* إبراهيم الماجد
تمتلك شركات الاتصالات والعروض السلكية Cable، رصيدا ثابتا ومهما من المستعملين المنزليين الذين يبلغ عددهم نحو 73 مليون مستعمل، فهذه الشركات هي التي ترصدالوسائل التكنولوجية المتطورة في المنازل من أجل توفير عروض الفيديو والخدمات الهاتفية والإنترنت، فبتلك النتيجة، يحصل المشتركون على ما يريدون، أي التجهيز السهل وطريقة الدفع المحدودة، والاهم من ذلك كله، أن هذه الفئة من الشركات تسعى إلى بيع خدمات إضافية تدر أرباحا طائلة، مثل الفيديو عند الطلب، والتشبيك المنزلي، ومسجلات الفيديو الشخصية.
إن نمو عائدات الشركات المختصة بالعروض الشبكية السلكية، يرتكز بشكل رئيسي على إمكانية دخول المستعملين المنزليين إلى الإنترنت بسرعة عالية، وأشارت مؤسسة الأبحاث (يانكي غروب) Yanfee Group إلى أن عدد المشتركين بالموديم السلكي في الولايات المتحدة يقدر بنحو 13 ،9 مليون مشترك خلال العام الجاري، 2003، أي حوالي 66% من مجمل عدد المشتركين باتصالات النطاق العريض Brondband، وبالمقارنة، فإن عدد المشتركين بالاتصالات الهاتفية الرقمية المرتكزة على نظام (دي أس أل) DSL يبلغ نصف هذا العدد تقريبا، وتميل الشركات السلكية حاليا إلى تطبيق نظام معياري جديد يتيح لمشغلي الخدمات السلكية إعطاء الأولوية لعمليات النقل الصوتي عبر الشبكة، مما يرفع جودة المكالمات الهاتفية السلكية، ويعرف هذا النظام باسم المعايير البيئية لخدمات البيانات عبر الأسلاك (دوكسيس 1،1) Docsis 1 ،1 ، وهو سيؤدي أيضا إلى نوع من الخدمات المصنفة، فعلى سبيل المثال، سيصبح بمقدور مشغلي الخدمات السلكية بالنطاق العريض توفير سرعات منخفضة بكلفة أقل (مثل خدمات البريد الإلكتروني) وسرعات أعلى بكلفة أكبر (مثل خدمات الصوت ونقل الفيديو)، وهكذا سيصبح بإمكانهم تعديل الأسعار لمواجهة الواقع التنافسي في أسواق الاتصالات، فكل ذلك يعني أن الشركات السلكية مرشحة لبيع خدماتها إلى عدد أكبر من المستعملين في المنازل والمكاتب والمؤسسات الصغيرة.
إن الوسائل التكنولوجية الحديثة ستؤدي كذلك إلى محتويات البث السلكي، فالتطورالمقبل على صعيد جهاز التلفاز السلكي سيكون في مجال الفيديو عند الطلب حيث يضغط المشترك على زر فيحصل على الفيلم الذي يريد فورا، وكذلك الأمر بالنسبة لمسجلات الفيديو الشخصية PVR، وتشير مجموعة الأبحاث (لايشتمان) Leichtman إلى أنه حتى شهر حزيران من العام المنصرم، 2002، كان هنالك أكثر من مليون مسجل فيديو شخصي ، وعلما أن 65% من هذه المسجلات كانت توفرها الشركات المزودة لخدمات البث المتلفز عبر الأقمار الاصطناعية، وهنا، ينبغي التنبيه إلى الخسارة الكبيرة التي ستلحق بهذه الشركات نتيجة قيام الشركات السلكية بتقديم وظائف مسجلات الفيديو الشخصية داخل علب ناجزة وجاهزة للتركيب.
كما يتم أيضا تطوير أنظمة معيارية جديدة للاتصالات الهاتفية السلكية، من أجل الحد من كلفة الاتصالات، على غرار الإنترنت، وأبرز الشركات العاملة في هذا المجال (أي تي أند تي) AT&T و(كوكس) Cox، ولعل العائدات المالية الجديدة الناجمة عن الخدمات المطورة للشركات السلكية ستؤدي إلى استمرارها رغم ديونها المثقلة التي تجاوزت 75 مليار دولار منذ مطلع العام الجاري 2003. ولا شك أن الشركات المشغلة للاتصالات السلكية سوف تحصد المزيد من المشتركين.
ومن الطبيعي أن ينعكس ذلك سلبا على الشركات التي توفر البث المتلفز عبر الأقمار الاصطناعية حيث من المتوقع أن يتباطأ معدل نمو عائداتها، والواقع أنه في عام 1994 كانت عائدات الشركات المتلفزة عبر الأقمار الاصطناعية تمثل فقط1% من مجمل العائدات المتلفزة المدفوعة مسبقا على اختلاف أنواعها، أما في عام 2002، فقد ارتفعت نسبة هذه العائدات إلى 24% .
