مفاجآت "جوجل" لا تتوقف !!
|
بالنظر إلى السرعة التي انطلق فيها محرك البحث جوجل والمدى الذي وصل إليه منذ نشوئه في العام 1998، يبدو أن ثماني سنوات من عمره مرت بكثير من التعقيدات والتطورات التي لم يشهدها أي محرك بحث آخر حتى الآن. فالتغييرات التي أدخلها جوجل على حياتنا اليومية أو بشكل أصح على حياة مستخدمي الإنترنت، قد تعادل التغييرات التي أدخلها البريد الإلكتروني.
من السهل التأريخ لعصر ما قبل البريد الإلكتروني وما بعده، كما هو الحال بالضبط لما قبل جوجل وما بعده. فقد طبع حدث نشوء الإنترنت وانتشاره العالمي مراحل وإنجازات ومنها البريد الإلكتروني كما جوجل. قبل ثماني سنوات كان البحث عن أي معلومات على الإنترنت محكوماً بمحركات بحث ك(ألتافيستا) و(ياهو!) وكان هذا البحث في كثير من الأحيان لا يعطي النتيجة المرجوة.
لكن دخول جوجل على الساحة جعل من أي بحث يختصر بمجرد النقر على مفتاح (جوجل) للحصول على ما نريده. وأصبح اسم جوجل وفعل (الجوجلة) مرادفاً للبحث أو حتى للقدرة على الإجابة عن أي سؤال.
لكن جوجل لم يكتف بذلك، بل إن الخطوة التالية التي يتوقّع أن تطلق للجمهور العريض هي المزج بين قدراته البحثية والبريد الإلكتروني فيما أطلقت عليه الشركة اسم Gmail.
وتبرز ميزة (غميل) في أن سعته تبدو غير قابلة للامتلاء، فهي تبلغ 1000 ميغا بيت! متخطية بذلك كل خدمات البريد الإلكتروني المجانية الموجودة حالياً على الإنترنت.
ويقدر عدد مستخدمي غميل حتى الآن بين مليون ونصف ومليوني مستخدم مع إمكانية أن يصل العدد إلى حدود العشرة ملايين في العام المقبل.
لكن غالبية هؤلاء المستخدمين اليوم هم ممن اختارتهم الشركة لاختبار بريدها الجديد ثم دعوا أصدقاءهم لاختباره قبل طرحه للعامة.
وتعطي إمكانية البحث داخل (غميل) عن أي كلمة وردت في أي رسالة ميزة تفاضلية عن غيره من الخدمات البريدية. وهو ما يفسر ربما عدم احتواء (غميل) على خدمة إنشاء ملفات داخل البريد والتي يقدمها كل من (هوتميل) و(ياهو!) مثلا. فالرسائل لا يمكن أن تضيع داخله.
وإذا كان هذا البريد ما زال في طور التجربة، فإن هذه التجربة تتضمن أيضاً القدرة على تحويل الرسائل الواردة إليه إلى بريد آخر أو إعطاء إشارة بورود بريد جديد أو نقل لائحة الأصدقاء والعناوين البريدية من بريد آخر إلى (غميل).
لكن القدرة الكبيرة لتي يتمتع بها (جوجل) اليوم على التوسع تطرح أسئلة حول عدم تحوله إلى ما يشبه (الأخ الأكبر) الذي يراقب كل شيء أينما كان على الشبكة
بل إن الخوف على الخصوصية الفردية من توسع (جوجل) بدأت تطرحه بعض المجلات المتخصصة متناولة خدمة جوجل في فهرسة محتويات جهاز كومبيوتر ما لتسهيل تحديد مكان معطيات معينة عليه.
هذه الخدمة يمكنها أن تحتفظ بالرسائل البريدية التي تم تداولها عبر جهاز معين، مما يعني أن الخطر يزيد في إطلاع أي كان عليها، لا سيما في حال كان الجهاز داخل مكتبة عامة أو مقاهي الإنترنت.
كما أن خدمة جوجل للبحث على سطح المكتب والتي ما زالت أيضاً في طور الاختبار يمكنها أن تسجل الرسائل المتداولة عبر (أوتلوك) أو عبر متصفح (إنترنت اكسبلورر) فيحتفظ بنسخ عن صفحات الإنترنت التي اطلعت عليها والمحادثات التي أجريتها باستخدام برامج (أي أو أل) للرسائل الفورية.
كما يمكنه أن يجد ملفات (وورد) و(إكسيل) و(باور بوينت) المحفوظة على الجهاز.
إذا كانت هذه الخدمات وغيرها من التطويرات التي يسعى (جوجل) لنشرها تقدم تسهيلات كبرى لمستخدم الشبكة والكومبيوتر بشكل عام، إلا أن نتائجها ما زالت غير واضحة لجهة احترامها للحرية والخصوصية الفردية، مما يعيد الجدل التاريخي إلى السطح حول العلاقة العكسية بين تطور التكنولوجيا وتقلص حدود الخصوصيات الفردية. حتى الآن كان شعار (لا تكن شريراً) هو الذي يحرك (جوجل).
وقد تمكنت الشركة خلال مسيرتها القصيرة من الحفاظ عليه في كثير من المناسبات ومقاومة الضغوط الخارجية من حكومات ومؤسسات دينية وشركات.
إلا أن دخولها مؤخراً مصافي الشركات العملاقة بعد طرح أسهمها في بورصة (ناسداك) يزيد من الخوف بأن تتخلى هذه الشركة التي انطلقت أصلاً من إيمان منشئيها سيرجي برين ولاري بايج بجعل مستخدم الكومبيوتر يجد ما يبحث عنه، عن (طيبتها) هذه لتتحول إلى وسيلة تساعد (الأخ الأكبر) (مهما كان) على إيجاد ما (ومن؟) يبحث عنه.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|