ذوو الاحتياجات الخاصة والسوق عبر الإنترنت * إعداد أميمة كامل:
|
إن تصميم موقع على شبكة الإنترنت لذوي الاحتياجات الخاصة سوف يكون له نفس القيمة بالنسبة للأشخاص الطبيعيين.
فاختراع الشبكة العالمية العريضة(WWW) على يد المخترع (تيم بيرنيرز لي) في عام 1980م أدى إلى تغيير الطريقة التي يعمل بها الناس بل طريقة الترفيه وتبادل الأفكار لديهم كما أثر كثيراً على العلاقات الاجتماعية وعلاقات التفاعل الاجتماعي.
ويقول (بيرنرز لي) الذي كان يعمل مستشاراً آنذاك لدى CERN المعمل الأوروبي للفيزياء الجزيئية في جنيف)، وهو الآن مدير لكونسورتيوم (اتحاد شركات) الشبكة العالمية (الإنترنت) أن حظه كان كبيراً حيث تمكن من اختراع هذه الشبكة والتي أصبحت ببساطة اسماً يطلق على كافة المعلومات المتوفرة عبر الشبكة في وقت كانت الإنترنت قائمة فيه منذ عقد ونصف.
فقد قام بتحويل الإنترنت، وهو نظام اتصالات قوي كان استخدامه يقتصر في السابق على الهيئات العسكرية وأفراد الجيش والمسؤولين الحكوميين وكبار الأكاديميين فقط، لكنه حولها بعد ذلك إلى وسيلة إعلامية. وينزاح الستار عن أثر مخططه العظيم يوماً بعد يوم مع ازدياد الأعمال التجارية المتبادلة على الشبكة وزيادة المجتمعات الإلكترونية كل يوم. وباعتقاده أن قوة الشبكة تكمن في عموميتها، فقد حارب (بيرنرز لي) لكي يبقيها مفتوحة وغير مملوكة لأحد ناهيك عن محاربته من أجل مجانية خدماتها.
الحاجة أم الاختراع
لكن الرجل الحديث (دنيس هيز) والذي قام بإحضار الإنترنت إلى أجهزة الكمبيوتر الشخصية وجد نفسه ممنوعاً من الدخول إلى غالبية الشبكة العالمية العريضة.
وكونه واحداً من مجموعة متزايدة من الأشخاص الذين يعانون من إعاقات بصرية، فإن هايس، وهو رئيس مجلس إدارة للاتحاد الأمريكي لصناعة الإنترنت، قد وجد أن مسألة قراءة النصوص على مواقع شبكة الإنترنت قد أصبح مستحيلاً بالنسبة إليه بدون الاعتماد على وسائل الإيضاح والتكبير المتعارف عليها اليوم.
وعند زيارته لمدينة سدني في فبراير 2000م للتحدث عن مواضيع رئيسية تخص الإنترنت، قام بترشيح تحسين قابلية الولوج إلى الإنترنت للأشخاص المعاقين وذلك كأحد المواضيع الرئيسية التي يهتم بها.
يقول دنيس هيز: (مع تقدم المستخدمين في العمر، تتدهور حدة البصر تدريجياً لدى الجميع وهناك مشاركة مرتفعة جداً من جانب المتقاعدين في الإنترنت الآن، حيث تكون فرصتهم في استخدام الشبكة أكبر، فلديهم المال والوقت الكافي وهم من يمكنهم شراء الأشياء عن طريق الإنترنت، وهنا لا بد من التساؤل: إذا كنت تعمل في مجال التجارة والتسويق، وكانت لديك الفرصة للتعرف على قطاع كبير من العملاء الذين يمكنك أن تربح منهم مبالغ مالية كبيرة، لماذا تنسى أمره؟)، ويضيف: (وإذا كانوا أشخاصاً مثلي لا يمكنهم قيادة السيارة، فمن المحتمل أن يقوموا بالشراء عبر الإنترنت).
