مراقبة الأبناء تقنياً
ما بين رضا الآباء وامتعاض الأبناء
|
يبدو أن الأسر الأمريكية قد بدأت فعلياً بقبول فكرة مراقبة أبنائها تقنياً عبر التقنيات والأجهزة ذات الكفاءة العالية والتي تحدد للآباء الأماكن التي يرتادها الأبناء، وكذلك أين يأكلون وتحديد السرعة التي يقودون بها السيارة كل هذا موجود في تقنية جديدة ستطلقها شركات الاتصال الأمريكية لمن يطلبها.
وهذه التقنية الجديدة تحدد بكل دقة موقع الشخص والسرعة التي يسير بها بشكل شبه تام، حيث يقول شميدت وهو أب لأربعة أبناء ابنان وابنتان إن هذه التقنية تريحني كثيراً، فهي توفّر لي كل ما أريده تقريباً من معلومات حول الأماكن التي يوجد بها أبنائي وما إذا كانوا يحضرون الحصص المدرسية وعدم تغيبهم عنها وكذلك معرفة مكانهم إذا ما تعرضوا لخطر ما.
وفيما أبدى شميدت رضاه التام عن هذه الخدمة فإن ابنه نوا لم يبد الرضا، حيث يقول (إن مسألة الرقابة الإلكترونية هذه مزعجة كثيراً لنا نحن الأبناء فهي تكبت حرياتنا وتمنح الآباء فرصة أكبر للتحكم وهذا خطأ ويؤثر على مسألة النمو والاعتماد على الذات). وفيما تذمر نوا على هذه التقنية إلا أن ابنتأ شميدت وهما طالبتان جامعيتان في سنتهما الأولى قد أبدتا رضاهما عن هذه التقنية، حيث تقولان (تمنحنا هذه التقنية شعوراً أكبر من الأمان والثقة بأن أسرنا تعلم بمكان وجودنا في حال تعرضنا لخطر ما).
وهذه التقنية والتي تدعى إحداها ويري فون (Wherifone) وهو جهاز صغير عبارة عن شريحة تزرع بالجوال ومتصلة بحلقة شاملة ومتصلة بنظام التحديد العالمي الذي يعتمد على الأقمار الصناعية في تحديد الشرائح، كما توجد شركة (Teen Arrive Alive) التي تقدم خدمتها في كل دول العالم ومن ضمنها بعض دول الخليج العربي، حيث تقدم خدمة مشابهة لهذه الخدمة ولكن بتقنية أقل في الكفاءة.
وتدرس بعض الشركات الآن إمكانية دعم هذا النظام بإمكانية السماح للآباء بدفع الوجبات المدرسية لأطفالهم آلياً ومعرفة ماذا يأكلون ويطلبون برسائل قصيرة تصل لجوالاتهم الخاصة.
وتقوم الشركات بإيصال المعلومات المتعلقة بأبنائهم في أوقات متزامنة عبر رسائل قصيرة أو عن طريق رسائل بريدية على بريدهم الإلكتروني عبر الشبكة.
والجهات الأمنية الحكومية تشجع الشركات على التقدم في مجال تتبع الأطفال القصّر عبر التكنولوجيا، حيث يقول الخبراء الأمنيون إن هذه التقنية ستساعد كثيراً في التحقيقات الأمنية لإخفاء الأطفال والتي باتت منتشرة بشكل كبير في الآونة الأخيرة.
ومع تأييد الآباء والمسئولين الأمنيين فقد واجهت اعتراضاً كبيراً من قبل بعض الأطباء النفسيين الذين أكَّدوا أن هذه التقنية من الممكن أن تؤدي إلى زعزعة الثقة في نفوس الأطفال وحرمانهم من تكوين شخصيات قوية لهم في المستقبل، ولكن يبدو أن التقنية هي المنتصرة كما جرت العادة، فخوف الآباء يغلب على حرصهم في اقتناء مثل هذه التقنيات التي تسهل عليهم تتبع فلذات أكبادهم أينما كانوا.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 