مستقبل إدارة التخزين في عام 2010 * إعداد طارق راشد:
|
إن محاولة التنبؤ بمكانة التقنية، بصفة عامة، في غضون عدة سنوات أمر يتطلب فناً أكثر منه علماً.
وسواء كانت تتعلق بالمستهلك أو بمجال الأعمال، فإن استخدام التقنية فقط لمجرد كونها تقنية فحسب لا طائل منه إلا إذا كانت تتعامل مع مشكلة واقعية أو تلبي حاجة معينة. ولكن التنبؤات لا مفر منها، وإذا حاولنا أن ندلي بدلونا في مضمار التنبؤ فإن هناك سبيلين للتنبؤ: الأول ينطوي على استخدام تطور خطي متشدد (أي أننا في غضون عشر سنوات سنجد التقنيات الحالية قد حققت تطورا بنفس المعدل الذي تطورت به في الخمس سنوات الماضية)، والثاني أن نعول على مدخل (إلى أين نود أن نسير؟) (أي على سبيل المثال يجب أن تكون لدينا في غضون خمس سنوات شبكات إيثرنت Ethernet لاسلكية سعة 100 جيجابايت!). يجب علينا أيضا أن نضع في اعتبارنا أن التطورات التي تطرأ على تقنية ما تعتمد بصورة عامة التطورات التي تطرأ على التقنيات ذات الصلة وتتأثر بها.
(فما فائدة شبكة الإيثرنت اللاسلكية سعة 100 جيجابايت إذا كان مهيئها أضخم من المساعد الرقمي الشخصي على شكل ساعة اليد، أو الهاتف المحمول، أو أجهزة الكمبيوتر المحمول الشائعة حاليا؟).
وأخيراً، فإن هناك دائما احتمالا قائما بنشوء تقنية جديدة مبتكرة لم يسبق لها مثيل.
هناك أمر واحد يجب أن نتفق عليه جميعا ألا وهو أن الطلب على وسائط التخزين سيستمر في الزيادة بكل بساطة.
فبحلول عام 2010 سيكون من الشائع أن يطلب المستخدم العادي عددا من التيرابايت للتخزين، وسيكون لدى الشركات الصغيرة والمتوسطة بيانات يصل حجمها إلى عديد البيتابايت، فيما سيكون لدى الشركات الكبرى عديد من الإكزابايتات. وماذا نتوقع بعد ذلك؟
إن التطورات التي تشهدها معدات الأقراص الصلبة ستكفل التعامل مع جزء من هذه الزيادة، حيث سيتم تصنيع أقراص سعة عديد التيرابايتات بحلول عام 2010 وربما تصل سعتها إلى بيتابايتات. وهذا من شأنه أن يقود، في ظل هذا التوسع، إلى أنظمة RAID (نسق الفائض للأقراص المستقلة) مقاسة بالبيتابايتات أو الإكزابايتات.
وبطبيعة الحال ستحتاج كافة هذه التطورات إلى إدارتها بأسلوب جديد: سيتم استبدال النماذج القديمة ببساطة بهذه السعات الجديدة.
تحولات إدارة وسائط التخزين
لقد تحولت إدارة التخزين بالفعل عن خوادم التطبيقات الفردية، فقد سمحت شبكات منطقة التخزين (SAN) للمديرين بنقل هذه الوظائف.
وبالنظر إلى عدد خوادم التطبيقات حتى في الشركات المتوسطة، فليس من المنطقي العول على كل خادم تطبيقي لإدارة مساحته التخزينية بنفسه.
إن الخادم التطبيقي (بما فيه من قاعدة بيانات، وبريد إلكتروني، وويب وغيرها)، يجب استخدامه من أجل القيام بالوظائف المنوطة به، لا في الصيانة العامة.
في شبكات منطقة التخزين نجد أن إدارة مساحة التخزين هي الأخرى تشهد تحولا عن أنظمة التخزين الفردية. وأنظمة RAID (نسق الفائض للأقراص المستقلة) هذه، مثلها مثل خوادم التطبيقات، ستنعزل عن شبكة منطقة التخزين وستتطلب مديرين للتحكم فيها بصورة فردية. وهذه الوظائف تنتقل إلى شبكة مساحة التخزين نفسها سواء من خلال مفاتيح ذكية أو تطبيقات مصممة بحيث توفر طبقة عامة من خدمات التخزين خلال عدد كبير من خوادم التطبيقات وأنظمة تخزين بداخل شبكة منطقة التخزين.
ومن المرتقب أن يكتمل التحول بحلول عام 2010 وسيعول التحكم في التخزين على نموذج شبكة موزعة توفر فيها شبكة منطقة التخزين خدمات التخزين لخوادم التطبيقات.
