كان للتكنولوجيا الرقمية حضورها الملحوظ في محاضرة الشيخ الدكتور سلمان العودة الداعية الإسلامي المعروف وأحد كتّاب (الجزيرة) والمعنونة ب(التربية والمتغيرات) التي ألقاها بقاعة فندق الإنتركونتيننتال مؤخراً.

حضور التكنولوجيا الرقمية في هذه المحاضرة تمثل في عدة صور أولها من خلال بث المحاضرة عبر أكثر من موقع على الشبكة ليتسنى لقطاع واسع من محبي الشيخ والمهتمين الاستفادة مما تضمنته محاضرته ومن هذه المواقع موقع الشيخ نفسه (الإسلام اليوم) www.islamtoday.net .

حضرت التكنولوجيا أيضا من خلال نقل المحاضرة لقاعة خلفية عبر أجهزة العرض الحاسوبية بعد أن امتلأت القاعة الرئيسية بالجمهور.

غير أن أبرز حضور للتكنولوجيا الرقمية في هذه المحاضرة كان من خلال تطرق الشيخ نفسه لها حيث وجّه فضيلته الجمهور للتعامل الأمثل معها بعد أن أشار إلى أن هذه التقنيات هي نتاج إنساني وإرث مشترك مشاع للإنسانية عامة ولا يعني كون مخترعيه ليسوا من أبناء جلدتنا عدم توظيفه واستخدامه والاستفادة منه لخدمية ديننا وثقافتنا فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها، فهو أولى بها.

ذكر العودة أن (الإنترنت) يكاد يكون موجوداً الآن في كل بيت من بيوتنا ولكن لا ينبغي لنا كآباء ومربين ترك جهاز موصل بالنت في كل غرفة من غرف المنزل ويتعامل معه أبناؤنا شباناً وفتيات وهن في سن المراهقة من غير حسيب ولا رقيب لأنه قد يغرر بهم والحل في وضع الجهاز في الصالة ليراه الداخل والخارج فهذا أدعى للضبط والملاحظة.

وأضاف العودة أنه من خلال النت يتعامل الشباب والفتيات مع مواقع مختلفة ومع غرف الشات ومع الماسنجر في محادثات ثنائية أو ثلاثية ونحو ذلك وقد يكون في هذا الأمر في بعض الأحيان بعض المخاطر والمساوئ ولكن لا يعني هذا أن الإنترنت سيئ في عمومه بل فيه خير كثير إذا ما أحسن استخدامه وتوجيهه.

تطرق الشيخ العودة في محاضرته تلك التي نظمها النشاط الطلابي بكلية المعلمين بالطائف عن القنوات الفضائية التي تملأ الفضاء وقال بأن أجهزة الاستقبال (الدشوس) للفضائيات باتت الآن موجودة على سطوح كثير من المنازل ومنها منازل من صفيح! في مختلف مدن المملكة وبعضها يقطنها عمال عاديون وتوفر 400 إلى 500 قناة تبث ليلاً ونهاراً ولم يعد يجدي إزاء هذا الوضع حجب أو منع أو تشويش واستشهد هنا بقوله تعالى:

(إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ)

وأكد العودة على أهمية المناعة لا المنع وأشار العودة أيضاً إلى أنه ليس في ديننا الإسلامي حقيقة ما نخشى منه أو نخاف من عرضه أو نستحي من ذكره ونشره للآخرين فديننا قوي وثقتنا بنفوسنا ينبغي أن تتنامى.

الألعاب الإلكترونية كان لها نصيبها من الحديث في محاضرة الشيخ العودة وعاب على بعض الآباء والأمهات ملاحظة جزيئة بسيطة سيئة في لعبة إلكترونية من قبيل وجود امرأة عارية وهذا أمر مخالف ولا شك لكن الهم والأكبر من ذلك هو ما تتضمنه بعض هذه الألعاب من مخالفات عقدية وما تحاول زرعه في نفوس أبنائنا من قيم باطلة حيث إن بعض هذه الألعاب تدعو للرذيلة والشذوذ وبعضها يدعو للوثنية وبعض الآباء غافلون عنها لعدم معرفتهم أصلا باللعبة وفكرتها.

تجدر الإشارة إلى أن مجلة العالم الرقمي والاتصالات قد تطرقت في عددين سابقين لها عن أخطار هذه الألعاب بشكل مستفيض موردة نماذج من محتوياتها وأفكارها.