الكثير من التقنيات الحديثة بدأت وانتهت بدون أن تحدث أثرًا في العالم من حولنا، والكثير منها صاحبه دعاية إعلامية وتسويقية كبيرة لنشر تلك التقنية، ولكن ما يثبت في النهاية هو التقنيات الجيدة التي تنفع الإنسان، مثل التجارة الإليكترونية والبريد الإليكتروني وبرامج الحاسوب الجيدة وغيرها.
واليوم نشهد تقنية جديدة هي ما يطلق عليه الويب 2.0 أو الجيل الثاني من الشبكة العنكبوتية هذه التقنية الجديدة التي تربط بين أكثر من مستخدم من خلال شبكة من المواقع، سواء كانت تلك المواقع شبكات تعارف اجتماعية أو مواقع يقوم المستخدمون بتحريرها بأنفسهم، التي تسهل التعاون وتبادل الملفات والمعلومات ما بين المستخدمين.
وفي الأشهر القليلة الماضية صرح الكثيرون من خبراء ومحللي التقنية أن جرس الإنذار بدأ يدق ويحذر من أننا سوف نشهد انفجار فقاعة تقنية جديدة، وفي هذه المرة هي فقاعة الويب 2.0، التي صاحب بداية تشكلها دعاية كبيرة تبشرنا بأنها سوف تكون مستقبل الشبكة العنكبوتية، بشقيها التقني والاجتماعي, وربما يختلف البعض أو يتفق، ولكن يجب أن نتحلى بالحذر تجاه أية ظواهر تقنية جديدة.
فالدعاية والتسويق هما جناحان متلازمان للتقنيات الجديدة، أحيانًا تكون تقنية حقيقية، وأحيانًا تكون فقاعة يحملها هذان الجناحان، وحديثنا هنا عن الفقاعة التقنية وكيفية تشكلها، ففي البداية تتشكل تلك الفقاعة على يد المخترعين، وهم مبتكرون لديهم أفكار تقنية جديدة وأولئك المخترعون هم عباقرة من الناحية التقنية، ولكنهم فقراء من الناحية التسويقية، لذا تدخل التقنية في المرحلة التالية، وهي مرحلة الترويج والبيع لتقوم شركات التسويق بالنفخ في تلك الفقاعة حتى تصل إلى نهايتها، وفي هذه المرحلة إذا كانت التقنية غير حقيقية فمن المتوقع أن تنفجر في الهواء دون أي أثر لها.
وإذا كانت التقنية حقيقية فتتنباها الشركات الكبرى وتروج لها، مثل شركات مايكروسوفت أو جوجل أو أمازون أو غيرها، أما إذا كانت التقنية غير حقيقية وغير مفيدة للمستخدمين فإنها تنفجر بفعل هذا الهواء الساخن الذي ينفخه المروجون والمسوقون، وتأخذ معها الكثير من الشركات الوهمية إلى الأسفل، حيث يتلاشون جميعًا في الهواء، وهي في الحقيقة ليست تجربة سيئة في كل الأحوال، فهي تؤدي إلى تطهير السوق من الشركات والأفكار غير المناسبة.
جيم رابوزا عن مجلة ( أي ويك)