| هل تؤدي الحكومة الإلكترونية حقاً إلى تفاقم الفجوة الرقمية؟
|
* إعداد طارق راشد:
البحث الذي أجري على أثر نظم القبول في المدارس عبر الإنترنت يحذر مضمونه من أن هناك خطراً يتمثل في احتمال أن يقتصر استخدام هذه الخدمة على الآباء الذين لديهم بالفعل دراية حول كيفية استخدام الإنترنت.
بالإضافة إلى هذا، فإنه يوجد بحث منفصل يشير إلى أن الآباء الذين يفتقرون إلى مهارات استخدام الإنترنت قد يضرون بمستقبل أولادهم التعليمي والوظيفي، وبوسعك الآن أن تري مستقبلاً مظلماً ينتظر شريحة كبيرة من الناس.
إن آخر شيء نحتاج إليه هو المجتمع ذو الطبقتين الذي يستطيع فيه ذوو المعرفة الرقمية الاستئثار بكافة الخدمات المتميزة، بينما نجد أن غيرهم ممن يفتقرون إلى هذه المعرفة تفوتهم هذه الخدمات، بل وتفوت أولادهم أيضاً. وفي حين أن عدد الأسر المتصلة بالإنترنت في زيادة مستمرة، إلا أنه سوف يكون هناك دائماً أقلية لا بأس بها لن تلحق بهذا الركب. وسوف تضم هذه الأقلية عدداً كبيراً من نفس الأشخاص الذين يحتاجون إلى التفاعل مع الحكومة، ألا وهم الفقراء والمسنون. هذا هو بالضبط ما يجعل الخدمات الإلكترونية مجرد جزء واحد من صورة كبيرة، وينبغي أن يكمل هذا الجزء لا أن يحل محل القنوات القائمة.
إن الخدمات الإلكترونية لديها القدرة على خلق قنوات اتصال جديدة مع الجمهور وتخفيض الكثير من التكاليف غير الضرورية من خلال توحيد مراكز المعلومات وتخفيض تكلفة المعاملات. ولكن ليست كل التكاليف غير ضرورية، كما أنه لا يمكن أن تكون الإنترنت هي المدخل الوحيد للحصول على الخدمات.
إن الحكومة الإلكترونية ينبغي أن توفر أموالاً لإعادة استثمارها في محاولات أفضل للوصول إلى هؤلاء الناس الذين لا تستطيع الإنترنت الوصول إليهم. ويمكن بذل مزيد من الجهود لتوفير التدريب أو حواسب شخصية منخفضة التكلفة للأشخاص الذين يفتقرون إلى الخبرة في التعامل مع الإنترنت على سبيل المثال، ومن ثم يتم تضييق الفجوة الرقمية.
وينبغي ألا يتم استخدام الحكومة الإلكترونية كعذر يساق لتقليص الأشكال الأخرى من وسائل تقديم الخدمات. وفي النهاية فإن مجرد توريد المعاشات الحكومية إلى حسابات البنوك لا يعني أننا نستطيع العيش بدون مكتب البريد الفرعي الموجود في القرية الصغيرة، الذي يمكنه أن يتيح للمسنين واحدة من فرص قليلة للاتصال بالعالم الخارجي.
إن التقنية إذا ما تم استخدامها استخداما حسناً بوسعها أن تساعد في الاحتواء الاجتماعي، ولكن إذا ما تم استخدامها دون تفكير، فإن بمقدورها أن تؤدي إلى تفاقم الأمور.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 