اخترق نظام التصويت الإلكتروني وأثبت فشله أستاذ جامعي تبغضه الشركات الإلكترونية
|
تم اكتشاف برنامج صغير من العسير تتبعه يعمل خفية داخل جهاز التصويت الإلكتروني الذي يعمل بطريقة (لمس الشاشة) حيث يحول رصيد التصويت من مرشح إلى آخر متى اختار الناخب المرشح الذي يريده، وبعد انتهاء عملية التصويت يتلاشى هذا البرنامج كأنه لم يكن.
لحسن الحظ ما حدث لم يكن خلال انتخابات رسمية، ولكن خلال تطبيق عملي لطلبة أنظمة أمن الحاسبات بجامعة جونز هوبكينز، وكان الطلبة خلال ذلك التطبيق يتبعون تعليمات أستاذهم أفيل روبن المثير للجدل وأكبر المعارضين لنظام التصويت الإلكتروني، وأكسبته هذه المعارضة شهرة واسعة، ومعاداته لشركات نظم التصويت الإلكتروني جعلته يحصل على جائزة الرواد (بايونير) من مؤسسة الحد من النظم الإلكترونية.
شركة ديابولد المصنعة لأجهزة التصويت الإلكتروني تأثرت كثيرا بدعوة البروفيسور روبن، فولاية كاليفورنيا أوقفت استخدام 14 ألف جهاز تصويت من إنتاج شركة ديابولد في انتخابات نوفمبر لمشاكل متعلقة في أمان عملية التصويت، وأيضا أعلنت الشركة تخفيض مبيعاتها في مجال نظم التصويت الإلكتروني. وفي أبريل الماضي أعلنت الشركة أن أرباحها ارتفعت 13% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي وأنها حققت حوالي 30 مليون دولار أرباحا من مبيعات قدرها 500 مليون دولار.
وتوقعت الشركة أن مبيعاتها هذا العام قد تصل إلى 80 مليون دولار بدلا من 100 مليون دولار العام الماضي.
حملة ضد طريقة التصويت
البروفيسور روبن أصبح في مركز الحديث عن نظام التصويت العام الماضي عندما نشر التحليل التفصيلي للأمان في نظام التصويت الإلكتروني بالاختيار من على الشاشة لشركة ديابولد، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل اتسع الأمر عندما تدخلت بيف هاريس وكيلة الدعاية الشهيرة التي تحولت إلى البحث عن الفضائح عندما اكتشفت أن موقع شركة ديابولد على الإنترنت نفسه لا يتمتع بالحماية اللازمة وبدأت حملة ضد طريقة التصويت الغامضة.
زملاء البروفيسور روبن في جامعتي هوبكينز ورايس في هيوستن كتبوا تقريرا تضمن خمسين ألف سطر من البرامج لتحليل نظام التصويت الإلكتروني الحالي، والتقرير الذي تم إصداره رسم صورة قاتمة للنظام . لقد ثبت لنا من خلال التحليلات العلمية التي قمنا بها أن نظام التصويت الحالي يفتقر لأدنى مستويات الأمان المعلوماتي، ومن واجبنا كجزء من المجتمع أن نحذر من هذا الخطر الذي يهدد ديموقراطيتنا.
بالطبع كانت نتيجة هذا التقرير الهجوم الشرس على البروفيسور روبن من شركات نظم التصويت وخبراء الانتخابات اللذين أنفقوا ملايين الدولارات على هذه النظم، واتهموه بأنه غير مسؤول وغير رسمي. أما البروفيسور بريطان ويليامز الأستاذ السابق لعلوم الحاسب بجامعة كينيساو بولاية جورجيا والاستشاري في نظم التصويت فيقول (لا شك أن روبن عندما يتحدث عن الحاسبات فهو خبير كبير في هذا المجال أما الانتخابات فهو لا يعلم عنها شيئا).
وقد قبل البروفيسور روبن التحدي فقرر اكتساب الخبرة في مجال الانتخابات، ففي الانتخابات التمهيدية الرئاسية في مارس الماضي سجل نفسه قاضي انتخابات، ووجد نفسه يجلس طول النهار في دائرة انتخابية في كنيسة في مدينة لوثرفيل يساعد الناخبين ويوجههم لاستخدام شاشات اللمس لشركة ديابولد التي طالما هاجمها.
وعندما انتهت الانتخابات التمهيدية عاد إلى منزله ونشر مقالاً تفصيلياً على الإنترنت.
وقال في مقاله لقد بدأت التحقق من أن الانتقادات التي شملها التقرير الأول كانت غير واقعية على الأقل في الدائرة الانتخابية التي كنت مشاركا يقظا فيها، وفي نفس الوقت وجدت أني أهملت بعض التهديدات الأخرى التي لم تكن في الحسبان.
وقال بوضوح مازلت مصرا على أن نظام التصويت الحالي يمثل تهديدا خطيرا لديموقراطيتنا.
إثارة رعب الناخبين
وفي معرض تعليق شركة ديابولد على مقال البروفيسور روبن، تجنبت تماما الإشارة إليه بالاسم ولكنهم قالوا: يجب أن يكون هدفنا الجماعي هو إتاحة نظام تصويت يضمن الدقة المتناهية في عملية عد التصويت لأن كل صوت له أهميته.
وإن كان الجدل الدائر بنّاءً، إلا أن الشركة أضافت: إن أهم شيء في هذا النقاش أن يكون إيجابيا وبنّاءً، ولا يجب أن نثير رعب الناخبين ولا أن نضع العقبات في طريقهم، لأن النقاش قد يؤدي إلى تخلي البعض عن حق الاقتراع وهو ما يسعى هذا النقاش إلى تجنبه. البروفيسور روبن لم يكن أول من سلط الضوء على خطورة نظم التصويت, فهناك تقارير أخرى أيدت نظريته.
ويعلق ديفيد جيفرسون خبير الحاسبات بمركز لورانس ليفرمور الوطني بولاية كاليفورنيا إن أهم شخص في نقد نظم التصويت الإلكتروني والتصويت عبر الإنترنت هو البروفيسور روبن.
التأثير السلبي الوحيد لحملة البروفيسور روبن كان مؤلما عيه هو شخصيا, حيث اضطر للتخلي عن منصبه التطوعي كاستشاري تقني لشركة فوتهير للتصويت الإلكتروني وأعاد الأسهم التي حصل عليها من الشركة. وهو يبلغ من العمر 36 عاما، وهو الابن الوحيد لأستاذين جامعيين.
ويبدو لأول وهلة رقيق المشاعر وهادئ الطباع. وهذه الرقة الظاهرة تخفي تحتها إصرارا شديدا، حيث كانت رياضته المفضلة لعب كرة القدم، مما أصابه في كلتا يديه وقدميه عبر عمره، وما زال يلعب الكرة مرتين أسبوعيا.
ويقول جيرالد ماسون مدير المعهد إن شخصية روبن الحماسية في الدفاع عن آرائه ستدفعه إلى أن يكون قائدا ذكيا، ولكن روبن يقول: إن الأمر لا يعدو سوى أني شخص مؤمن بأن ما يفعله هو الصواب ولديه العمق التكنولوجي للدفاع عن ذلك.
.....
الرجوع
.....
| |
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|