اشتراكات التخزين
إن جزءا من الفائدة العائدة جراء نقل إدارة التخزين إلى شبكة منطقة التخزين بعيدا عن خوادم التطبيقات يكمن في تخفيف الحمل على خادم التطبيقات وإعفائه من إدارة كافة جوانب التخزين الخاصة به.
ولكن ليس كافيا أن ننقل القرص خارج خادم التطبيقات فحسب. إن الخطوة الأولى أغنت خادم التطبيقات عن إدارة النسخ المعكوسة ومستويات أنظمة RAID (نسق الفائض للأقراص المستقلة) لLUNs.
والخطوة التالية تغني خادم التطبيق عن الحاجة إلى الاشتراك في عملية النسخ الاحتياطي واستعادة البيانات في الحالات الطارئة. إن التعديلات التي ستشهدها أنظمة التشغيل والتطبيقات القائمة على الخوادم المدعمة بوصلات بيانية قياسية لإدارة التخزين بحلول عام 2010 ستسمح لخادم التطبيقات باستخدام التخزين بنفس الطريقة التي تستخدم بها بيوتنا الكهرباء الآن. سيسمح لخوادم التطبيقات باستخدام مساحة تخزين محددة من شبكة منطقة التخزين، وإذا احتاج الخادم مساحة تخزين أكبر، سيتفاوض مع شبكة منطقة التخزين من أجل الحصول على زيادة مؤقتة أو قصيرة الأجل.
أما إذا كان الخادم ليس بصدد استخدام المساحة المخصصة له، قد تتفاوض شبكة منطقة التخزين من أجل استعادة بعض الفائض. وفي كلتا الحالتين، لن يتعين على المدير إجراء أي تعديلات على بيئة العمل.
وفي ظروف مثالية، ستتم كافة هذه الإجراءات تلقائيا وبصورة غير محسوسة دون أدنى أثر سلبي على مستوى الخدمة.
التخزين المحدد بسياسة
من الواضح أنه لم يكن من اليسير بالنسبة للمديرين إدارة شبكات منطقة التخزين هذه على اعتبار أنها عناصر منفصلة. في المستقبل ستستخدم أنظمة التخزين سياسات من شأنها تحديد، وبمنتهى الدقة، كيفية استخدام موارد التخزين، وكيفية تعيين أي خوادم تطبيقات لها أولوية أعلى، ومستوى الحماية الذي يحتاجه كل نظام. وسيعمل نظام التخزين على نقل البيانات بصورة تلقائية والتحكم في تسيير المرور وإعادة الاتزان للموارد كما تقتضى الحاجة بحيث تفي بالأهداف والأولويات الموضحة في هذه السياسات. وسيتحول النموذج الحالي ذو المسارات المتعددة والقدرة على موازنة الأحمال إلى نظام ديناميكي منسق له القدرة لا على التكيف وتغيرات المرور فحسب، بل على تقديم QoS مرن، فيما يسمح للمديرين بتحديد متى تتغير حاجات الأنظمة المختلفة أو حتى الأقسام الكاملة.
النسخ الاحتياطي!
لقد كان التحدي الأعظم في مواجهة إدارة التخزين منذ عشر سنوات هو النسخ الاحتياطي. واليوم فإن أهم تحد يواجه إدارة التخزين هو النسخ الاحتياطي! وفي ظل التوجه الحالي، فما من داع يدعونا للاعتقاد بتغير هذا الوضع بحلول عام 2010 ولكن ما سيتغير هو النموذج المستخدم للتعامل مع التحدي المتمثل في النسخ الاحتياطي.
إن لدينا اليوم نوافذ نسخ احتياطي متضائلة، ومع ذلك فعند التعامل مع مساحات تخزينية تبلغ عديد من البيتابايتات بالإضافة إلى مركز بيانات متاح على الدوام، يسعنا التوقع ألا تتوفر نافذة نسخ احتياطي. وحتى لو افترضنا أن تقنية دوارة الشريط ستواكب تقنية الأقراص، فإن نموذج النسخ الاحتياطي الحالي (الذي ينقل كل شيء من القرص إلى الشريط) تتعذر صيانته. من المرتقب بحلول عام 2010 أن يصبح النسخ الاحتياطي قائما على الأقراص، وسيعتمد النسخ الاحتياطي في معظمه على التخزين nearline للإبقاء على إصدارات متعددة للوصول اللحظي حال الحاجة إلى إصدار قديم. لازالت الحاجة تدعو إلى سند الشريط، ولكن كمرحلة ثانية وللتخزين لمدة أطول.
