|
الخطوات المطلوبة لتطبيق الحكومة الالكترونية
|
في لقاءات سابقة تطرقنا الى أن عملية التحول الى الحكومة الالكترونية يتطلب الكثير من التخطيط والعمل المستمر. كما أن نجاح ذلك التحول مرتبط بعوامل كثيرة لعل من أهمها الرغبة في قبول التغير في طرق أداءالأجهزة الحكومية ورغبة المستفيدين في التفاعل والمشاركة الفاعلة مع هذا المشروع. كما أنه لا توجد استراتيجية واحدة محددة المعالم لعملية التحول الى الحكومة الالكترونية تناسب كافة الدول، مع ضرورة التأكيد هنا أن الدافع لعملية التحول يجب ألا يركز على الجوانب الاقتصادية وخاصة فيما يتعلق بتوفيرالنفقات وزيادة معدلات البطالة الذي عادة ما يصاحب ميكنة الأعمال عبر تقنية الحاسب الآلي والاتصالات.
هناك أربعة عناصر أساسية نقترح مراعاتها لإنجاح مشروع التحول الى الحكومة الالكترونية وهي:
أولاً: خطوات عمليات التحول:
في البداية يجب التأكيد بأن الأهداف الاستراتيجية لعملية التحول لا تقف عند ميكنة للأعمال اليدوية وحل مشكلات عدم الكفاية في أداء الأجهزة الحكومية، بل يتخطاها الى ما هو أبعد من ذلك ألا وهو بناء علاقات تتصف بالقوة والشفافية بين المستفيدين من خدمات تلك الأجهزة.
نقترح تشكيل لجنة عليا تتولى وضع الخطط الاستراتيجية التي تشمل كافة الرؤى Visions وتحدد الأهداف العامة والتفصيلية لكل خطوة من خطوات المشروع. كما تقوم اللجنة بتحديد تكاليف المشروع على المدى الطويل ورصد الميزانيات المطلوبة قبل علمية البدء في المشروع.
كما تتولى اللجنة العليا المتابعة والتنسيق وحل أي مشكلات قد تواجه سير العمل الفرق المختلفة في الجهات الحكومية عبراجتماعات دورية.
ثانياً: بعض الدول تقوم بتكليف جهة استشارية لديها من الخبرات والامكانات لكي تقوم بدور المنسق العام وتكون بديلا لهذه اللجنة ومرجعا للرد على الاستفسارات التي ترد من فرق العمل.
نقترح تشكيل فرق عمل داخل كل جهاز حكومي تتولى تنفيذ الخطط الموضوعة لعملية التحول وفقا الأهداف العامة والتفصيلية.
نقترح بأن يقوم كل فريق عمل بوضع خطة زمنية لجمع المعلومات التي تؤدي الى إعادة تنظيم وتوزيع العمل اليدوي وتبسيط الإجراءات والتحقق من أنها تعمل بكفاءة قبل ميكنتها.
نقترح التركيز على الإجراءات التي تلامس احتياجات الناس حتى نضمن تفاعلهم في المراحل المستقبلة من المشروع.
نقترح التركيز على تنفيذ عمليات التحول بأسلوب مشاركة المستفيدين وإزالة أي نوع من التوجس والخوف ومقاومة التغير المصاحب لمثل هذا المشاريع.
عد الاكتفاء بالمراسلات البريدية العادية او التعاميم الورقية او رسائل الفاكس للتواصل بين المسئولين وفرق العمل، بل نقترح أن يكون التواصل المباشر بين أعضاء الفريق وكافة المسئولين لضمان التفاعل والمشاركة.
نقترح تنفيذ العديد من برامج التدريب والتوعية بأهمية التحول.
ولضمان تجانس العمل في كافة الفرق نقترح وضع «دليل عمليات التحول» ويحتوي على الخطوات الواجب اتباعها في كل خطوة من خطوات المشروع.
