الخيال التقني فضاءٌ مفتوح، يفوق في مداه كل التوقعات، أفكاره (وثّابة)، تولد ثم تكبر وتقفز من حال إلى حال، والدهشة في عالم التقنية رفيقةُ درب، تلقاها لدى رؤيتك كل ابتكار أو اختراع، وفي أي تجمع تطل علينا أحداثه من خلال شاشات عملاقة وعروض لايزريّه بمؤثرات صوتية وتكنولوجيّة عالية، تهيمن على الحواس وتخطف الإنسان من واقعه لتحط به في فضاء افتراضي آسر! كثيرة هي الأمور التي تَبعث على العجب، برامج وأنظمة متطورة، خدمات وحلول تتجدد على مدار الساعة ثم لا تلبث أن تُعمم على سائر الأجهزة والآلات الإلكترونيّة، وليس غريباً أن تلقى قطعة صغيرة لا يزيد حجمها على بضعة سنتيمترات، تجمع حزمة منتجات في جهاز واحد يعمل في الوقت نفسه كجوال ذكي، ومشغل موسيقي، ومتصفح عنكبوتي.. فكيف المسير في خضم هذا العالم التقني العاصف؟!
فوق ما تحفظه الأبصار من روعة التقنية، ندعو إلى (لحظة تأمل) في تلك الصورة المُشرقة التي يمكن أن تؤول إليها أمور أجيالنا العربيّة إذا ما تحوّلت من مستقبِلٍ لهذه التقنيّة ومستهلِكٍ لها إلى مشارك فاعل في إبداعها وابتكارها، ولا يوجد ما يمنع تحقيق هذا المرام ما دامت عجلة تشييد (المدن الذكيّة) قد انطلقت معطوفةً على المنشآت الاقتصاديّة والتقنيّة العملاقة التي تمثل البنية التحتية لنهضة معلوماتيّة وإنتاجيّة يصبو إليها كل مواطن ويفخر بها كل وطن، ثم أليس حريّاً أن تكون الأجيال الشابة في قلب استشراف العصر القادم.
ومع انطلاق مسابقة (تخيّل) المعلوماتية لعام 2007 في العاصمة الكورية الجنوبية (سيول) والتي تهدف إلى حث المواهب الفتيّة على طرح وتقديم أفكارها التقنيّة في جوٍ من التشجيع والمنافسة ثمّة دعوة مفتوحة لكل شغوف وطموح إلى حضور ومتابعة مثل هذه المناسبات الدوليّة لما لها من كبير أثر في إبراز الطاقات وتِبيان معالم الإبداع.
أليس جميلاً أن يطلق الشباب العنان لحبل الخيال، يركبون صاروخ التقنيّة ويطيرون.
* كاتب وصحافي لبناني مقيم في الرياض
Omaisali2000@gmail.com