حلم المنزل الإلكتروني.. يوشك أن يصبح واقعاً الإلكتروني سيؤدي لك جميعخدماتك المنزلية البيجر يخبرك بأن الثلاجة فارغة.. والجوال يطفئ الموقد منزل بيل غيتس الذي كلف الملايين سيكون في متناول الجميع
* إعداد : أمجد الجباس
بينما أنت في طريقك إلى عملك، فجأة تكتشف أنك نسيت إغلاق ماكينة صنع القهوة فتضطر إلى العودة لإغلاقها مما يترتب عليه الذهاب إلى العمل متأخرا، واحتمال تلقى توبيخا من رئيسك في العمل، فلماذا لا تجري اتصالا سريعا من هاتفك المحمول مع ماكينة صنع القهوة لتغلق نفسها بنفسها؟!، ليس هذا فحسب فعند غياب مديرك تستطيع مراقبة أطفالك والاطمئنان عليهم من خلال شاشة الكمبيوتر في مقر عملك، ومتابعة تصرفات المربية معهم، بل إنك تستطيع إجراء حوار مرئي باستخدام تقنية الفيديو كونفرنس مع الأهل و الأصدقاء.
وفي طريق العودة إلى المنزل مساء اذا بك تتلقى رسالة على جهاز الاستدعاء (البيجر) من ثلاجتك لتعلمك أن مخزون الحليب قد نفد، فتمر على السوق لشراءالمزيد منه، حتى سلة المهملات ستكون مزودة بأداة استشعار تتعرف على كمية المهملات التي ألقيت بها وتقوم من تلقاء نفسها باستدعاء إلكتروني لمسئولي جمع النفايات، وفي هذه الأثناء ترسل سيارتك إشارات إلكترونية شبكية من خلالها تضاء أنوار المنزل ويتم تشغيل التكييف. لماذا تغادر منزلك الليلة؟ فهناك العديد من مجالات الترفيه داخل المنزل، فجهاز التلفزيون لديك مزود بهوائي عالي التقنية يقوم بالبحث عن العروض الفنية التي تتفق ورغباتك لكي تتمكن من مشاهدتها في أوقات فراغك، في حين يقوم الكومبيوتر بتذكيرك بدعوة للمشاركة في أحد الحفلات التي يقيمها أحد النوادي الافتراضية عبر شبكة الإنترنت ويزودك بكلمة المرور للدخول إلى الحفل.
مرحباً بك في منزلك الإلكتروني
أنفق بل جيتس ملايين الدولارات من أجل تحويل منزله إلى منزل إلكتروني، نحن لسنا مثل بل جيتس حتى نستطيع أن نجعل منازلنا تعمل بشكل إلكتروني.. ولكن صبرا، فالسنوات القليلة القادمة ستشهد نمو عدد من التقنيات التي ستعمل على تحويل حلم المنزل الإلكتروني إلى واقع ملموس دون الحاجة إلى إنفاق الملايين.
ما أنفقه بل جيتس من ملايين كان من أجل تطوير الصور الرقمية، لكن في القريب العاجل سوف تصبح الصور الرقمية التي يتم تبادلها عبر الشبكات أمرا عاديا، فمن الممكن أن يأتي جهاز شحن الجوال مزودا بإطار يتضمن شاشة لعرض الصور يمكنها عرض عدد لا نهائي من الصور التي يرسلها لك الأقارب والأصدقاء عبرشبكة الإنترنت، وستستطيع في القريب العاجل أن تستخدم التليفون الشبكي في مطبخك وشاشة التلفزيون التفاعلي في غرفة الجلوس لنفس الغرض تقريبا.
هذا ليس كل شيء.. فإن التقنيات اللاسلكية التي سيتم تركيبها في المنازل ستحدث درجة من التفاعل فيما بين الأجهزة المحمولة التي تستخدمها في منزلك من التلفون المحمول إلى كمبيوتر الجيب، وسيكون من الممكن استخدام بعض هذه الأجهزة لمتابعة بعض الأنشطة المنزلية أثناء التواجد بالخارج، ماكينات غسل الأطباق سوف تخبر شركات الصيانة عبر البريد الإلكتروني بالأعطال التي ألمت بها، وشركات الصيانة سوف تحدد الأعطال عن طريق الإنترنت دون الحاجة لمعاينة الجهاز الذي ألم به العطل، هنالك المزيد.. فصاحب المنزل يمكنه أن يرسل رسالة إلكترونية إلى الأجهزة التي بمنزله لكي تنسق العمل فيما بينها بحيث لا يتجاوز استهلاك الكهرباء حداً معينا.
الالكتروني سيقوم بالمطلوب
الذي سيؤدي لك كل هذه الخدمات ليس جنيا قابعا في قلب مصباح علاء الدين، لكنه نوع من أنواع البرمجيات التي طورتها شركة صن ميكروسيستمس، وأطلقت عليه اسم جني Jinni تشبيها له بالخدمات العجيبة التي يقدمها جني المصباح لصاحبه، فقد تم تصميمه بحيث يمكن أي جهاز إلكتروني من التفاعل والاتصال مع أجهزة أخرى وتلقي أوامر وتعليمات عبر شبكة الإنترنت، مع تطور تقنيات وتطبيقات الشبكات اللاسلكية التي تمكن من ربط عدة أجهزة في أماكن متباعدة دون الحاجة إلى توصيلات سلكية.