ثانياً: القيادات الإدارية:
لتحقيق عملية التحول بكفاءة عالية من الضروري توفر القيادات الإدارية على كافة المستويات على أن يتوفر في تلك القيادات المهارات الإدارية المطلوبة في مثل هذا المشاريع إضافة الى الفهم التام للتقنية المزمع تطبيقها. ويجب التأكيد هنا على حسن اختيار القيادة الإدارية الموكل إليها عملية التحول ويجب أن تتمتع ببعض صفات القيادة من حيث القدرة على إقناع المسئولين بضرورة الالتزام بما يحتاج إليه المشروع من موارد مادية وبشرية. اضافة الى مهارات في الاتصال لأن العمل يتطلب الكثير من التنسيق بين أعضاء المشروع من مختلف الجهات الحكومية متباينة الأهداف.
ضرورة أن يكون للجنة العليا المشكلة او الجهة الاستشارية لعملية التحول مكتب يمكن الوصول إليه والتواصل معه من قبل فرق العمل المشكلة.
يتولى المكتب الاستشاري او اللجنة العليا التواصل مع المسئولين واطلاعهم على سير عمل المشروع والمراحل التي أنجزت والمراحل المزمع إنجازها.
يتولى المكتب الاستشاري او اللجنة العليا إجراء أي تغير في الخطط او الموازنة تتطلبه مراحل المشروع.
ثالثاً: الميزانيات المطلوبة:
من المعروف مشاريع التحول الى الحكومة تتطلب الكثير من الأموال وهذا بناء على تجارب الدول التي سبقتنا.
من هنا نقترح حين البدء في عمليات التحول أن تتم عملية وضع الاولويات او تطبيق الحكومة الالكترونية على مراحل وفقا للميزانيات. حيث إن الهدف من هذا المشروع كما سبق القول عدة مرات هو زيادة الشفافية وتحسين الخدمات في الأجهزة الحكومية وحفظ التكاليف ومحاربة الفساد الإداري فإن رصد الميزانيات يكون له مبرر، مع ضرورة توفر المعايير لعمليات تحديد التكاليف والإنفاق.
نقترح أن تكون الأهداف محددة وبشكل دقيق لكل مرحلة من مراحل المشروع.
نقترح ضرورة الاستفادة من الامكانات المتوفرة حالياً لدى الكثير من الأجهزة الحكومية في مجال الحاسب الآلي وشبكاته وتطبيقاته.
نقترح ان تحدد النفقات المطلوبة على المدى القصير والطويل وان تحدد الإيرادات المتوقع تحصيلها حين تطبيق الحكومة الالكترونية.
نقترح ضرورة توفير مكتب يتولى الإشراف والمراقبة على تحديد الميزانيات والنفقات.
نقترح ضرورة البحث عن البدائل التقنية المتاحة على المستوى العالمي وعدم الاقتصار على ما هو متوفر في السوق المحلي.
رابعاً: التنسيق والتعاون:
كما هو معلوم أن مشروع التحول الى الحكومة الالكترونية يجب أن يشمل كافة الأجهزة، فإنه من الضروري توفر مستوي عالٍ من التنسيق والتعاون بين تلك الأجهزة والمشاركة الفاعلة للقطاع الخاص وصولا الى الجودة والكفاءة المنشودتين. وحيث إن القطاع الخاص عادة ما يمتلك الكثير من الخبرات التقنية فإنه من الأفضل الاستفادة منها في كافة مراحل المشروع.
في مرحلة التخطيط نقترح تشكيل فرق عمل استشاري من القطاعين العام والخاص يحدد الأهداف المنشودة والفرص المتوقعة.
نقترح ضرورة المشاركة الفاعلة من قبل مستشاري القطاع الخاص وذلك بالاستماع الى مقترحاتهم والأخذ بآرائهم المفيدة بعد دراستها في مراحل المشروع الأولى.
نقترح ضرورة أن يقوم القطاع الخاص بدور فاعل في عملية التحول.
نقترح ضرورة التأكيد على التعاون والتكامل بين كافة الأجهزة الحكومية.
نقترح ضرورة مشاركة الشخصيات الاجتماعية البارزة في المجتمع حتى وان كانت لا تعمل في أجهزة الدولة وذلك حتى تضمن المشاركة الجماهيرية الواسعة.
نقترح توفر القدر الكافي من الصبر والقدرة على حل النزاعات والاختلافات لدى قادة فرق العمل لأن العمل في مشروع التحول سوف يشمل الكثير من العناصرالمتباينة ثقافيا.
في اللقاء القادم «تحديات مراحل التصميم للحكومة الالكترونية»، إن شاء الله.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 