وجدير بالذكر أنه ليست كافة عمليات النسخ الاحتياطي في حاجة إلى الإبقاء عليها على أشرطة: فلم نعمل على حفظ النسخ الاحتياطي التزايدي ليوم الأربعاء الذي سيتم استبداله ببساطة بالنسخ الاحتياطي الكامل ليوم الجمعة. إن نموذج النسخ الاحتياطي الجديد هذا يسمح أيضا بالنسخ الاحتياطي التفريغي، مما يحرر خوادم التطبيقات من التدخل المفرط في عملية النسخ الاحتياطي. وبحلول عام 2010 ستستخدم كافة أنظمة التشغيل والتطبيقات ذات الحساسية العالية أحد النماذج القياسية لربط نظام التشغيل، والتطبيقات، وعملية النسخ الاحتياطي، وأنظمة التخزين كل في منظومة واحدة.
في ظروف مثالية، سيكون لدينا قياس واحد فقط، ولكن هذا بمثابة إفراط في التمني.
الغاية ليست مساحات التخزين، ولكن الحفاظ على البيانات
لايزال هناك فارق اليوم بين أنظمة التخزين وخوادم التطبيقات التي تقوم على خدمتها. وما من شركة تشتري نظام تخزين بهدف امتلاك عدد من التيرابايتات من مساحة التخزين، ولكن الشركات تشتري نظام التخزين للحفاظ على قاعدة بيانات تبلغ مساحتها عددا من التيرابايتات. بحلول عام 2010 سيتم تصميم أنظمة إدارة التخزين بحيث لا يحتاج المستخدمون لفهم الفارق بين التيرابايتات والبيتابايتات، أو استيعاب أي مستوى أنظمة RAID (نسق الفائض للأقراص المستقلة) يتيح أعلى درجات الحماية وأمثل درجات الأداء، أو فهم الطريقة القويمة لربط مكونات التخزين المتعددة بعضها ببعض، أو حتى أي أساليب النسخ الاحتياطي الأمثل. ستستخدم أنظمة إدارة التخزين السياسات الموضحة في هذا المقال لأتمتة العملية.
إن المستخدم سيتمكن من وصف حاجاته بمفردات يفهمها كل الفهم: عدد قواعد البيانات، وحجم السجلات المفردة، وعدد صناديق البريد، وعدد الرسائل التي سيسعها كل صندوق بريد، الخ.
إن نظام التخزين المستقبلي سيعمل على تعديل كافة الموارد المتاحة تلقائيا بحيث يفي بهذه المتطلبات.
القواعد الجديدة
لقد أدرك قطاع الأعمال مدى أهمية تلك الكميات من البيانات والحاجة إلى صيانتها. وبعيدا عن الجانب المالي، هناك الآن جوانب تنظيمية متعلقة بالبيانات والحفاظ عليها.
والسواد الأعظم من الشركات يواجه مجموعة أو أكثر من متطلبات الاحتفاظ بالبيانات وحمايتها لفترة محددة. والحلول المتاحة في الوقت الراهن في الأسواق ما هي إلا برامج تكميلية لنظام إدارة التخزين، وفي بعض الأحايين تتطلب تطبيقات متخصصة الأغراض.
والمتوقع أن تصبح تلك القدرة الوظيفية الإضافية بحلول عام 2010 مدمجة بأنظمة إدارة التخزين. وكما هو الحال مع السياسات الأخرى، سيعمل المستخدمون على إضافة سياسات صيانة البيانات وتنظيمها لمجموعة البيانات، وسيضطلع نظام التخزين بالتعامل مع كافة تفاصيل الاحتفاظ بنسخ من البيانات، واقتفاء أثر الوصول، والتأكد من أن سير العمل يتسق مع المتطلبات المتعددة.
ملخص
الخلاصة أنه بحلول عام 2010 ستتحول إدارة التخزين إلى نظام مؤتمت يشرف على مكونات تركيبية متعددة ويربطها بعضها ببعض بحيث تشكل في النهاية وحدة تشغيلية فعالة.
إن (خدمة التخزين) هذه سيكون لها العديد من المشتركين (خوادم التطبيقات)، الذين سيستغلون هذه الخدمة كلما دعت الحاجة. وسيكون النظام ذاتي التنظيم وله القدرة على التكيف تلقائيا مع التغيرات الطارئة على المكونات والبيئة، وكذا المتطلبات الفردية للمشتركين فيه.
وإن لم يتحقق هذا الحلم بحلول عام 2010 سيتحقق حتما عام 2020م!
.....
الرجوع
.....
| |
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|