البعض يعارضها رغم نتائجها الطيبة..
جراحة الأذن تستبدل لغة الإشارة بين الأطفال الصم
|
إعداد: محمد شاهين
في الليلة السابقة لحصول الابن الأصم لكارول دانيلسون على جهاز يتم زراعته جراحيا في أذنه الداخلية، قامت هي وزوجها بكتابة رسالة لابنهما جون البالغ من العمر في ذلك الحين سنتين، لن يتمكن من فتحها حتى ذكرى ميلاده السادسة عشرة.
وكتب الزوجان هذه الرسالة لأنهما يعرفان أن الجراحة سوف تؤدي إلى تغيير حياته بغض النظر من نتيجتها. ويشير محتوى الرسالة إلى (أن ذلك اصعب قرار قمت أنا ووالدك باتخاذه ولكننا نشعر أنه من خلال القيام بذلك، فإننا نفتح الأبواب أمامك). كما تقول الأم.
واليوم، وبعد مرور خمس سنوات أصبح من الممكن لجون أن يسمع بوضوح ويتكلم بشكل مميز، ولأن مزيداً من الآباء والأمهات يرغبون في زرع حلزونة الأذن الباطنية، فإن المقاطعات المدرسية مثل مقاطعات سياتل وهايلاين وبويالوب قامت بتعديل برامجها التي تخدم الطلبة الصم والذين يعانون من صعوبات سمعية.
تشمل زراعة حلزونة الأذن الباطنية معالج كلام يتم توصيله بالأذن الخارجية، أما الحلزونة نفسها فيتم زرعها بعمق داخل الأذن الداخلية لكي تتجاوز الأعصاب المتضررة ولكنها لا تعمل على تضخيم الصوت، ولكن تعمل على تحويل الاهتزازات الصوتية إلى نبضات كهربائية وبعد ذلك ترسل هذه الموجات مباشرة إلى المخ.
وقال ميشيل كوركركيري، مدير التعليم الخاص بالمدارس الحكومية في سياتل إن مزيدا من الآباء والأمهات يرغبون استخدام البرامج السمعية الكلامية، ويقول البعض إن زراعة حلزونة الأذن الباطنية التي تم زراعتها في أول مرة في عام 1978 بواسطة طبيب أسترالي تعتبر هبة من الله، بينما يقول الآخرون إنها تفسد أساس ثقافة مجتمع الصم والذين يعانون من صعوبات سمعية. ومن الجدير بالذكر أن أكثر من 60 ألفا في جميع أنحاء العالم خضعوا لهذه الجراحة.
وتقدم مدارس سياتل خدمات لأكثر من 100 طالب لديهم صمم ومشاكل سمعية، حصل 9 منهم على زراعة حلزونة في الأذن الباطنية بينما ينتظر طالبان آخران الجراحة.
ومن المتوقع أن تقوم المقاطعة بإغلاق فصل دراسي واحد بمدرسة فيوريدج الابتدائية بسبب هذه الزراعة الجراحية.
وسوف ينتقل عدد من الطلبة إلى البرنامج الاختياري في سيوارد الذي يعتبر أنه يحتوي على منهج دراسي يعتمد أكثر على الكلام بالرغم من انه يتضمن بعض لغات الإشارة، كما تعمل مقاطعة مدرسية بوليلاب أيضا على إعداد ندوات لمدرسيها ومدرائها العام الحالي لمساعدتهم على معرفة المزيد عن الصم وأثر زراعة حلزون الأذن الداخلية على المجتمع.
وفي اجتماع عقد مؤخرا لمناقشة موضوع إغلاق الفصل الدراسي بمدرسة فيو ريدج، أيد عدد من أولياء الأمور مدرس الفصل، جاري سميث، وأعلنوا عن إحباطهم بسبب ذهاب المدرس للتدريس في مدرسة أخرى، فيما أعلن آخرون عن استيائهم بسبب تفضيل البرامج السمعية الكلامية على لغة الإشارة الأمريكية.
وقال دوكتر، وهو مترجم فوري للغة الإشارة الأمريكية: (في عائلتي، تم نقل لغة الإشارة الأمريكية من جيل إلى جيل وذلك لوجود صمم بالعائلة منذ 150 سنة)، وذلك لأن زوجته وابنه ووالديه يعانون من الصمم. وأضاف (هذه اللغة مناسبة اجتماعيا ولا أريد أن تفقد لغتنا).
ومن ناحية أخرى، فإن جوزيف كانسيلا البالغ من العمر ثماني سنوات أصم وأعمى، ويقول المسؤولون إنه حان الوقت لدخول جوزيف للصف الثالث، إلا أن أمه لا تريده أن يجلس مع طلبة من الصف الثالث إلى الخامس في نفس الغرفة، وذلك لأن مهارات الاتصال لديه غير موجودة.
ومن الجدير بالذكر أن جوزيف يمكنه أن يفهم أكثر من 50 إشارة، تشمل المعطف، وقت النوم، وقت الاستحمام، السيارة، الحلوى والطعام ولكنه لا يمكنه التحدث. وأضافت أمه (لا أتوقع منه أن يسمع هنا (في فصل جاري سميث) حتى سن الثامنة عشرة، ولكن هذا البرنامج كان جيداً للغاية له فهو برنامج رائع).
ويقول طوني ابوستل، المتحدث الرسمي لمقاطعة مدرسة بوليلاب ان المقاطعة تقدم خدمات لـ 43 طالباً يعانون من الصمم ومشاكل سمعية ابتداءً من الحضانة إلى الصف التاسع وأضاف (نحاول زيادة الحساسية بين الصم وتبدأ الحساسية من خلال إدماج هؤلاء الطلبة في الفصول الدراسية مع الطلبة الذين يمكنهم السمع بشكل طبيعي).
كما أن المراكز التعليمية المحلية التي تخدم الطلبة الصم عبرت عن مزيد من الاهتمام بالبرامج التي تعتمد على الكلام. وقد حصل تقريبا نصف عدد الـ 48 طالبا الملتحقين بمركز السمع والكلام في بوثيل على حلزونة الأذن الباطنية حيث يركز برنامج المركز على الكلام وليس لغة الإشارة.
وقالت مورا بيردنسين، مديرة تعليمية، إن ثلاثة أطفال مرشحين للحصول على هذه الزراعة وأضافت (ان هدفنا هو أن يدخل هؤلاء الأطفال المدارس العادية ولديهم درجة أكبر من الاستقلالية والمزايا الاجتماعية هي رؤية هؤلاء الأطفال يتحدثون مع الأطفال الآخرين وتعلم اللعب والتفاوض والتحدث بالنيابة عن أنفسهم وتلبية رغباتهم).
.....
الرجوع
.....
| |
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 