بعد شهر من توقف العمليات الحربية..
عراقيون يعيدون خدمة الانترنيت إلى بلادهم
|
* إعداد : محمد مجيد العادلي
قبل الحرب كان العراقيون يحصلون على خدمة الإنترنت عن طريق المزود الحكومي لهذه الخدمة (الشركة العامة لخدمات الشبكة العالمية للمعلومات) الذي يزودهم بهذه الخدمة سلكيا (عن طريق الخط الهاتفي) أو لا سلكيا عن طريق صحن يثبت في أعلى بناية المشترك ويوجه إلى مركز الشركة لتسلم الخدمة، غير إن الدمارالذي لحق بمركز الشركة بعد تدمير بناية وزارة الإعلام أثناء الحرب والتي كانت تضم مقر الشركة المذكورة تسبب بتوقف هذه الخدمة أثناء الحرب.
وعندما وضعت الحرب أوزارها أحس العراقيون بأنهم قد فصلوا تماما عن العالم الخارجي خاصة بعد أن تعطل الاتصال الهاتفي الدولي بسبب الحرب وأعمال النهب والسلب التي قام بها اللصوص. فكيف يستطيع العراقيون الاتصال بأقاربهم في الخارج لطمأنتهم بعد الحرب؟
هذا السؤال دفع بمهندسين عراقيين يديران مكتبا لتقنيات الكومبيوتر إلى التفكير بكيفية تخفيف معاناة أهلهم فقرروا الحصول على منظومة لتوفير خدمة الإنترنت بأسرع وقت لتقديم هذه الخدمة بأجور أقل من الاتصال الهاتفي في حينه بكثير.
وبالفعل فقد قرر كل من أحمد الغلامي وسامر أسطيفو وبالاشتراك مع صديق آخر لهما كان موظفا سابقا لدى وزارة الصناعة العراقية أن يجلبا منظومة من نوع (R BGAN) التي أطلقتها انمارسات قبل عام تقريبا لتقديم خدمة الإنترنت والبريد الإلكتروني لكل من يرغب. وبالفعل فقد تمكن هؤلاء من جلب المنظومة (التي كانت محظورة قبل الحرب) عن طريق الأردن لتظهر أول خدمة إنترنت بعد الحرب من خلال مقهاهم في بغداد والمسمى ب «الذاكرة» نسبة إلى مكتب تقنيات الكومبيوتر الذي يديره كل من سامر وأحمد منذ عام 1993.
ويقول سامر: «لقد كان همنا توفير هذه الخدمة بأسرع وقت ولم يكن العامل المادي يشغل بالنا فقد كنا نفكر في تخفيف معاناة أهلنا في العراق». وبالرغم من كون المنظومة التي استقدماها هي منظومة نقالة (عبارة عن موديم بحجم حقيبة اليد للاتصال بالإنترنت عبر الأقمار الصناعية) فإنهما استطاعا خدمة الكثير من الناس بما فيهم بعض المراسلين الصحفيين «الذين كانوا يستخدمون مكتب تقنيات الكومبيوتر لنقل تقاريرهم الإخبارية إلى وسائل الإعلام التي يعملون فيها «كما يقول أحمد الغلامي.
مشروع غير مربح
ونظرا لأن منظومة (RBGAN) توفر خدمة إرسال واستلام البيانات بما فيها صفحات الإنترنت والبريد الإلكتروني عن طريق اشتراك يعتمد على حجم المادة المستلمة أو المرسلة وليس على أساس الوقت الذي يستغرقه المستخدم في شبكة الإنترنت فإن مشروعهم لم يكن مربحا لأن البعض كان يدفع مبلغ خمسة دولارات مقابل الساعة الواحدة من التصفح لكنه يقتطع ما يزيد على هذا المبلغ عندما يزور بعض المواقع الكبيرة الحجم.
وعلى سبيل المثال فإن تحميل صفحة معينة في أحد المواقع يقدر حجمها بحوالي ميجابايت كان يعني اقتطاع مبلغ 13 دولارا من مبلغ الاشتراك. ومع ذلك يقول الغلامي «إننا لم نخسر فنحن نعتز بكون مكتبنا كان أول من قدم خدمة الإنترنت بعد الحرب واستطاع توفير هذه الخدمة في وقت كانت فيه معظم أجهزة الاتصالات غير متوفرة وحتى هواتف ثريا التي ظهرت بعد الحرب كان ثمن دقيقة الاتصال عن طريقها عشرة دولارات وهو ثمن كبير مقارنة مع ثمن الخدمة التي قدمناها».
ويضيف الغلامي «أعتقد أننا ربحنا كثيرا من العلاقات العامة التي أنشأناها مع العديد من الذين ارتادوا مقهانا وذلك هوالكسب الحقيقي الذي حققناه».
ويقول أحد زبائن المقهى وهو علي الصابونجي. صاحب إحدى القاعات الفنية. «لقد كان أعجوبة بالنسبة لنا ان نعود لاستخدام الإنترنت بعد شهر من توقف العمليات الحربية وبعد القصف الشديد الذي شهدناه». وفي الوقت الحاضر فإن كلا من سامر وأحمد بصدد نصب منظومة جديدة لتوفير خدمة أفضل وأقل ثمنا خاصة مع توفر العديد من مقاهي الإنترنت في بغداد في الوقت الحاضر والتي تقدم الخدمة بأجور معقولة لا تتجاوز 2500 دينار (دولار ونصف تقريبا) للساعة الواحدة وهما يسعيان لأن يكون لهما دور كبير في هذا المجال خاصة مع توقف أعمالهما في مجال توفير تقنيات الكومبيوتر لدوائر الدولة بسبب توقف أعمال العديد منها وعدم بدء عمليات الإعمار حتى الآن وهما يأملان أن يكونا «في مقدمة المكاتب التي تشارك في عملية الإعمار عندما تسنح الفرصة لذلك مثلما كانا في مقدمة من أعادوا الإنترنت إلى بلادهم» كما يقول سامر.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 