إن قابلية الدخول الشاملة إلى شبكة الإنترنت يجب أن تستوعب أشخاصاً أكثر من أولئك الذين يعانون من ضعف البصر، فهناك أيضاً المتصفحون المسنون، وهم المستخدمون المحتملون الذين لا يمكنهم جسمانياً استخدام الفأرة أو أولئك الذين يحتاجون إلى رؤية الكلمات بأحجام كبيرة أو ملونة بشكل مختلف بالإضافة إلى كثير آخرين.
وأوضح هايس انه تم اتخاذ خطوات في واشنطن لتوسيع نطاق قانون عام
1990م للأمريكين المعاقين بشكل مشابه لقانون استراليا الخاص بالتمييز ضد الإعاقة لكي يشمل الإنترنت.
اختراق مستمر
من ناحية أخرى، إن (جريج فاندرهيم) وهو مدير لمركز الأبحاث والتطوير وهو أيضاً المحقق الرئيسي في مشروع التصميم الشامل وقابلية ولوج ذوي الاحتياجات الخاصة, الذي يتم تمويله بواسطة شركات تضامنية وطنية أو بنية تحتية كمبيوترية متقدمة.
من وجهة نظره، فإن (الشبكة تخترق بمعدل الملايين من المواقع الجديدة التي تتم أضافتها يومياً، ومع زيادة تطور تكنولوجيا كتابة النصوص على الشبكة بما في ذلك استخدام برامج الربط مثل JAVو HTML الديناميكي والمزيد من خرائط الصور والرسوم المتحركة يمكن أن تصبح الشبكة صعبة الولوج بالنسبة للأشخاص الذين يعتمدون على تكنولوجيا المعاقين لقراءة الصفحات عليهم).
وتقدم المؤسسة الأسترالية الوطنية المتمثلة في اتحاد صناعة الإنترنت واتحاد صناعة الوسائط المتعددة التفاعلية الأسترالي مزايا عظيمة لكافة المؤسسات التي تتبنى تكنولوجيا ولوج ذوي الاحتياجات الخاصة إلى المواقع على الشبكة.
ويقول جاينور جريفستوك وهو رئيس فريق عمل (IIA) ليس هناك منطق تجاري في عملية إبعاد فئة كبيرة كهذه الفئة من العملاء من خلال بناء موقع على الشبكة للأقلية فقط، أو بمعنى آخر للقادرين فقط.
مواقع منتهكة للقوانين
وفي استراليا، فإن المواقع على شبكة الإنترنت التي لا يمكن للمعاقين الولوج إليها تعتبر مواقع منتهكة للقوانين الأسترالية وخاصة قانون التمييز ضد المعاقين كما ظهر من خلال حالة الاختبار التي يتم الاحتفال بها ل (بروس ماجوير).
فقد قام بروس وهو فاقد للبصر بتقديم شكوى إلى لجنة حقوق الإنسان والفرص المتساوية في عام 1999م ضد لجنة سدني المنظمة للألعاب الأولمبية حيث زعم أن كافة أجزاء موقع الشبكة، بما في ذلك القوائم وجداول النتائج، لا يمكن فك شفرتها بواسطة قارىء بريل لديه، الذي يقوم بتحويل محتوى الشبكة إلى دفتر مكتبي صغير مكتوب بواسطة طريقة بريل.
وقد وجدت اللجنة أن موقع الشبكة تمييزي وأمرته بان يكون قابلا للولوج إليه بواسطة المعاقين بحلول الألعاب الأولمبية في سبتمبر 2000م.
ولم يلتزم الموقع بالقرار بزعم أن ذلك سوف يكلفه حوالي 2 مليون دولار ويستغرق 368 يوم عمل.
وتمت منازعة التقديرات ثم تمت إحالة الموضوع إلى المحكمة الفيدرالية وفي نوفمبر 2000م قام الموقع أيضاً بانتهاك قانون التمييز ضد المعاقين وحكم عليه بدفع مبلغ 20.000 دولار إلى بروس ماجوير.