هذه التقنيات الجديدة تتزامن مع انتشار الاتصال بالإنترنت عبر سرعات عالية من أنماط النطاق العالي والاتساع الموجي، ومن أنواع تلك الوصلات التي تتم عبر شبكات الكابل دون الحاجة إلى استخدام خط التلفون وبسرعات عالية جدا، وبذلك يستطيع المستخدم الاتصال بالإنترنت على مدار اليوم، ما يمكنه من استغلال كم هائل من الخدمات، مثل خدمة الصيانة عن بعد للأجهزة المنزلية، وإمكانية التحكم في استهلاك الكهرباء من خارج المنزل.
وحاليا تقوم شركتا "أمريكا أون لاين" و"صن ميكروسيستمس" إضافة إلى شريك ثالث، بالعمل سويا من أجل إنتاج جهاز للدخول على شبكة الإنترنت دون الحاجة إلى كومبيوتر، فقد كشف استطلاع للرأي أجرته شركة أمريكا أون لاين أن الكثيرين يقومون بشراء حاسب آلي باهظ الثمن فقط من أجل الدخول على الإنترنت وتصفح البريد الالكتروني.
يمكن للاجهزة التي سيتم تحميل برمجيات عليها، يمكنها تبادل البيانات والأوامر سواء عبر الإنترنت أو عبر موصل أو بالأشعة تحت الحمراء، دون الحاجة إلى حاسب آلي، ولكن المشكلة التي تقف أمام تطوير هذه التقنية، هي عدم تصميم الأجهزة المنزلية وفق هذه التقنية، وإلى أن يتم إنتاج أجيال جديدة يراعى في تصميمها هذا الهدف، لا يوجد بديل للربط بين هذه الأجهزة غير الحاسب الآلي.
قريبا.. وباستخدام موصل رخيص ومحول بسيط لبرنامج ، تستطيع أن توصل بشكل مباشر بين كاميرا رقمية حديثة وطابعة من طراز قديم، وتقوم بطباعة الصورالتي ترغب فيها، فقد تم تصميم برنامج بحيث يدعم معظم العلامات التجارية المشهورة في مجال صناعة الأجهزة اليدوية والمحمولة مثل نوكيا، فيليبس، سونيإريكسون، سيمنس. وتتنبأ شركة "صن" أن يشهد الإقبال على الرقاقات التي تحمل تطبيقات نموا متزايدا، حيث يرى مسئولو "صن" أنه بزيادة خمسة أو عشرة دولارات إلى سعر أي جهاز منزلي يمكن إضافة رقاقة ، بما يمكن هذه الأجهزة من التفاعل بين بعضها البعض والاتصال بشبكة الإنترنت من تلقاء نفسها، فحلم مسؤولو "صن" يتمثل في إضافة رقاقة إلى كافة الأجهزة، فضلا عن الأدوات المنزلية الاخرى.
إلا أن الجيل الأول من تطبيقات سيقتصر على الحاسبات الآلية والأجهزة المتصلة بها، حيث يتم استخدام الاتصال بالإنترنت لربط هذه الأجهزة بأجهزة أخرى على مسافات متباعدة، كما تشمل استعمالات الرقاقة، الاستفادة من الشبكات القائمة من خطوط التلفونات والشبكات اللاسلكية والخطوط الإلكترونية.
التطور في التقنيات اللاسلكية
سيعطي التقدم في التقنيات اللاسلكية دفعات إلى الأمام للنقل الآلي للمعلومات بين الإنترنت وأجهزة الحاسب الآلي، من بين هذه التقنيات تقنية "البلو توث" BlueTooth التي ظهرت بالفعل إلى حيز الوجود، وتسمح بالنقل اللاسلكي للصوت، وقد شهدت رواجا كبيرا في سماعات الهواتف المحمولة حيث أصبح مستخدم الهاتف الجوال لا يحتاج إلى توصيل سماعة تقليدية بجهازه ليرد على المكالمات، وأصبح يكتفي بتركيب سماعة تعمل بتقنية "البلو توث" BlueTooth، تمكنه من الرد على مكالماته الهاتفية وإجراء المكالمات دون الحاجة للإمساك بالهاتف، أو استخدام السماعة التقليدية، وهو الأمر الذي تبرز أهميته عند تلقي المكالمات أثناء قيادة السيارة، بالإضافة إلى ذلك تمكن تقنية "البلو توث" وتقنية ال مستخدم الكومبيوتر المحمول من نقل البيانات والملفات باستخدام الهاتف الجوال دون الحاجة إلى وجود موصل سلكي بين الجهازين، حتى مع وجود الهاتف في حقيبة الحفظ الخاصة به، حيث سيتعرف الحاسب على الهاتف من تلقاء نفسه ويقوم بالاتصال بشبكة الإنترنت.
ما الذي يحمله المستقبل
لهذه التقنيات؟!
هذه التقنيات الحديثة سوف تتعدد تطبيقاتها واستخداماتها سواء في الأغراض المنزلية أو التجارية، وهي وإن كانت ما تزال في طور الاختبار و التجريب، إلا أن انتشار استخدامها بشكل فعلي على نطاق واسع، سيكون هو المتغير الرئيسي الذي سيحدد كيفية الاستفادة منها، وما تنطوي عليه من إيجابيات أو سلبيات ومدى تقبل المستهلكين لها، واستعدادهم لدفع الأموال من أجل الحصول عليها، فضلا عن أن هناك حقيقة لا ينبغي التغاضي عنها وهي أن الاقتصاد الشبكي بوجه عام على الرغم مما ينطوي عليه من مزايا عديدة، إلا أنه ما زال حتى اليوم يثير الكثير من المخاوف والإشكاليات نتيجة الخوف من التعرض للاختراق والقرصنة، وهو الخوف الذي لم تفلح أعتى الشركات وأقوى البرمجيات في إزالته أو الحدمنه حتى... دعونا ننتظر ونرى.