تبقى السرقة أيا كانت مبرراتها، من أهم ما يستدل به لتمييز النفوس الخبيثة والمريضة، وعنوانا واضحا لانعدام القيم في مرتكبها بغض النظر عن طبيعة ما سرق أو سطا عليه، ولأننا في عالم فقد لبعده عن القيم المثلى الكثير مما يضبط النفوس ويحد من نزوعها للشر، تعودنا أن يسرق أحدهم منزلا، أو يكسر زجاج نوافذ سيارة ليسطو على هاتف نقال لا يساوي في قيمته الكثير نسيه صاحبه على مقعد السيارة، وقد يسرق الناس فكرة أو جهداً أو يسرقون شخصيات غيرهم بانتحالهم لها، لكنني لم أعرف أنه يمكن أن يصل المرض في بعض النفوس إلى سرقة بريد إلكتروني لا يغني ولا يسمن من جوع، خاصة إذا لم يكن في هذا البريد ما يمكن اعتباره غنيمة، غزوة ناجحة قام بها همام مضروب في قيمه وأخلاقه، وطموحاته.
ليس من عادتي أن أفتح بريدي الإلكتروني بشكل يومي، لكنني تركت هذا للظروف ولوجود الوقت المتاح الذي يبقى لي بعد الوفاء بما تتطلبه الحياة اليومية، المفاجأة أنني عندما حاولت التوقيع في بريدي الإلكتروني وجدت أن رمز الدخول قد تغير، وعبثا حاولت لم أتمكن، فقد تغيرت كل المعلومات المدونة في حساب البريد واستبدلت بأخرى، لا أعرفها ولا أملك قدرة هذا المتطفل السارق التي تمكنني من معرفتها واستعادة بريدي الإلكتروني، فأسلمت أمري إلى الله، مذكرا هذا المجهول لدي، والمعلوم عند من لا يخفى عليه شيء، أن سرقة الناس قد تعرض فاعلها إلى أن تسرق منه أمور لا يمكنه من تعويضها مثل صحته وستر حاله، فليتق الله في نفسه، وليعلم أن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا، وليفكر في الجواب عندما يسأل لماذا سرق بريداً إلكترونياً، أمن جوع أو حاجة أم رغبة في إلحاق أذية بغافل سلم أمره لله.
ولكل الذين يتواصلون معي، أقول إن البريد الإلكتروني (nakalbani@hotmail.com) لم يعد لي فقد سرق مني في وضح النهار دون أن يترك السارق بصماته، وعليه آمل إهمال أي رسائل تصل باسمي عبر هذا البريد الإلكتروني، متمنيا ألا يكون قد نقل عني ما أنا بريء منه.. والله المستعان.
مع تحياتي.. نادر بن سالم الكلباني