جدير بالذكر أن هذا الموضوع قد ترك أثراً بالغاً في عقول مطوري الشبكة في أجزاء أخرى من العالم. كما لعب دوراً كبيراً في تغيير استراتيجيات كثير من الشركات العالمية.
فعلى سبيل المثال، أصبح موقع الشبكة للألعاب الأولمبية بحلول عام 2004م في أثينا متوافقاً مع توجيهات قابلية دخول المعاقين.
ويبين عدد متزايد من المواقع على الشبكة قابلية الولوج إليها من خلال استخدام أدوات المراجعة الأتوماتيكية والفصل الجديد بشأن مجتمع الإنترنت للمعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة.
عوائق قابلية ولوج المعاقين
لكن كما كتب (ديريك باركينسون) في نشرةEACCESS الأخيرة (أن أداة المراجعة الأتوماتيكية لا تعتبر عائقاً، فعند التحدث بشكل عام، يتم توجيه مصمم الموقع إلى الأجزاء التي تحتاج إلى تغييرات، بينما تقدم المنتجات الأكثر تقديماً بعض الخيارات لحل المشاكل، ولكنها لا تقدم الالتزام الكلي للموقع كما لا تزال بعض جوانب قابلية دخول المعاقين لا يمكن مراجعتها أتوماتيكياً ببساطة).
ويرجع ذلك جزئياً إلى حقيقة أن بعض أنظمة المراجعة تؤسس تحليلها للموقع على معايير معترف بها مثل توجيهات كونسورتيوم الشبكة العالمية العريضة (ويعرف بمبادرة قابلية ولوج المعاقين إلى شبكة الإنترنت) ولا تقدم المعايير بحد ذاتها حلاً بسيطاً لقابلية ولوج المعاقين.
(تم نشر مسودة العمل الجديدة لتوجيهات قابلية ولوج المعاقين لمحتوى الشبكة 2.0).
ولكي تكون فعالة، يتعين على أنظمة المراجعة أن تشكل جزءاً من عملية أكبر تتضمن شخصا مطلعا يعمل بموجب توصياتها واختبارها مقابل الاحتياجات البشرية الحقيقية.
ويقول ويندي شيشولم وهو رئيس مجموعة عمل أدوات التقييم لدى WAI إن مراجعة قابلية الولوج للمعاقين تعتبر مثل مراجعة المستند للأخطاء الإملائية، حيث يمكنها أن تقوم بأفضل التخمينات للكلمات المكتوبة بشكل خطأ بناء على أنماط معروفه لها، ولكن الإنسان هو الذي يقوم بالقرار النهائي).
المرونة وقابلية التأقلم
وعلى ذات الغرار، يقول جريج فاندرهين إن المعاقين يعتبرون اختبارا للمرونة وقابلية التأقلم، ففي كثير من المرات نجد أن خاصية ما في التصميم تتم ملاحظتها فقط عندما تمنع دخول مستخدمين من فاقدي البصر أو السمع، فهي تقوم فعلا بشكل صامت بتجاهل قابلية استخدام البرنامج بواسطة العديد من الأشخاص الآخرين وبدون علم المطور بذلك. فالحاجة إلى حساسية اكبر تجاه مواضيع قابلية الدخول تنطبق أيضاً بالنسبة للمؤسسات التي تهتم بشكل صريح بتدعيم مصالح ذوي
الاحتياجات الخاصة.
فعلى سبيل المثال، نجد أن المعهد البريطاني الملكي لفاقدي البصر قام مؤخراً بإعادة طرح موقعه الرئيسي على شبكة الإنترنت، الذي اصبح الآن اكثر سهولة عند الاستخدام بواسطة الزائرين الذين يعانون من إعاقات بصرية.
ووفقاً لمديرة الموقع مارجريت أودونيل فإن الموقع السابق اصبح كبيرا بشكل مفرط ويحتوي على معلومات قديمة واختلافات في تصميم أجزائه وأضافت (لقد كانت لدينا مشكلة صيانة كبيرة مع 20.000 ملف على الهوتميل بالموقع في حين أن فريق العمل لا يتعدى أفراده ثلاثة فقط).
