الشبكة الهجومية وتقنية العين الخامسة
|
* إعداد - أميمة كامل:
لم يمض وقت طويل على المجتمع الأمريكي عندما كان يقوم بالتجمع في قاعة المدينة الإلكترونية التي قامت بتوفيرها ثلاث شبكات إذاعية وهي CBS, NBC, ABC بهدف مطالعة الأخبار، حتى انتقل الى مرحلة أخرى جديدة.
ولمدة أربعة عقود، ركزت النشرات الإخبارية المسائية على المناقشات المحلية، وهو الأمر الذي يعتبر نقطة تحول لا تمحى من الذاكرة ولكن أحداً لم يعد يقوم بذلك.
في البداية، ظهرت شبكة CNN الإخبارية في عام 1980م. وتبع ذلك عدد من القنوات الإخبارية الأخرى التي تعمل على مدار الساعات الأربع والعشرين. أما الآن فنحن في خضم عصر الإنترنت، حيث يتم نشر الآراء والأخبار على مدار الساعة تقريباً.
وقد تفتت الجمهور الأمريكي بشكل لم يسبق له مثيل، فالشبكة العنكبوتية باتت تؤثر على تماسك المجتمع الأمريكي، وهذا هو الحال أيضاً في كثير من دول العالم التي غمرتها التكنولوجيا بأمواجها العاتية، إلا أن التغيير الأكثر أهمية يتسم بظهور ما يطلق عليه bloggers ( أو المذكرات اليومية على الشبكة).
وقد كان ذلك ملحوظا بشكل أقل في عام 1999 أثناء حرب كوسوفو، عندما قام موقع على شبكة الإنترنت تم تنظيمه بواسطة تقارير الحرب والسلام بجذب التعليقات من المواطنين العاديين.
وقد بدأت إحدى تلك القصص كالتالي.. رجال مسلحون يرتدون الأقنعة السوداء وخوذات الشرطة الزرقاء يقولون (عليكم المغادرة). وقد كان ذلك أول إشارة للتصفية العرقية في بريستينا، وربما أكثر الأمثلة المثيرة للحرية الجديدة لتجنب المراقبين.
ومن ذلك الحين، انتشرت فكرة ال blogs من 50 في عام 1999 الى ما يقرب 10 ملايين اليوم، في الولايات المتحدة وحدها، مع 100.000 جديدة يتم طرحها كل يوم.
ومن أكثر أنواع blogs انتشاراً هي تلك التي تعرف ب power blogs وهي مواقع لها تأثيرها على الشبكة حيث تستحوذ على أكبر نسبة مشاهدة يومية من بين باقي الصفحات.
وهناك مجموعة أخرى من المذكرات اليومية الإلكترونية (blogs) تسمى بالشبكات الاجتماعية وتتعلق بمواضيع خاصة بالمناطق. وبعد ذلك، هناك كم شائع من blogs الغامضة التي قد تحصل على عدة مرات تصفح يومياً والتي تشتهر أحياناً عندما تقوم الصحافة الرسمية بإلقاء الضوء عليها.
في ضوء حقيقة أن موزعي blogs مثل شركة Google، لديهم حماية فريدة من المسئولية القانونية ضد ما ينشر، فإن القائمين على هذه المذكرات يلجئون غالبا إلى نشر أخبار في تعليقاتهم عن السياسة والحياة مع التكرار بدون التأكد من حقيقتها.
ولنأخذ مثالاً على ذلك فكرة أن اليهود هم الذين خططوا لهجمات 11 سبتمبر في أمريكا. حيث إن هذه الفكرة كانت في البداية عبارة عن blog ليس إلا. فعصر الصحافة الجديدة يتحدى (النموذج الأمين) للصحافة، حيث عمل المهنيون الصحفيون كحراس بوابات وقاموا بمنع ما هو تشهيري وكاذب.
واليوم، هناك قطاع كبير من الجمهور يعتقد أن الوسائل الإعلامية الجديدة تقوم بإضافة النكهة على تقاريرها بحيث لا تقول لنا الكثير عن العالم الحقيقي ولكن كيف تعتقد الوسائل الإعلامية ان يكون. ولذلك ليس هناك عجب ان 44% من الجمهور الآن يقولون إنهم يثقون بشدة أو بشكل معتدل في دقة الوسائل الإعلامية.
ومع ذلك قامت blogs على الرغم من تفتيت الجمهور الإعلامي ونشر العديد من الأخبار الخاطئة مقارنة بالوسائل الإعلامية الرسمية، قامت بتحويل الصحافة إلى ديموقراطية من خلال منح المواطنين حرية ولوج يومية وفورية إلى الآراء المختلفة، وأحيانا الى ممولي المعرفة، فمثلاً موضوع القيام باستخراج النفط في منطقة الحياة البرية القومية في آلاسكا.
تقوم المواقع على الشبكة الآن بتزويد المستندات ذات الصلة والبيانات من المؤسسات الحكومية ومن الشركات والمؤسسات البيئية مع المعلومات التي تتعلق بالتكلفة والفوائد والمخاطر التي يقدمها المختصون.
ويقوم المواطنون من الاسكا بالمشاركة بتجربتهم مع استخراج النفط في النصف الشمالي وآمالهم ومخاوفهم فيما يتعلق باقتصاد وبيئة الدولة، والنتيجة هي جمهور قادر بشكل افضل على الاختيار من بين الأهداف المرغوبة وتقييم سلسلة عريضة من خيارات السياسة، ويظهر bloggers كطريقة رئيسية في مجالات أخرى مثل التقارير الخاصة بالعراق.
وهناك ما يطلق عليه Baghdad Blogger، salam pax التي تنشر يوميات على الإنترنت تتعلق بالحياة في العراق أثناء الحرب وقد نجحت هذه اليوميات في جذب عدد ضخم من المتابعين لها.
في النهاية، إذا كنا نطلق على الصحافة المطبوعة لقب السلطة الرابعة فإنه يمكننا اليوم أن نسمي تلك المذكرات اليومية أو blogs العين الخامسة، فلقد بدت مؤشراً للتوجهات ليس فقط في الولايات المتحدة ولكن في العالم أجمع. والآن، يتعين علينا أن نتعلم كيف نستفيد من التدفق الذي يفوق الخيال للحقائق والآراء.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|