضي. وكان وزير التربية والتعليم الأستاذ الدكتور عبدالله بن صالح العبيد قد افتتح الملتقى بحضور صاحب السموالأمير الدكتور خالد المشاري نائب وزير التربية والتعليم للبنات، ومعالي نائب وزير التربية والتعليم للبنين الدكتور سعيد بن محمد المليص، ومدير عام التربية والتعليم بمنطقة الرياض (بنين) الدكتور عبدالعزيز الدبيان وعدد من المختصين في مجال التعليم الإلكتروني والمشاركين.
بدئ الحفل بالقرآن الكريم ثم عرض فيلم وثائقي عن التعليم الإلكتروني.. وأكد العبيد إن الدولة حفظها الله مهتمة بموضوع التعاملات الإلكترونية وقامت إدارة التربية والتعليم من خلال اللجنة المختصة بهذا المجال التي يرأسها سموالأمير خالد المشاري بجانب مهم وأنهت الكثير وإننا نتطلع إلى استكمال المنظومة، فيما يتعلق بالتعاملات الإلكترونية.
وقدم معاليه شكره للعاملين والمشاركين الذين يسعون لتقديم كل جديد فيما يخدم العملية التربوية.. وألقى مدير عام التربية والتعليم بمنطقة الرياض (بنين) الدكتور عبد العزيز بن محمد الدبيان كلمة رحب فيها بالحضور والمشاركين في أوراق العمل والورش التدريبية، وقال: إن المتأمل في العقد الثالث وجود ثورة هائلة في عالم العلوم والتقنية خاصة في علوم الحاسب الآلي وفي مجال التعليم على وجه الخصوص الذي أصبح يأخذ أشكالاً متعددة.. وأضاف قائلاً: إن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين تشهد بحمد الله نهضة تنموية شاملة في كافة مناحي الحياة تتجلى بعض شواهده هذه النهضة بالتطوير النوعي الشامل الذي يشهده قطاع التعليم والتنمية البشرية.
وتابع الدبيان قائلاً: بعد أن دشنت الوزارة عدداً من الفصول الإلكترونية في منطقة مكة والرياض كجزء من جهودها الرامية في توظيف التقنية الحديثة لدمجها في التعليم لاستثمارها في عملية التعليم في إطار مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام الذي يركز في أحد محاوره على التعليم الإلكتروني، وأشار أننا حرصنا في منطقة الرياض التعليمية، وذلك بتوجيه من معالي الوزير على عقد هذا الملتقى الإلكتروني الأول بغية تحقيق جملة من الأهداف لنشر ثقافة التعليم الإلكتروني.
وبين أنه تم اعتماد عشرين بحثاً لهذا الملتقى ضمن أوراق العمل المقدمة، بالإضافة لعقد (6) ورش تدريبية بشأن الوظائف التعليمية بالإضافة إلى المعرض المصاحب لعدد من المؤسسات التعليمية والشركات المهتمة وتجهيزات وبرامج التعليم الإلكتروني.
التأني في التطبيق
وقد ترأس الدكتور عبد الله الموسى الجلسة الأولى على هامش الملتقى التعليمي الأول للتعليم الإلكتروني وشارك فيها الدكتور زكريا لآل الذي أكد على أهمية التعليم الإلكتروني والتوسع فيه ولكن في ظل التأني والتركيز خلال تطبيقه.
وتحدث الدكتور إبراهيم المحيسن وكيل جامعة طيبة لكليات البنات على ضرورة توظيف التعليم الإلكتروني بالمملكة مؤكداً أنه أصبح ضرورة ولم يعد ترفاً أوإكسسوارات للتعليم وأنه لايمكن الاستغناء عنه ولابد من تدريب المعلمين والمعلمات والطلاب والطالبات على التقنية الحديثة المساعدة في العملية التربوية.
وأشار المحيسن أن الاستثمار في التعليم الإلكتروني يلقى تطوراً هائلاً وكبيراً جداً مما يدعو إلى ضرورة توطين التقنية الحديثة وتطويرها بأيدٍ وطنية.
من جانبه أكد الدكتور عبدالرحمن المطرف من جامعة الملك سعود والمعار لمشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير التعليم على ضرورة وضع أساسيات المعرفة ومصادر المعلومة الصحيحة وطالب بالتوسع في بناء بوابة كبيرة للمجتمع للمعرفة داخل المدرسة وخارجها.