الاستكشاف التفصيلي
وقد أصبح الموقع الذي تم رفع كفاءته بعد سنتين من العمل سهل التصفح من خلال تكنولوجيا ذوي الاحتياجات الخاصة. فقد تم تركيب نظام يمكن الولوج إليه بواسطتهم لإدارة المحتويات بينما أصبحت المستندات التي تم بناؤها بشكل أفضل سهلة القراءة أو المسح بواسطة قارئات الشاشة.
كما تم أيضاً تدريب الموظفين لكتابة برامج تحويل النص إلى كلام وبأسلوب عادي بدون مصطلحات دارجة.
هذا وتحتاج كافة المتاحف في بريطانيا الآن لاتخاذ خطوات للسماح للمعاقين بصريا بتقديم معروضاتهم على شبكة الإنترنت.
ومن أحد هذه الأمثلة قاعة عرض (تات) التي قامت بتركيب نظام يطلق عليهIMAP على موقعها على شبكة الإنترنت يسمح ببطاقة الصور في ملفات تمت صياغتها بشكل خاص.
وكونها الأولى من نوعها في هذه القاعة حيث يشمل تحسين للنص والصورة والرسومات المتحركة، وتهدف هذه الخدمة للاستكشاف التفصيلي للأفكار والابتكارات وطريقة العمل لاثنين من اعظم الفنانين المؤثرين في القرن العشرين وهما ماتيس وبيكاسو.
حظر التمييز
وتشكل هذه المبادرات جزءاً من توجه كبير، فقد قام عدد من الأوروبيين من ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن خلال الندوة الأوروبية للمعاقين والمجموعة الأوربية لبرلمان المعاقين عام 2003م بالكشف عن اقتراحات تهدف لحظر التمييز ضد المستخدمين المعاقين للوسائل الإعلامية ووسائل الاتصالات والخدمات عبر شبكة الإنترنت.
وتتطلب المسودة من كافة الكيانات العامة تقديم خدمات إنترنت بصيغة تمكن المعاقين من الولوج إليها خلال خمس سنوات كما يأمل مجتمع المعاقين في تحويل هذا الإجراء إلى قانون أوروبي.
وفي الولايات المتحدة، تطلب إصدار المادة 508 من قانون التأهيل لعام 1973م (معدل في عام 1998م) أن تكون كافة نظم التكنولوجية الجديدة المصممة أو التي يتم طرحها بواسطة الإدارات الفيدرالية والبرامج التي يتم تمويلها فيدرالياً والخدمات (بالرغم من أنها ليست مواقع على شبكة لصناعة خاصة) أن تكون قابلة للولوج إليها بواسطة المعاقين.
ويقوم مجلس مستقل خاص بالولوج بتنظيم قابلية الولوج وتطوير التكنولوجيا التي تقدم المساعدة الفنية والتدريب بخصوص توجيهات المادة ومعاييرها.
لكن التقارير تبين أن مبادرات الحكومة الأمريكية تحقق تقدماً بطيئاً في تنفيذ لوائح المادة 508.
خطوات جديدة
وفي عام 1999م، انضم تسعة مواطنين أمريكيين يعانون من إعاقة بصرية للاتحاد الوطني لفاقدي البصر لمقاضاة (أمريكا أون لاين) لان خدمتها عبر شبكة الإنترنت كانت مستحيلة الاستخدام بواسطتهم.
من ناحيتها وافقت NFB على إسقاط الدعوى بعد قيام أمريكا أون لاين بتبني سياسة لدى الشركة تتعلق بقابلية ولوج المعاقين، وتكوين لجنة استشارية لقابلية ولوج المعاقين وقامت بتوظيف موظف فاقد للبصر لتوجيه جهودها الخاصة بقابلية ولوج المعاقين وقامت بصبغ علاقتها مع الموردين الرئيسيين لبرامج قابلية الولوج إلى الشاشة بالصيغة الرسمية حيث بينت هذه البرامج تحسنا مستمرا في التوافق مع تكنولوجية الولوج إلى الشاشة.
