يعد أفضل صديق للصحفيين بصفة خاصة موقع جوجل يعرض أسهمه للبيع!
|
* إعداد: محمد الزواوي
في الأشهر القليلة القادمة من المتوقع أن تعرض شركة Google للبحث على الإنترنت أسهمها للبيع للجمهور، وذلك بإطلاقها أول دفعة مبدئية من أسهم الشركة.
ويتساءل المحللون ما إذا ما كانت حالة الانتعاشة الحالية في أسهم شركات التقنية والتمويل في مجال التقنية سوف تستمر، أم أن ذلك ليس إلا (فقاعة) تكنولوجية أخرى مثل تلك التي انفجرت بصوت مدو في مارس 2000 عندما هبطت أسعار أسهم شركات التقنية؟ وسوف يتحدد ذلك بناء على مدى نجاح شركة جوجل في عملية بيع أسهمها.
ويشير المحللون إلى أن تلك الانتعاشة تبدو حقيقية للغاية حتى الآن، فعلى مدى أكثر من عام ارتفعت أسعار العديد من أسهم شركات التقنية، وفي بعض الحالات تضاعفت، مما حقق أرباحاً كثيرة للشركات ومثل تمويلاً كبيراً لقطاع التقنية، وبخاصة التقنيات المعتمدة على شبكة الإنترنت.
طبقاً لمؤسسة مورننج ستار فإن شركة (إنترنت فاند) على سبيل المثال قد جنت أرباحاً تبلغ أكثر من 41% في عام 2003، أما شركة جاكوبس إنترنت فقد تقدمت أرباحها أكثر من 100% العام الماضي بعد خسارتها أكثر من 79% و54% من قيمة أسهمها في عامي 2000 و2001م على الترتيب.
ولكن يقول الخبراء: إن الأرباح جاءت في تلك الشركات بسبب أن أسهمها قد ارتفعت من مستويات متدنية للغاية.
يقول ريتشارد بيترسون المحلل في مؤسسة طومسون فاينانشيال: العديد من الشركات هبطت بمقدار دولار أو دولارين للسهم الواحد بعد انتكاسة مارس 2000، وبعد ذلك بعامين كانت شركة لوسنت تبيع سهمها لأقل من دولار للسهم الواحد، والآن تبيع سهمها بأكثر من 4 دولارات، أما شركة جونيبر نيتوركس وشركات أخرى فكانوا يبيعون أسهمهم بثمن ضئيل للغاية مقارنة بأعلى سعر وصل إليه السهم، فعلى سبيل المثال إذا ما تدنى سهم إحدى الشركات من 200 دولار إلى 5 دولارات، ثم بعد ذلك صعد السهم من 5 إلى 10 دولارات، فهذا يمثل زيادة بمقدار 100% ثانية.
والآن يراقب المستثمرون عرض شركة جوجل عن كثب، بعد التقدم الملحوظ في ارتفاع أسهم شركات التقنية حتى بالرغم من أنه لا يزال في مستويات متدنية .
وقد أوردت التايمز اللندنية الشهر الماضي أن عرض جوجل من الصعب إطلاقه في الربيع القادم، في حين صرحت ساندي ماكفري المتحدثة باسم شركة جوجل أنه (لا شيء قد تغير) في توجه الشركة فيما يتعلق ببيع أسهمها.
ويقول السيد مارك كلي مدير الاستثمار في مؤسسة جون هانوك تكنولوجي: إن عرض شركة جوجل لبيع أسهمها سوف يعيد التركيز ثانية على الإنترنت.
أما بالنسبة للمستثمر العادي، فيقول السيد كلي: إن أشهر شركات التجارة عبر الإنترنت هي Amazon.com، eBay، وشركة Yahoo، ولكن هناك الكثير من المؤسسات الأخرى قد استفادت من النمو السريع للإنترنت، فعلى سبيل المثال هناك شركات الخدمات والاتصالات مثل جونيبر نيتوركس وفاوندري نيتوركس. وبعد تلك الشركات تأتي شركات المعدات، مثل سيسكو سيستمز ونورتيل نيتوركس.
وأخيراً تأتي شركات أمن الكمبيوتر مثل سيمانتك ونيتورك أسوشيت التي استفادت من الحاجة المتزايدة لبرامج مكافحة الفيروسات والبرامج المضادة للبريد المتطفل.