ثلاثة مسارات
وقد كشف الدكتور عبدالاله الأيوب في ورشة العمل الأولى لملتقى التعليم الإلكتروني الأول التي تحدث بها نيابة عنه المهندس محمود الزعبى المحاضر في الجامعة العربية بعنوان ( نظم إدارة التعلم مفتوحة المصدر ) أن التعليم الإلكتروني يخضع لثلاثة مسارات وهي نظام إدارة التعليم ونظام إدارة المحتوى ونظام تطوير المحتوى، وذكر أن نظام إدارة التعلم هو عبارة عن عملية تفعيل تسجيل الطلاب في الجامعات، كما يعنى بتطوير نظام القبول والتسجيل بحيث يدخل الطالب ويختار تخصصه وساعاته إلكترونياً وذلك من خلال إدارة حسابات الطلاب والمعلمين والمقررات بالإضافة إلى أنه يهدف إلى إعداد الطلاب للوصول إلى الجامعة دون الحاجة إلى أوراق أوملفات أما بالنسبة للنظام الثاني في إدارة المحتوي يعنى به أي نظام تعليمي يحل محل نظام التعليم التقليدي كما يعنى النظام بتوفير البيئة إلى نوعية وطبيعة الامتحانات وطرق المناقشة من خلال المحاضرة بشكل إلكتروني.
وأضاف المحاضر بأن النظام سيساعد على فهم المادة وحل المشاكل الدراسية من خلال تعلم المهارات الأساسية، كما لابد للمحتوى الإلكتروني من التوافق مع طبيعة هذه المواد، ولفت إلى أن هناك طرقاً عديدة لتطوير المحتوى الإلكتروني حسب طبيعة المادة والجهة التي تسند لها لافتاً إلى أن النظام يشرح نفسه بنفسه بنسبة 70% في حين يترك 30% للتوجيه والإرشاد بين المعلم والطالب.
وقد استضاف الملتقى الأول للتعليم الإلكتروني في الورشة الأولى المخصصة للنساء في القاعة الرئيسية بعنوان نظم إدارة التعلم الإلكتروني (مودل) وكيفية توظيفه بالتدريس، وكان من تقديم الأستاذة الدكتورة ريما الجرف.
وتحدثت الجرف عن أهداف الورشة وأهميتها، ثم انتقلت إلى المحتويات والمتمثلة في أدوات مقرر مودل الإلكتروني مثل لوحة النقاش، ولوحة الإعلانات، والتقويم، والروابط الخارجية، ووثائق المقرر، وكيفية التواصل مع الطلاب.
وأوضحت الجرف في الورشة طريقة البحث عن المواقع التعليمية في Google (مواقع خاصة بالمهارات)، وأوضحت كذلك كيفية اختيار التدريبات والاختبارات، واختيار موضوع النقاش، وكيفية إرسال رسائل جماعية وفردية للطلاب.
وقد كان الحضور النسائي لافتاً في اليوم الأول للملتقى، فقد وصل إلى 150 صباحا، وتجاوز الـ 100 في المساء من خلال ثلاث ورش مسائية، ورشتان مشتركة مع الرجال، وواحدة خاصة بالنساء.
وتناول الدكتور محمد محمود زين الدين أستاذ مساعد تقنيات التعليم عرض استراتيجيات التصفح والبحث عبر شبكة الانترنت وقام بعرض عملي لطرق البحث في المكتبات الإلكترونية حيث وجدت تفاعلاً كبيراً من المشاركين إضافة إلى التدرب على استخدام (chat).
كما احتوت الورشة التدريبية على جلستين الأولى عن أدوات التعليم الإلكتروني وأهميته وخصائصه وتصنيفاته والذي يهدف من خلاله إلى تمكين المتدرب من الإلمام التام بأدوات التعليم الإلكتروني.
وتحدث الدكتور زين الدين في الجلسة التدريبية الثانية عن أساليب توظيف أدوات التعليم الإلكتروني الأكثر شيوعاً والمستخدمة في الإشراف التربوي والتدريس، وذلك بهدف تمكين المتدرب من توظيف أدوات التعليم الإلكتروني في الأشراف التربوي وقد تضمن التدريب على كيفية إنشاء بريد إلكتروني ومهارات استخداماته ومهارات التعامل مع برامج المحادثة والتفاعل المباشر وكان لتقسيم المشاركين على شكل مجموعات دور كبير في الإلمام بما كان يعرضه المحاضر، والذي حظي بقدرته على إدارة الورشة التدريبية بشكل فعال وقريب من أذهان المشاركين من خلال تهيئتهم لموضوع الجلسة واستكشاف حدود معرفتهم ومعلوماتهم السابقة.