ولكن بعد مراجعة لإصدار رقم 8.0 لأمريكا أون لاين (يتم مراقبته بعناية وبشكل يومي، قالت NFBأي شخص فاقد البصر يقوم باستخدام برامج أمريكا أون لاين الخاصة بالعملاء من الصعب أن يصفها بأنها (سهلة الاستخدام).
وتشكل سياسة قابلية ولوج المعاقين التزام الشركة بهذه الجهود ولذلك تعتبر بداية جيدة. وبشكل عام، يبدو أن لجنة أمريكا أون لاين قد نتجت عنها فائدة كبيرة لفاقدي البصر).
قابلية الاستخدام
كان الموقع على الشبكة الذي يحتوي على النص فقط موضوعا ساخنا للنقاش في ندوة هذا العام عبر الإنترنت التي يطلق عليها (BETTER CONNECTED LIVE) التي استضافتها المملكة المتحدة بواسطة مديري تكنولوجيا المعلومات لدى الحكومة المحلية (جمعية إدارة تكنولوجيا المعلومات).
وتنص الرسالة الواضحة على أن المواقع التي تحتوي على نص فقط غير ضرورية إذا كان هناك موقع بياني يمكن الولوج إليه، وذلك لأنها لا تمثل افضل ممارسات فقط ولكن هناك احتمال حقيقي كبير لإنشاء موقع منفصل وأقل مستوى لبعض المجموعات.
ووفقاً لأحد أبطال العالم الرئيسين في مجال قابلية استخدام الشبكة وهو جاكوب نيلسن (يتم النظر غالبا إلى قابلية ولوج المعاقين على أنها منفصلة تماما عن قابلية الاستخدام، ولكن كيفية تقديم المعلومات يعتبر بنفس أهمية قابلية الولوج تماما مثل المقدرة على الدخول إلى الموقع. حتى وإن كان الموقع على الشبكة قابلا للولوج إليه وفقا للمعايير الفنية المختلفة وعلى سبيل المثال يمكن قراءته بصوت مرتفع بواسطة قارئ الشاشة، إذا كانت هناك قوائم لا متناهية من خيارات القائمة، فإن قابلية الاستخدام سوف يتم التقليل من شأنها بشكل كبير).
صفحات للجميع
ونيسلن هو مدير مجموعة نيلسن نورمان الاستشارية التي تركز على التصميم الموجه للمستخدم والتي قام بالمشاركة في تأسيسها مع دونالد نورمان، وهو نائب الرئيس السابق للأبحاث لدى شركة ابل كمبيوتر ومهندس أول سابق لدى شركة صن ميكروسيستمز.
وقد قامت المجموعة باختبارات موسعة للمواقع الحكومية في الولايات المتحدة واستراليا ويقول نيلسن إن آراءه غير الرسمية فيما يخص مواقع الخدمات العامة في دول أخرى قد أظهرت أن الدروس الواجب تعلمها عالمية. ويضيف أن المواقع الحكومية غير متناسقة للغاية.
فقد تجد بعض المواقع الجيدة للغاية من حين لآخر ولكنها ليست بالجودة التي يجب أن تكون عليها. فهي عادة تحصل على اقل معدلات في اختبارات قابلية الاستخدام التي نقوم بها.
وتعتبر المجموعة من رواد الاختبارات التي يتم التحكم فيها لاستخدام مواقع الشبكة، ويقول نيلسن إن هذه الطريقة هي الوحيدة الصحيحة لمراقبة قابلية استخدام الموقع.
ويتم ملاحظة مجموعة من المستخدم ين العاديين يحاولون القيام بمهام على الشبكة مثل البحث عن نموذج ضريبي أو مسار للحافلة.
ومن الشائع للغاية أن نجد الأشخاص لا يمكنهم العثور على ما يبحثون عنه، وهذا مؤسف وحتى المواقع الملتزمة فنيا يمكن أن تكون غير قابلة للولوج إليها بشكل محبط لأنها بالغة الصعوبة عند الاستخدام.
