جدة - هيفاء القريشي
حظي المعرض الدولي كومتيل الثاني والعشرون للكمبيوتر والإنترنت والاتصالات، الذي أقيم بمركز جدة للمعارض الاثنين الماضي، واستمر حتى يوم الجمعة 6 من ذي القعدة، بمشاركة فعّالة من السيدات السعوديات من مختلف الفئات العمرية والعملية من الطالبات والموظفات والمتطلّعات على كل جديد، وقد عبّرن عن شدة إعجابهن للمعرض ومحتوياته حيث كنّ يفضِّلن مساحة دعائية أكبر لمعرض اقتصادي عالمي مثل كومتيل في التلفزيون ووسائل الإعلام، حيث إن كل الإعلانات الدعائية للمعرض كانت محدودة ببعض الصحف وإعلانات الطرق التي علمت منها أكثر زائراته عن موعد المعرض .
وتحدثت سوزان الرفاعي - خريجة قسم (كمبيوتر ساينس) من جامعة الملك عبد العزيز بجدة - عن الأسباب التي دفعتها لزيارة المعرض ورغبتها الأولى في الاطلاع على الجديد في عالم التقنية والمعلومات وتكوين آرائها واتجاهاتها حول الدراسة والتدريب في هذا المجال، ومعرفة أهم العروض التي تقدمها الشركات المتنافسة في المنتجات والبرامج المعلوماتية والتدريبية، لتحدد بعد ذلك مستقبلها العملي وتخطط على أساس دراسة جدوى لمشاريعها القادمة في مجال الحاسب الآلي، وتعمل على كل ما يطور إنتاجيتها من مواصلة الدراسة والتدريب على البرامج الحديثة للكمبيوتر. وأضافت الرفاعي أنها وجدت ضالتها في المعرض كما توقعت الجديد من البرامج والمنتجات التقنية المختلفة التي تقدمها أغلب الشركات العالمية، وقد وجدتها في معرض كومتيل في المملكة وفي مدينة جدة بالتحديد، وهو حدث أكثر من رائع.
جودة التنظيم
وأكدت السيدة أسماء شبانة - معلمة اللغة الإنجليزية للمرحلة المتوسطة - على جودة التنظيم في المعرض وتميُّزه بالتنوع على جميع الأصعدة من الإنتاجية والشركات المشاركة، حتى على مستوى الحضور حيث لاحظت وجود سيدات من جنسيات مختلفة وطالبات وطلاب من المراحل التعليمية المبكرة والابتدائية مما يدل على مدى التقدم العلمي والتكنولوجي الذي وصلت إليه المملكة ومدى الوعي الاجتماعي للأُسر السعودية ومعرفتها بأهمية البرامج التقنية المتخصصة في التربية والتعليم. وقالت الأستاذة أسماء: (الجديد الذي لفت انتباهي الكمبيوتر الكفي ونظام الاتصال اللاسلكي بالانترنت وأحدث ما سيعرض منه في الأسواق). وطالبت شبانة الجهات المسئولة ووزارة التربية والتعليم بتطوير الأسس التعليمية وتوفير معامل اللغة الإنجليزية في جميع المدارس، وتجهيز كافة الفصول بأجهزة الكمبيوتر، مما يسهل عملية التعلم للطلاب في جميع المواد الدراسية ويقدمه بأفضل الوسائل كما يحرص ويتمنى كل معلم.
أماكن للنساء
وذكرت السيدة نفين السيد - مسئولة الحاسب الآلي بمدرسة دوحة الجزيرة -، أن الإعلان عن معرض بهذا الحجم الاقتصادي والتقني، يجب أن يتم بشكل أكبر في حملات إعلامية في المدارس وأماكن تجمُّع السيدات والمراكز التدريبية النسائية والجمعيات الخيرية كي يتم تنظيم رحلات للطالبات ولأعضاء التدريس والمنتسبات لهذه الجهات حتى تعم الفائدة أكثر لكافة شرائح المجتمع، ويكون هناك تخصيص أماكن وأوقات محددة للنساء لإعطاء فرصة أفضل لهن ليتعرفن على خدمات المعرض دون إحراج من الرجال، خاصة وأن المعرض لاقى إقبالاً كبيراً من السيدات والفتيات المهتمات بالاتصالات، لأنه أصبح اليوم مجالاً أساسياً لعمل المرأة السعودية. وتؤكد الأستاذة أمل سليمان - مدربة كمبيوتر في الأكاديمية النموذجية للتدريب الدولي - على أهمية تخصيص أيام معينة للسيدات، خاصة وأن المعرض يضم خمسة أيام كان من المفترض أن يحدد للنساء نصيباً منها لتتمكن من الوصول إلى ما تحتاج إليه من خدمات المعرض والاستفادة منها أكثر في جو من الخصوصية واليسر، كما تقترح تكثيف الحملات الدعائية في السنوات القادمة للمعرض، لأن ذلك يثري فعاليات المعرض وهو ما يبحث عنه الجميع في العصر الحالي. وتلاحظ أمل أن المعرض يتميز بالتنوع لهذا العام أكثر من الأعوام السابقة وتقلّصت فيه البرامج والعروض التعليمية والتجريبية مع الجمهور والتي كانت تثير الاهتمام أكثر بالبرامج التعليمية.
