تخيل لو أنك حين تدخل محل سوبرماركت وتقف عند أرفف المعلبات وأنك كلما اخترت صنفا وجدت أن تاريخ الصلاحية منته!!.
تخيل لو أنك ترغب شراء صنف محدد من البضاعة وتوجهت للمحلات التجارية المختصة في بيع هذا الصنف ووجدت أنك كلما دخلت محلا من هذه المحلات تسأل عن الغرض الذي تبحث عنه (والذي يفترض أن يكون موجودا في هذا المحل) قيل لك إن طلبك غير موجود وإنك مضطر للسؤال عنه في أكثر من محل من هذه المحلات حتى تجده في نهاية المطاف وربما بعد شق الأنفس.
للأسف الشديد ان هذا هو حال الكثير من المواقع العربية! أنت تدخل الموقع من هذه المواقع تجد أن آخر تحديث تم عليه كان عام 2004م أو 2005م!! وتضطر للخروج والبحث لتجد أن العديد من هذه المواقع هي في حكم الميتة وإن لم تدفن!! وهي أشبه بالبيوت المهجورة الواقعة في أماكن متميزة فلا أصحابها رمموها ولا هم باعوها لمن يرممها ويستخرج لها شهادة ميلاد!.
أو أنها كقطعة أرض في موقع استراتيجي يصلح أن يقام عليه مستشفى أو مدرسة لموقعه المتميز، وصاحبها مقيم خارج البلاد وليست مدرجة على قائمة اهتماماته في الوقت الحاضر.
حبذا لو أن أصحاب هذه المواقع المنسية نشطوها وفعلوها حتى تؤدي الغرض الذي انشئت من أجله، ولكي يريحوا الناس من زيارتها وهي خاوية على عروشها!! أم أن المسألة أن يكون لهذه الشخصية أو تلك الجهة موقع على الانترنيت لمجرد الوجاهة الاجتماعية، وحتى يقال ان الشخصية تساير التقنية والحياة الرقمية، كما تفعل بعض البيوتات في صالوناتها لتظهر نفسها أمام الضيوف أنهم مثقفون وتحرص على العلم والثقافة بدليل تلك الأرفف من الكتب التي لا يتعدى وجودها حدود المظاهر وأنها مجرد ديكور لتزيين الواجهة.
الحمد لله أن أمانات المدن والبلديات وحملات أقسامها الصحية النشطة قد سلمتنا من أذى الأغذية المنتهية صلاحياتها من المحلات ومخالفة أصحابها، ويبدو أننا بحاجة إلى أمانات وبلديات لإغلاق المواقع التي ما تزال تعرض معلومات معلبة قد انتهت صلاحيتها منذ أمد بعيد، وبما لا يوحي ربما أن أصحابها أحياء!.
* عضو الاتحاد العام للصحفيين العرب