وقد تم القيام بأبحاث سابقة في مجال قابلية الاستخدام بدون استثناء تقريباً مع أشخاص طبيعيين أو على الأقل أشخاص يكون استخدام تكنولوجيا المساعدة غير ملحوظ لديهم.
وقد حث نيلسن مصممي المواقع الحكومية على عدم بناء مواقع على شبكة حول صورة على سبيل المثال سكرتير الإدارة، ولكن يجب عليهم التركيز على جعل المعلومات والمعاملات سهلة البحث عنها والاستخدام بواسطة المستخدمين. كما انه يطالبهم بالتركيز على تصميم صفحات للجميع، بما في ذلك المعاقين.
الديموقراطية الإلكترونية
ليس هناك سبب للاستغراب أن نجد عندما تريد الحكومة توزيع رسالة لأكبر قدر ممكن من السكان، يمكن أن يكون الموقع قابل للولوج إليه والاستخدام بشكل ملحوظ.
ويشير نيلسن إلى أحد المواقع الحكومية الأمريكية سهل الاستخدام بشكل كبير وهوREADY. GOV وهو موقع وزارة الأمن الداخلي الأمريكية الذي يحتوي على معلومات عامة تتعلق بكيفية الإعداد والاستجابة تجاه النماذج المختلفة من الهجمات الإرهابية.
وقد قامت حكومة الكمونويلث من خلال اتفاق عام 1997م مع الحكومات المحلية والإقليمية بتأسيس مجلس عبر شبكة الإنترنت لتدعيم التناسق الوطني
فالوزراء يجتمعون سنوياً لمناقشة مواضيع السياسة المتعلقة بالاقتصاد المعلوماتي.
وفي عام 2000م، اتفقوا على تبني توجيهات W3C بصفتها افضل ممارسات لمواقع الحكومة الأسترالية على شبكة الإنترنت.
ومن ضمن أشياء أخرى، فإن المجلس عبر شبكة الإنترنت يدعم الموضوع الحديث الخاص بالديموقراطية الإلكترونية، والتي يتم تعريفها بأنها استخدام لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحسين مشاركة المواطن، من خلال تزويد المعلومات عبر الإنترنت لمساعدة مناقشة ومراقبة الجلسات البرلمانية من خلال الإنترنت والمشاورات النشطة بشأن تطوير السياسة من خلال المناقشة عبر الإنترنت لاحتمال التصويت الإلكتروني عبر الإنترنت.
التكنولوجيا التكييفية
في عام 2003م، أي قبل الانتخابات الفيدرالية بسنة، لم تكن هناك أية إشارة بأن فاقدي البصر أو المعاقين بصرياً سوف تتاح لهم الفرصة للقيام بتصويت مستقل وسري.
هذا بغض النظر عن وجود توقع حقيقي بضرورة تحقيق ذلك في ضوء التقدم الذي تم إحرازه في الانتخابات في إقليم العاصمة الأسترالية في عام 2001م وفي فكتوريا في عام 2002م.
وفي هاتين المناسبتين، شعر فاقدو أو ضعاف البصر بالسعادة عند الإدلاء بأصواتهم بشكل مستقل وبكرامة لأول مرة.
وقد قامت مؤسسة أسترالية خاصة بمشكلات البصر وإيجاد الحلول لها بالمشاركة مع مركز جامعة تورنتو لمصادر التكنولوجيا التكييفية لتقديم افضل ممارسة في العالم في مجال مواقع الشبكة القابلة للولوج إليها بواسطة المعاقين.
ويقوم الموظفون بمراجعات على الموقع وتنفيذ اختبارات للمستهلكين وإدراج التوصيات ودعم موظفي تكنولوجيا المعلومات لتنفيذها.
ويقول أندرو ارش من المؤسسة انه خلال السنتين الماضيتين ساعدت ورش عمل (تصميم الشبكة القابلة للولوج إليها) الوزارات الحكومية والبنوك والمؤسسات المجتمعية على تحقيق قابلية الولوج إلى مواقع الشبكة لكافة الأشخاص من كل الأعمار والقدرات.