وأضافت السيدة حنين ياسين الجفري - طالبة قسم التربية الفنية في جامعة أم القرى بمكة المكرمة -، أنها عرفت عن افتتاح المعرض من خلال اللوحات الإعلانية الموجودة خارج مقر التنظيم لأنها هي وزوجها من المهتمين بحضور المعارض المختلفة التي تنظمها شركة الحارثي للمعارض بجدة، لما فيها من النفع والفائدة لجميع أفراد المجتمع. وقالت حنين: أحب المشاركة في هذه المعارض العالمية وخاصة معرض كومتيل الذي يركز على النواحي التقنية وأجهزة الكمبيوتر وبرامج التدريب والتصميم على الحاسب الآلي، لربط ميولي الفنية بوسائل التقنية الحديثة، وتنفيذ تصميمات فنية على برامج الكمبيوتر فهو يحقق لي طموحاتي وأعمالي الفنية بصورة وخدمات تقنية رائعة أستفيد منها في دراستي وتطبيقاتي العملية للجامعة. وذكر فيصل السراج خريج جامعة الملك عبد العزيز من قسم الأحياء الدقيقة وزوج السيدة حنين الجفري الذي يشجعها دائماً على الحضور والمشاركة في معارض الكمبيوتر والانترنت لحرصه هو واهتمامه على الاطلاع على ما هو جديد من منتجات عالم الاتصالات والحاسب الآلي ومدى التطور الذي وصلت إليه الدول الغربية في هذا المجال، ويقول: (إن سر اهتمامي بعلوم الكمبيوتر هواية نشأت معي منذ الصغر وأعمل على تنميتها دائماً بالمعلومات والبرامج الجديدة وبكل ما يساهم على توجيه هذه الهواية في تطوير مجال عملي). ومن خلال حضور السيد سراج لهذا المعرض لسنوات متتالية يقول: (يلاحظ على المعرض هذا العام سرعة التنفيذ والتغيير المستمر في أماكن العرض والديكور والتصاميم والإضاءة، حتى أخشاب المسرح يشملها التغيير مما يشعر الزائر أنه يدخل المعرض لأول مرة، وهذه ميزة جيدة تحسب لصالح المنظمين ويشكرون عليها، وأهم ما يميز المعرض كذلك التكنولوجيا الجديدة التي تنتج كل سنة، وكل إضافة جديدة تعرض في المعرض قبل عرضها في الأسواق مما يجعل العرض مشوقاً أكثر)، وينصح الشباب والطلاب والمختصين بمتابعة أوقات تنظيم المعارض التقنية المختصة وحضورها لتطوير أبحاثهم العلمية ومواكبة التقدم العلمي والتكنولوجي العالمي، وتنمية الجوانب الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع السعودي.
ويؤكد ثامر باكرمان - مسئول العلاقات العامة والإعلام بشركة الحارثي للمعارض -، أن المعرض سبقته حملة دعائية مكثفة كان لها الدور الرئيسي في مشاركة أكثر من 60 شركة على مدار اثنين وعشرين عاماً، وهي من أكبر الشركات المتخصصة في مجال الاتصالات والكمبيوتر. كما يؤكد تأثير الحملة الإعلامية للمعرض، الإقبال الشديد من كافة أفراد المجتمع ومن مختلف القطاعات الاجتماعية في مدينة جدة وخارجها من مختلف مناطق المملكة. ويضيف باكرمان أن المعرض يفتح أبوابه للجميع رجالاً ونساء، وتوجد فترات صباحية ومسائية على مدار 5 أيام لتخفيف الازدحام، وتمكين جميع الزائرين والزائرات من الاستفادة من خدمات المعرض في جو مناسب من التنظيم والسهولة، وإن لم يكن بتخصيص أيام معينة للسيدات، لأن المعرض في المقام الأول يستهدف رجال الأعمال والجمهور عموما بما فيه القطاع النسائي.