ويشير الخبراء إلى أن أهم الاختلافات بين كل تلك الشركات والشركات الأخرى التي لم تستطع النجاح وتجاوز عقبة فقاعة سوق أسهم شركات التقنية هي أن الشركات التي نجت من تلك الكارثة قد استطاعت أن تجد طرقاً لجني الأموال.
فشركة Amazon.com على سبيل المثال أوردت مؤخراً أول تقويم مالي عن سنة 2003، يقول لورانس يورك رئيس قطاع الاستثمار بشركة IPC للاستشارات والتي تدير مؤسسة (إنترنت فاند) في ولاية كنتاكي: الآن أصبح لدينا شركات بنموذج عمل يستطيع جني الأرباح، كما يقدم خدمات لها قيمة، ويوجد تعاملات مالية، وليس مجرد موقع جميل المنظر يقدم بعض المعلومات.
مؤسسات الخدمات
وبالإضافة إلى شركات مستلزمات الحاسبات والبرمجيات وشركات التجزئة، فإن بعض مؤسسات الخدمات قد وجدت طرقاً لجني الأموال عن طريق الإنترنت.
فعلى سبيل المثال قول السيد يورك: إن موقع IVillage قد أصبح أكبر المواقع في مجال توفير المعلومات والمصادر النسائية، فهم يبيعون مساحات إعلانية عن المنتجات النسائية لجذب النساء إلى الموقع، ثم هناك موقع Double Click الذي يساعد الشركات الأخرى في وضع إعلاناتها على الإنترنت، وهي أقرب ما تكون إلى وكالة إعلانية، فيما عدا أنها وكالة إعلانية على الإنترنت.
ويقول السيد جون روبرتس مدير الاستثمار في شركة دانا انفستمنت في دالاس: إنه قد تم (تطهير) الإنترنت من معظم التوقعات المغالية، ويضيف أن الشركات التي لا تزال موجودة، مثل eBay وYahoo وAmazon، والشركات التي تقدم البنية التحتية وشركات الشبكات قد استطاعت أن تحقق تجارة رائجة في معظم الأحيان ولكن مع ارتفاع أسهم شركات الإنترنت وشركات التكنولوجيا الأخرى بصورة سريعة الآن، فإن بعض المحللين يخشون من أن التقييم المالي لتلك الشركات (وهو أسعار أسهمها مقارنة بأرباحها الحالية أو الفعلية) قد ارتفع بصورة مبالغ فيها.
ويقول السيد روبرتس: إنه بينما أن أسعار أسهم شركات الإنترنت ليست الآن كما كان متوقعاً لها في عامي 98 و99م، إلا أنها قد نمت بصورة كبيرة في بعض الشركات في إشارة إلى موقع Amazon.com ويضيف: أنا معجب للغاية بعملهم، وأنا زبون دائم لمنتجاتهم، ولكن إذا ما نظرت إلى أدائهم العام فيما يتعلق بأسعار أسهمهم في الوقت الحالي، فسوف نجد أنفسنا ننتظر المزيد من الأداء الرائع لتلك الشركة لتبرير أسعار الأسهم.
وحتى إذا ما سار مشروع بيع أسهم شركة جوجل على ما يرام، وقام بدفع أسهم شركات الإنترنت الأخرى، فإن الخبراء يحذرون المستثمرين من أن ينظروا إلى هذا القطاع على أنه استثمار طويل الأمد، وأن يتوقعوا تأرجحاً كبيراً في أسعار الأسهم.
ويقول يورك من مؤسسة IPC للاستشارات: نحن ما زلنا لم نتعمق كثيراً فيما يتعلق بتقارب الهواتف مع النشر الإذاعي والتليفزيوني مع الحاسبات، لذا لا أزال أتوقع أننا أمامنا طريق طويل وأتفهم أن ذلك سوف يكون متغيراً ومتقلباً بصورة كبيرة، وذلك لأنها تكنولوجيا، وهي دائمة التغير.
الصحفيون وموقع جوجل
ولو نظرنا إلى الكتّاب الذين يؤلفون قصصاّ أو سيراً ذاتية، أو مواد عن الموضة أو عروض الكتب أو حتى المواد الإخبارية، فإنهم عادة ما يبحثون عن أي شيء ليثبت شعبية ما يكتبونه بأي وسيلة.
