التكنولوجيا الحيوية.. صناعة ألمانية من أجل المستقبل
|
تأتي صناعة التكنولوجيا الحيوية ضمن مجموعة من الصناعات الألمانية التي تمتع بمستقبل مبشر. وتتمركز هذه الصناعة في مارتنسرايد بالقرب من مدينة ميونيخ ومنطقة هايدلبرج وبرلين.
والحقيقة أن صناعة التكنولوجيا الحيوية في ألمانيا تعد (شابة) مقارنة بباقي دول العالم. فبعد التحول الذي شهده مسرح الاقتصاد العالمي وظهور ما يعرف باسم الاقتصاد الجديد الذي يعتمد على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تسعينيات القرن العشرين وضعت الشركات الألمانية وراء ظهرها سنوات من الانكماش وارتفاع الخسائر وتسريح العمال. ولكن المحللين يتوقعون الآن عودة الروح إلى الشركات الألمانية وزيادة الأرباح والإيرادات.
لا يشعر كلاوس كوسنيرتس جلاتس من مؤسسة برايس ووترهاوس كوبرز بأي شك في الازدهار الذي ينتظر صناعة التكنولوجيا الحيوية الألمانية. ويقول إنها ستتفوق على أداء السوق الألمانية ككل. تقول يوليا شولر خبيرة اقتصاديات التكنولوجيا الحيوية في مؤسسة إرنست أند يونج للاستشارات إن شركات التكنولوجيا الحيوية الألمانية حققت العام الماضي ثالث أفضل نتائج لها منذ الطفرة الاقتصادية عام 2000م.
وقد أثارت صناعة التكنولوجيا الحيوية خيال المستثمرين عندما حققت تقدماً كبيراً في توفير أدوية للأمراض الخطيرة مثل السرطان. وقد أصبحت نتائج الأبحاث العلمية التي تجري على هذه الأدوية تقرر مصير الشركات. فهذه الأبحاث ونتائجها باتت تتحكم كثيراً في أسعار أسهم هذه الشركات في البورصة.
وتقول شولر إن العام الحالي ينطوي على أهمية كبيرة بالنسبة إلى عدد من الشركات العاملة في مجال التكنولوجيا الحيوية التي قد تطرح أدوية جديدة في السوق.
وأضافت أن عامي 2007 و2008 قد يشهدان طرح دواءين جديدين للسرطان من شركة جي. بي. سي بيوتك وشركة ميدي جين الألمانيتين.
يذكر أن ميدي جين وهي شركة مسجلة في البورصة وتوجد في منطقة مارتينزريد بالقرب من مدينة ميونيخ مثل شركة جي. بي. سي هي الشركة الألمانية الوحيدة التي تسوق عقاراً للسرطان وهو إيلجارد.
والحقيقة إن إجراء التجارب على أي عقار جديد عملية مكلفة للغاية تصل كلفتها إلى مئات الملايين من الدولارات. وتلجأ شركات التكنولوجيا الحيوية إلى طرح أسهمها في البورصة للحصول على الأموال اللازمة لتمويل هذه التجارب في أوقات ازدهار أسواق المال أو إلى المستثمرين الذين لديهم سيولة نقدية فائضة في غير تلك الأوقات كما هو الحال الآن.
وكان ديتمار هوب مؤسس شركة البرمجيات الألمانية العملاقة إس. إيه. بي قد استثمر 26.2 مليون يورو (32.7 مليون دولار) في شركة جي. بي. سي بيوتك.
ويقول بيرند زايتسنجر رئيس جي. بي. سي إن مثل هذه الاستثمارات توفر للشركة المرونة المالية التي تحتاج إليها حتى تتمكن من طرح عقار ساترابلاتين لعلاج السرطان عام 2007م.
وكانت منطقة مارتنزريد بولاية بافاريا الألمانية قد أصبحت خلال السنوات العشر الماضية من أهم 10 مراكز للتكنولوجيا الحيوية في أوروبا. ويبلغ عدد العاملين في شركات التكنولوجيا الحيوية بهذه المنطقة الآن أكثر من 10 آلاف عامل.
كما أصبحت منطقة هايدلبرج بولاية بادن فورتمبرج من أسرع مراكز التكنولوجيا الحيوية نمواً وفقاً لبيانات مؤسسة إرنست أند يونج عن صناعة التكنولوجيا الحيوية في ألمانيا.
وأشار تقرير إرنست أند يونج إلى وجود 26 شركة تعمل في مجال التكنولوجيا الحيوية بمنطقتي هايدلبرج ومانهايم بألمانيا. ومع تزايد الاهتمام بقطاع التكنولوجيا الحيوية وجدت شركات القطاع الفرصة مناسبة لطرح أسهمها في البورصة، وهو ما حدث العام الماضي عندما طرحت ثلاث شركات أسهمها وحققت نتائج جيدة.
وفي كل الأحوال يمكن القول إن صناعة التكنولوجيا الحيوية الألمانية هي صناعة المستقبل. فهي تراهن عليه والمستقبل الاقتصادي لألمانيا ربما يراهن عليها.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|