الأيقونات البارزة
وقد قام مركز بالو التو باختراع عدة أنماط تكنولوجية وهي التي ننظر إليها ببساطة اليوم وهي الفأرة وطابعة الليزر والعديد من الاختراعات الأخرى.
ويقوم المركز حالياً بتجربة POPOUT PRISM وهو أداة تصفح للشبكة تم تصميمها لتقليل الوقت الذي يستغرقه المستخدمين للبحث عن المعلومات عبر صفحات الشبكة.
ومن خلال إنشاء (أيقونات بارزة) أو POPOUTS تركز على العناصر الهامة في صفحات الشبكة، يعمل POPOUT PRISM على لفت الانتباه إلى المعلومات الصحيحة وخاصة عند البحث في مستندات طويلة وفي مجموعات كبيرة من المستندات.
كما انه مفيد أيضاً للأشخاص الذين يعانون من ضعف البصر، بالإضافة إلى أي مستخدم يعرض صفحات الشبكة في جهاز عرض للبيانات على مجموعة من الأشخاص.
الأخطاء العشرة
ويقوم نيلسن كل سنة بإدراج الأخطاء العشرة الأولى في تصميمه للشبكة وقد كانت أخطاء عام 2002م كما يلي:
عدم وجود أسعار.
محركات بحث غير مرنة.
تصفح أفقي.
أحجام ثابتة للأحرف.
كتل من النصوص.
نصوص JAVA في الوصلات.
أسئلة لا يتم طرحها بشكل متكرر في FAQ.
عناوين بدون سياسة للخصوصية.
URL تتكون من اكثر من 75 حرفاً.
وصلات البريد بمواقع غير متوقعة وتتعلق آخر ثلاثة أخطاء بالبريد الإلكتروني، والذي بغض النظر عن كونه اقدم خدمة رئيسية على الإنترنت، لكنه سيستمر في كونه الأهم على الإطلاق من بين الأعمال المنفذة على الشبكة.
كما أنه اصبح أخيراً متكاملاً بشكل أفضل مع الشبكة، ويتوقع نيلسن أن يستمر التقدم في هذا الاتجاه.
أما في ما يتعلق بمسألة الخصوصية فقد قامت(W3C) بطرح واجهة العمل الخاصة بتفصيلات الخصوصية(P3P) المواصفة 1.0 وذلك بغض النظر من الانتقاد من البعض الذين يقولون أن هذا المقياس لا يقدم إلا القليل لحماية خصوصية المستهلك.
وعلى المستوى الأساسي، فإن P3P هو مجموعة قياسية من أسئلة الاختيار المتعدد التي تشمل كافة الجوانب الرئيسية لسياسات الخصوصية على شبكة الإنترنت، وككل فإنها تقدم صورة واضحة لكيفية تعامل الموقع مع المعلومات الخاصة بمستخدميها.
اتساع الفجوة
إن شبكة الإنترنت العالمية تتحرك على نحو سريع حيث يتوجب عليها القيام بذلك، وخلال فترات التغيير وبالتناقض مع اعتقاد بيرنرز لي للشمولية والانفتاح والاستخدام المجاني، فإن الفجوة بين طبقة النخبة ومجموعات المستخدمين المعاقين تتسع، وكلما كان التغيير أسرع زاد اتساع الفجوة.
وبما أن الشبكة العالمية لا يمكن أن تكون لديها عملية مقاييس تقليدية، فإنها يجب أن تربط مسألة قابلية الولوج وقابلية الاستخدام بتقدمها.
لكن كثيراً من المواقع وأشهرها موقع أسبوع الكمبيوتر الفيدرالي الأمريكي قد أشاروا في العام الماضي إلى مستوى مرتفع من الوعي بمواقع الشبكة وأن قابلية الولوج للمعاقين تتطور إلى قابلية استخدام.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|