قد يعدون بعض التقارير من أجل العثور على بعض الأبحاث التي تقدم إحصاءات، ولكن في المقابل، فإن الكثيرين منهم مفتونون بالتقنية، مثلهم مثل الكثير من الناس اليوم؛ فما هي الطريقة السهلة والسريعة لقياس شعبية بعض المواد؟ الإجابة هي أن نكتب بعض الكلمات الرئيسية أو العبارات ذات الصلة في محرك بحث موقع (جوجل)، إذا ما كتبت في خانة محرك البحث أي شيء أو اسم أي شخص أو مكان، سوف يرجع لك محرك بحث جوجل أرقاماً دقيقة عن أهمية ذلك الشخص أو المكان أو الشيء، ويمكن لأي مؤلف أن يجلس على كرسيه ويدع محرك البحث يقوم بكل ذلك العمل له، ثم بعد ذلك يختار بعض المواقع وثيقة الصلة بعملية البحث.
وموقع (جوجل) لا ينتج مجرد نتائج جامدة، ولكنه يعد أفضل صديق للصحفيين بصفة خاصة، كما يقدم أفضل المصادر على الإطلاق. ولنأخذ عدد 2 فبراير من جريدة ذي نيويوركر، والتي عرضت مثالين عن قياس شعبية موضوع ما، فقد أوردت الناقدة التليفزيونية نانسي فرانكلين موقع جوجل في مقال (حب لوس أنجيليس)، وقالت: إذا ما بحثت موقع جوجل عن عبارة معينة فسوف تخرج لك حوالي600 ألف نتيجة! أما مايكل سبيكتر زميل نانسي فرانكلين فلم يستطع أن يعارض تلك النتائج، فقد قام هو الآخر بالاعتماد على موقع جوجل في مقاله (المعجزة في زجاجة) عن دواء التخسيس Zantrex، وقام بقياس شعبيته في موقع جوجل، وأخرجت له أكثر من 100 ألف إشارة عن ذلك الدواء.
وبالرغم من أنه أورد في مقاله العديد من الدلائل والإحصاءات عن زيادة استخدام الدواء، إلا أنه خشي من أنه إذا لم يورد اسم محرك بحث في مقاله، فإن القراء المهرة بالإنترنت سوف يظلون غير مقتنعين بدون أن يعضد ذلك بنتائج محرك بحث قوي، خاصة في عصر التكنولوجيا الذي نعيش فيه، والذي أصبحت فيه محركات البحث أقوى دليلاً من الدراسات العلمية.
كما أن من أكبر عشاق موقع جوجل من الصحفيين هم محررو جريدة (لوس أنجيليس تايمز). وقد كتب الصحفي ستيف لوبيز من الجريدة في عدد 18 يناير الماضي: عندما كنت أعد موضوعاً عن مارينا ديل ري، كتبت في محرك البحث (بوذية، طُعم، مارينا ديل ري) ثم ضغطت على زر (إدخال) وجاءت لي نتائج كثيرة عن ذلك الموضوع.
وفي مقال آخر في عدد يناير في المجلة التابعة للجريدة كان هناك تغطية عن الكاتب الرياضي فرانك ديفورد.
تقول جلين بونتينج: إنه كاتب رائع، أما الدليل على ذلك فهو أن محرك بحث جوجل أنتج أكثر من 21000 نتيجة عندما كتبت اسمه في خانة البحث.
ولإثبات شعبية أودري هيبورن التي لا يزال صداها موجوداً بعد عقد من وفاتها، قام أحد كتاب الجريدة بفعل ما يفعله أي صحفي في ذلك العالم الجديد: فقد قام بالبحث عن اسم (أودري هيبورن) ليخرج له 793 موقع إنترنت مخصصة لتلك النجمة العالمية.
وبالطبع فإن الأمر لا يقتصر على جريدتي نيويوركر ولوس أنجيليس تايمز اللتين توظفان صحفيين يستخدمون تقنيات البحث الحديثة في مقالاتهم.
فالصحفية ماري كارول ماكولي من جريدة بلتيمور صن كتبت مؤخراً أن (آلة (الكمان) الموسيقية كانت أكثر الآلات التي استهدفت في إطلاق النكات) وكان دليلها هو عندما تكتب كلمة (نكات الكمان) في محرك بحث جوجل سوف يخرج لك 19700 نتيجة (من منّا لم يسمع نكتة جيدة عن آلة الكمان مؤخراً؟). وقد لاحظت الصحفية لورا ستيب من الواشنطن بوست مؤخراً أن هناك حالة جديدة من (الغضب) تجتاح أمريكا: إنهم يكرهون المغنية بريتني سبيرز. وكيف قامت بتوثيق تلك الهيستريا ضد بريتني؟ لقد كشفت عن طريقتها بفخر في مقدمة مقالها: بحثت في محرك جوجل عن (الذين يكرهون بريتني سبيرز) فأنتجت 9000 نتيجة.
