اليابان بدأت هذه التقنية استخدم جوالك كحافظة نقود! * إعداد محمد الزواوي :
|
الهاتف الجوال يشغل ملفات موسيقى ويمخر عباب الإنترنت، يرسل ويستقبل رسائل نصية ويستقبل صورًا، فهل سيأخذ دور حافظة نقودنا أيضًا؟
كبار شركات الهواتف الجوالة وشركات بطاقات الائتمان حول العالم يقولون إن الإجابة على هذا السؤال هي: نعم، وسوف يهرع الناس لجعل هواتفهم النقالة كنوع من العصا السحرية التي تقوم بالشراء نيابة عنهم والحصول على المعلومات بلا عناء.
ويشير تقرير لجريدة (كريستيان ساينس مونيتور) إن ذلك أصبح حلمًا قريب المنال، فقد بدأ الأمريكيون بالفعل بالتلويح ببطاقة أو سلسلة مفاتيح أمام جهاز استقبال لدفع نفقات السفر بالحافلات أو شراء الوقود أو فتح الأبواب عن طريق موجات قصيرة المدى، ولكن يقول المراقبون إن النقلة الحقيقية سوف تحدث عندما تستطيع الهواتف الجوالة أن تفعل الشيء ذاته، إضافة إلى قدراتها المميزة الأخرى.
تخيل أنك في عام 2009: أنت في السينما وتشاهد ملصقًا عن فيلم جديد، تمرر هاتفك النقال على بوصات صغيرة من هذا الملصق، وفي جوالك رقيقة صغيرة بها ترددات موجات راديو، فتقوم بتحميل نسخة تجريبية من الفيلم، وتشاهده على شاشة هاتفك الجوال، ثم يقوم الهاتف حينئذ بربطك بموقع على الإنترنت يعرض عليك بيع تذكرة ويعطيك حسمًا على الأغاني والمؤثرات الصوتية بالفيلم، والتي يمكن إما أن ترسل إليك على قرص مدمج أو تقوم بتحميلها مباشرة من الإنترنت على مشغل MP3 الخاص بك.
ولقد تم تداول فكرة استخدام الهواتف الجوالة كأداة تجارية منذ عدة سنوات، ولكن هذا العام شهدت تقدمًا ملحوظًا بعدما وافقت الشركات الكبرى على المعايير الأساسية لذلك، ففي الشهر الماضي أعلنت شركتا موتورولا وماستر كارد أنهما تضامنتا معًا لصنع نسخة تجريبية عملية من الهواتف النقالة المجهزة برقائق تسمح للهواتف بشراء البضائع.
يقول رون هاما نائب رئيس شركة موتورولا: (سوف يصبح هاتفك الجوال حافظة نقود وسلسلة مفاتيح، وهويتك الشخصية أيضًا)، مضيفًا أن الأجيال الجديدة من الهواتف النقالة سوف يكون لديها القدرة على تغيير أنماط الحياة بصورة تامة.
ولكن من ناحية أخرى هناك بعض مراقبي الصناعة أكثر تحفظًا في أمنياتهم.
يقول إد كونتز أحد كبار محللي التقنيات الناشئة بشركة تاورجروب بولاية ماساتشوستس: (نحن نشعر بتفاؤل حذر بأن تلك الفكرة يمكن تطبيقها ولكن على المدى المتوسط والبعيد).
ويقول محمد خان رئيس شركة فيفو تيك بولاية كاليفورنيا التي تصنع البرمجيات التي تقوم بتخزين معلومات بطاقات الائتمان في (الحافظات الإليكترونية) داخل الهواتف والأجهزة الطرفية لدى التجار الذين يقومون بإدارة عملية الشراء إنه في العام المقبل سوف نرى المزيد من التجارب العملية والبرامج التجريبية التي تستخدمها الهواتف الجديدة، وبحلول عام 2006 يتوقع أن تنتشر الهواتف الجوالة المزودة بتقنيات إرسال موجات قصيرة للأجهزة المستقبلة في أيدي ملايين المستخدمين، وبحلول عام 2009 سوف تكون أكثر من نصف الهواتف المحمولة قادرة على متابعة عمليات الشراء، طبقًا لإحدى التحليلات التي اطلع عليها.
ويشير التقرير إلى أن (الهاتف الجوال المحفظة) يتميز على النقود السائلة أو حتى بطاقات الائتمان التقليدية بأنه أكثر سرعة وراحة للزبائن، الذين لن يكونوا بحاجة إلى سحب محافظ نقودهم وتسليم النقود أو إخراج ومسح بطاقات الائتمان، أو توقيع أوراق ما بعد البيع، وسوف يتمكنون من إجراء عمليات الشراء بمجرد التلويح بهواتفهم الجوالة على بوصات قليلة على أحد الأجهزة المستقبلة وإنهاء الإجراءات في سرعة، وتشير الاختبارات الأولية أن الزبائن يكونون أكثر رغبة في الشراء بتلك الطريقة السهلة.