وقد قدمت الدكتورة نورة بنت عبدالله القاسم الأستاذة بجامعة البنات بالرياض نموذجاً مقترحاً لتطبيق التعليم الالكتروني في مدارس البنات حيث بدأت بمقدمة عن الصعوبات التي يواجهها التعليم التقليدي والذي جعل المؤسسات التعليمية لاسيما وزارة التربية والتعليم التي تعمل على تطوير برامج التعليم وإدخال التقنيات الحديثة فيه ودمجها معه والدخول إلى عالم التعليم الإلكتروني.
وقد تناولت المتحدثة نموذجاً مقترحاً لتطبيق التعليم الإلكتروني في مدرسة البنات من خلال التخطيط لتحديد الضوابط الواجب مراعاتها عند اختبار مديرة المشروع ووضع خطة تفصيلية للمشروع وتوضيح وتوصيف المهام والمسؤوليات وتكوين لجنة للتنسيق والمتابعة ودراسة خطط وبرامج لتنمية الجوانب المهارية والسلوكية والاجتماعية وتفعيل الدراسات التربوية ومراعاة التلوث الإلكتروني بحسب نوعية المبنى ودارسة أنظمة التعليم الإلكتروني وتقديم المناسب منها والاهتمام بالتدريب وخاصة بالتقنيات الحديثة.
وعن العناصر المؤثرة في تطبيق التعليم الإلكتروني، قال الدكتور علي العقلا عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى والأستاذ المشارك أن هناك ثلاثة عناصر رئيسية وهي البعد التقني والبعد التطبيقي والبعد البشري، وذكر أن لكل محور ثلاثة أجزاء.. المحور التقني من خلال البنية التحية والتجهيزات والأنظمة، أما البعد التطبيقي من خلال سهولة استخدام المواجهة والتفاعلية والبناء على أساليب تربوية ناجحة أما المحور البعد البشري من خلال الدعم المالي والإداري والدعم الفني للمستخدمين وتدريب المعلمين.
وأضاف العقلا أن هناك عناصر مؤثرة في التعلم الإلكتروني وهى النفاذية والموازنة بين الجانبين التقني والتربوي وتدريب المعلمين، ولفت العقلا إلى أن هناك إحصائية صدرت من هيئة الاتصالات لعام 2007 تشير إلى أن نسبة انتشار الهاتف الثابت ذي النطاق العريض وصلت في النطاق العريض إلى 2.5 % ل DSL، وجدد المحاضر أن مستخدمي الإنترنت في كل المجالات وصلت إلى 19% أما بالنسبة إلى استخدام الحاسب الآلي الشخصي وصلت إلى 12%.
فيما أوضح الدكتور أحمد سالم المحاضر بكلية التربية بجامعة البنات بالرياض أن إشكال التعليم الإلكتروني ينطوي تحت أقسام عدة وهي التعليم الإلكتروني المختلط والتعليم الكامل حيث يكون المحتوى متجزئاً إلى مقررات ومناهج إلكترونية وتصميم وبناء كائنات تعليمية ومسوغاتها.. وأشار السالم إلى أن التعليم الإلكتروني ينطوي تحت منظومة تعليمية تقدم برامج تعليمية سواء للمعلمين أو المتدربين في أي وقت ومكان باستخدام تقنيات المعلومات والاتصالات التفاعلية السلكية واللاسلكية، مشيراً إلى التعليم الإلكتروني يتميز بطريقة عشوائية مع التعليم المدرسي النظامي ومصمم تصميماً جيداً بناء على المنحنى المنظومي.
وأكد الدكتور عبد الرحمن المطرف مدير محور تقنية المعلومات في مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم أن الهدف الأساسي من المشروع هو تطوير التعليم في المملكة، وإيصاله إلى أعلى المستويات لتصبح المملكة من الدول المتقدمة تعليمياً.. جاء ذلك في الجلسة الخاصة عن مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم، والتي قام بإدارتها الدكتور محمد السديري مساعد مدير عام التربية والتعليم بمنطقة الرياض.
وأشار المطرف إلى أن أي مشروع يقوم على التغيير، لابد لكي ينجح أن يمر على عدة مراحل مثل الرؤية، والمهارات، والحوافز، والمصادر، والخطة التنفيذية، لافتاً إلى أن غياب أي مرحلة قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، وأوضح أنه عند غياب مرحلة الرؤية فستكون النتيجة الارتباك، وإذا غابت المهارات فستكون النتيجة القلق، وإذا غابت الحوافز فستكون النتيجة التغيير البطيء، وإذا غابت المصادر فالنتيجة الطبيعية الإحباط، وإذا غابت الخطة التنفيذية فهذا يدل على أن الأسس المبدئية خاطئة.. ونوه مدير محور تقنية المعلومات في مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم أن المشروع يعمل على توفير كافة الأبعاد للحصول على النجاح مؤكداً أن جميع المراحل المطلوبة لإنجاحه متوفرة.