وفي السابق كانت الصحف الكبرى هي في الغالب من يهزم الصحف القومية الصغرى الأخرى في مجال التغطيات الصحفية، ولكن الآن ومع هذه الأداة القوية الجديدة، فإن الصحف الصغيرة هي الأخرى تستطيع إشعال المعارك.
وبالنسبة لأولئك الذين يريدون معرفة أخبار موجة الهوس الجديدة ببناء ساحات تزحلق خلفية في المنازل، أكدت جريدة سبوكسمان ريفيو التي تصدر في واشنطن على أن عبارة (بناء ساحات تزحلق خلفية) أنتجت 5400 نتيجة بحث في موقع جوجل.
هل حاولت ذات مرة أن تتعلم حلب الأبقار؟ تقترح عليك جريدة فلوريدا تالاهاسي أن تبحث عن معلومات عن ذلك في موقع جوجل! وقد كتبت جويل أكينباتش في جريدة واشنطن بوست: إذا ما كانت المعلومات سلطة، إذن فإن جوجل قد ساعد في تغيير العالم، فإذا كان محرك بحث جوجل يعمل، فإذن جوجل يعلم.
وهذه حقيقة؛ فموقع جوجل مفيد وذكي، كما أنه مكان ممتاز للبدء فيه لجمع معلومات أو لاقتراح أفكار لقصة جديدة (أو طريقة ظريفة للتجسس على الأصدقاء أو زوجتك القديمة). ولكنه ليس أداة علمية أو دقيقة لاختبار شعبية موضوع ما، وبياناته يمكن أن تكون خاطئة وغير دقيقة كما يعلم طلاب الدراسات العليا، ليس فقط لأن محرك البحث يخرج لك ساحات حوار وبعض مصطلحات بوب أندروز عن الحضارة الغربية، ولا يوجد شيء منها صحيح، ولكن لأن عدادات النتائج تتقلب أسرع من أرقام استقصاء الرأي في ولاية إيوا الأمريكية، فعلى سبيل المثال إذا ما بحثت في موقع جوجل عن حاكم فيرمونت الأسبق هوارد دين في منتصف يناير تخرج لك مليون و460 ألف نتيجة بالضبط (أوردته النيويورك تايمز)، ولكن شعبية د. دين تقلصت منذ ذلك الحين، ولكن في عملية بحث في 10 فبراير عن نفس الاسم أخرجت أكثر من مليوني نتيجة (وهو رقم أكثر من جون جيري، مما يثبت محدودية محرك جوجل في التنبؤ بالنتائج الأولية).
حالات غريبة
كما أن جوجل أيضاً له نصيبه من الحالات الغريبة؛ وأحدها أنه مرجع نفسه؛ اكتب كلمة (جوجل) وسوف تجد أنه أخرج 43.2 مليون نتيجة كلها تشير إلى نتائج بحث عن نفسه هو؛ بل الأكثر من ذلك، اكتب جملة (فشل ذريع) وسوف تخرج لك أول نتيجة عنوان صفحة من موقع البيت الأبيض تحتوي على السيرة الذاتية للرئيس بوش! وفي وقت من الأوقات لم يجد الباحثون عن (الانتصارات العسكرية الفرنسية) شيئاً في موقع جوجل، وقد جاء ذلك في عدد من التقارير الصحفية.
كما يجب أن يحذر القراء من الأرقام التي يستشهد بها الكتّاب من موقع بحث جوجل. ابحث عن كتّاب النيويوركر السابقين وسوف تجد أن نانسي فرانكلين شعبيتها ضعف مايكل سبيكتر، والذي حظي فقط بألف وسبعمائة وخمسين نتيجة، مقابل 3770 لها. وبالطبع أن تلك البيانات خاطئة: فالسيدة فرانكلين يتشابه اسمها مع إحدى ممثلات الأفلام الإباحية الشهيرات!
.....
الرجوع
.....
| |
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|