على خلفية أحداث 11 سبتمبر تبذل جهود حثيثة على جميع الأصعدة لتجنب تكرار هذا الحادث ،وكان لمجال التقنية كما كان يتوقع منها اليد الطولى في تطوير أكثر الوسائل أمنا لحماية المواطنين. وكان لعلماء جامعة كاليفورنيا دور كبير في إنتاجهم الأخير، حيث ستتمكن أجهزة الكمبيوتر قريبا من إقامة حواجز غير مرئية في السماء لحماية المدن من الهجمات بطائرات مخطوفة.
قالت مجلة "نيو ساينتيست" العلمية إن الباحثين بجامعة كاليفورنيا في بيركلي قد استطاعوا تطوير برامج لأجهزة الكمبيوتر الموجودة على الطائرات تمنع الطيارين من التحليق فوق مناطق تخضع للحماية.
وسيقاوم هذا النظام الجديد الذي أطلق عليه (الجدران الناعمة) الطيارالذي يحاول توجيه الطائرة ناحية مناطق تخضع لحظر الطيران، فإذا أراد الطيار على سبيل المثال أن ينحرف بالطائرة جهة اليسار حيث يحظر الطيران سيرد النظام بالميل بالطائرة ناحية اليمين برفق في البداية ثم بقوة اكثر إذا لزم الأمر. وسيبدو الأمر بالنسبة للطيار كما لو كان في معركة مع رياح عاتية، وتعتمد نظرية (الجدران الناعمة) على النظام العالمي للرصد بالاستعانة بالأقمار الصناعية على نظام (جي، بي، أس) وتتضمن قاعدة بيانات على الطائرة اعتمادا على إحداثيات نظام (جي، بي، أس) المتعلقة بمناطق حظر الطيران. فإذا أحس الكمبيوتر حسب معطيات البرنامج بأن هناك محاولة للتشويش على نظام إشارات (جي، بي، أس) سيتحول تلقائيا إلى نظام آخر يقوم بنفس دور أبراج إرشاد الطائرات. ويتفوق هذا البرنامج على أنظمة مكافحة اختطاف الطائرات الأخرى لأنه سيعمل ذاتيا دون تدخل أرضي على عكس الأنظمة الأخرى، وذلك لأن الأنظمة الأخرى لمكافحة اختطاف الطائرات تشتمل عادة على نظام التدخل الأرضي مثل تولي أبراج المراقبة الأرضية توجيه الطائرة عن بعد، أو الاعتماد على أنظمة القيادة الآلية للوصول بالطائرة إلى بر الأمان. وقال "ادوارد لي" وهو مصمم البرنامج وأحد فريق علماء جامعة كاليفورنيا إن العيب الوحيد لهذه الأنظمة هو أنها تعتمد على شبكات الربط اللاسلكي مع الأرض، ولن تسلم هذه الشبكات من الاختراقات مما يجعلها عرضة للتشويش أو القرصنة.
وقالت المجلة إن "لي" يعمل حاليا مع شركة "بوينج" لصناعة الطائرات من أجل إدخال المزيد من التطوير على النظام الجديد.