والآن يستطيع المستهلكون في اليابان استخدام هواتفهم الجوالة في شراء بعض السلع وتذاكر الحافلات وبعض الأشياء غير الثمينة من المتاجر والمطاعم، ويجب أن يتم تعبئة تلك الهواتف بأرصدة مدفوعة مقدمًا مثلما يقومون بشراء بطاقات الهواتف سابقة الدفع، ولكن في الولايات المتحدة يهدف الخبراء إلى وجود نظام أوسع انتشارًا، ويربط الهواتف الجوالة مباشرة ببطاقات ائتمان المستهلك سواء من نوع ماستر كارد أو أميريكان إكسبريس أو الحسابات الائتمانية الأخرى.
ويؤكد التقرير على أن النواحي الأمنية كانت من أبرز دواعي قلق المستهلكين، ولكن يؤكد الخبراء أن الإشارات المنبعثة من الهواتف قصيرة المدى للغاية، فقط بضعة بوصات وسوف يكون من الصعب سرقتها وتتبعها، كما أن تلك الخاصية محمية بكلمة سر، ويمكن إقفالها عندما لا يتم استخدامها.
يقول إريك مايكلسن المحلل المتخصص في تتبع التقنيات اللاسلكية بشركة ABI بولاية نيويورك: (الخصوصية شيء أساسي في تلك العملية، ومن المؤكد أن الشركات سوف تقوم بتلبية حاجات المستهلك قبل أن يخرج هذا المنتج إلى النور، وهذا شيء مهم للغاية)، في حين تريد بعض الشركات زيادة وسائل الأمان مثل طلب بصمة إصبع المستهلك لمزيد من الأمان لمستخدم الهواتف الجوالة.
وسوف تقوم شركات بطاقات الائتمان بإعطاء دفعة لتلك التقنية الجديدة في العام القادم من أجل تعليم المستهلكين بفضائل ومزايا كافة أنواع الدفع عن طريق الموجات القصيرة وعن طريق بطاقات الائتمان المزودة برقائق إليكترونية داخل الهواتف النقالة.
وطبقًا لإحصاء أجرته مؤسسة سينيرجيستيكس للأبحاث بولاية أطلنطا الأمريكية في أوائل هذا العام فإن 10% فقط من الأمريكيين يعلمون أن الهواتف الجوالة يمكن أن تستخدم كجهاز شراء بدون اتصال، كما أظهر الإحصاء ذاته أن 85% عبروا عن قلقهم من أنه سوف يصعب التحقق من تحويل الأموال إلى البائع في حالة عدم وجود فاتورة ورقية لعملية الشراء.
كما يشير التقرير إلى أن هناك المزيد من الاستخدامات الكامنة في الهواتف النقالة التي تستخدم الموجات القصيرة والتي ستتخطى مجرد عملية البيع إلى مجال التسويق والترويج للسلع، مع وجود منتجات تتحدث إلى الزبائن عن سعرها وعن مميزاتها بمجرد الإشارة إليها بالهواتف الجوالة.
كما تمخضت عمليات الاستشراف الأولي لذلك الابتكار عن الكثير من الاستخدامات لتلك الهواتف، مثل وجود آلات تتحدث إلى الفني في حالة عطلها عن كيفية إصلاحها عن طريق وجود رقاقات راديو ترسل تلك التعليمات بمجرد الإشارة إليها بالهاتف الجوال.
وقد بدأت أنظمة الدفع عن طريق موجات الراديو في شق طريقها في عدة هيئات بالولايات المتحدة، مثل هيئة النقل بمنطقة خليج ماساتشوستس والتي تحولت إلى أنظمة الدفع عن طريق الكروت التي ترسل الموجات القصيرة، كما بدأت سلسلة مطاعم ماكدونالدز في قبول كروت ائتمان من ماستر كارد ترسل تلك الموجات في مطاعمها.
ويقول السيد خان: (وهذا مؤشر مهم للغاية، فسوف نرى المزيد من أنظمة التجارة بالتجزئة تعلن عن بدئها لتلك البرامج). كما تسمح محطات وقود إكزينوموبيل للسائقين بالتلويح بسلسلة مفاتيح صغيشرة مجهزة بتلك الموجات في المحطة لشراء الوقود، ولكنه حتى الآن (نظام مغلق) يعمل فقط في محطات تلك الشركة. والنظام الجديد في الهواتف (نظام مفتوح) سوف يعمل في يوم ما في ملايين المتاجر المختلفة.
ويقول كونتز أنه رغم ذلك فإن إغراء المستهلكين على ترك محافظ نقودهم وبطاقات ائتمانهم البلاستيكية وترك التعامل بالأموال السائلة سوف يكون (عملية طويلة الأمد)، ويضيف أن عادات المستهلكين من الصعب تغييرها، ويجب أن تتفوق مزايا (الهاتف الجوال المحفظة) على قلق المستهلك من اتخاذ مثل تلك النقلة.
.....
الرجوع
.....
| |
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|