على أبواب حرب اتصالات عالمية
تقنية الصوت عبر الإنترنت تخفض أسعار الاتصال
|
ترجمة: محمد مجيد العادلي
عندما يتجول الزبون في أي من فروع متاجر سبورت سوكر (Sport Soccer) المعروفة (المتخصصة بتجارة البضائع والملابس الرياضية والبالغ عددها 150 فرعا في بريطانيا وبلجيكا) فإنه يبدو كما لو أنه يتجول فيها جميعا في الوقت ذاته.
فإذا لم يتوفر أي منتج في المتجر الذي تتجول فيه فإن البائعة يمكن أن تدقق في قائمة جميع فروع المتاجر المجاورة عبر الاستفسار هاتفيا.
بيد أن البائعة لا تتحدث مع شخص ما في هذه الحالة، ولكنها عن طريق الضغط على بضعة مفاتيح في الهاتف يمكنها تدقيق وتحديد أقرب فرع من هذه المتاجر يحوي البضاعة المطلوبة.
قد تستغرب ذلك، لكن يبدو أننا قد ولجنا بالفعل الى العالم الذي اصبح فيه الهاتف كومبيوترا، والكومبيوتر هاتفا، فمتاجر سبورت سوكر هذه تستخدم تقنية الصوت عبر بروتوكول الإنترنت (voiceoverInternet protocol (VOIP) والتي تسمح بنقل الصوت والبيانات والصور عبر الشبكة نفسها وما دامت الأنواع المختلفة من الاتصالات بدأت تتداخل. فإن الأرباح الناتجة أكبر من أرباح كل منها منفردة. فالهاتف الذي يستخدمه الباعة في فروع المتاجر هذه يدعى بهاتف بروتوكول الإنترنت (IP phone) وهو من إنتاج شركة سيسكو سيتيمز ويحوي على الكثير من الأزرار التي لا تتوفر في هاتفك القديم .
فبعد أكثر من ثماني سنوات من ظهورها يبدو أن أوان انتشار هذه التقنية الواعدة قد حان. إذ يتوقع أن يكون العام 2004م هو العام الذي ستنتشر فيه التقنية في كل مكان. ففي الوقت الذي يبدو فيه الإنفاق على معدات الاتصالات راكدا فإن مبيعات منظومات الهاتف التي تعمل عبر الإنترنت (Internetenabled phone) قد زادت بمعدل 80% في العام 2003م ليصل الإنفاق الى 6 ،1 مليار دولار. ويتوقع أن يصل الى 3 ،5 مليارات دولار عام 2007م وفقا لمجموعة سينيرجي للأبحاث. وليس هذا فحسب. إذ إن 30% من خطوط الهاتف العاملة في الولايات المتحدة حاليا مجهزة بخدمة بروتوكول الإنترنت هذه ويتوقع العديد من الخبراء أن يتفوق عدد الخطوط المجهزة بها على عدد خطوط الهاتف التقليدية في السنة القادمة. ويبدو أن التنافس قد بدأ بين مصنعي المعدات ومجهزي الخدمة حول التقنية.
منافسة تحتدم
وهذه المنافسة تضم مصنعي معدات الهاتف من مثل أفايا (Avaya) وسيتيل تيكنولوجيز وميتيل نيتووركس وأن إي سي ونورتيل نتوركس وسيمينس وهي شركات معروفة تقوم بنصب منتجات لها علاقة بالتقنية المذكورة لدفع الزبائن الى ترك منظومات الهاتف التقليدية واستخدام شبكة الصوت والبيانات . ومن جانب آخر فإن مصنعي الشبكات ومنها سيسكو وثري كوم تقترح على الشركات ترك خدمتها الهاتفية تماما واستخدام الهواتف والمنظومات المتوافقة مع بروتوكول الإنترنت. وبالنسبة إلى مشغلي المنظومات المتوافقة مع بروتوكول الإنترنت ومنها بينغتيل وشورلاين كوميونيكيشنز وسيلانترووفيراز نيتوركس وفيرتيكال نتوركس فإنهم يدفعون كلا جانبي الابتكار. وكما هو الحال مع الثورة اللاسلكية فإن على شركات الهاتف أن تتفوق عليها أو تنضم إليها. وربما سيتوجب عليها أن تضيف خدمات هذه التقنية لزبائنها.
كيف تعمل التقنية
تعمل التقنية بالطريقة التالية فبدلا من استخدام شبكات الهاتف التقليدية التي تتصل مع بعضها بواسطة دوائر تفتح وتغلق حسب الحاجة مستغلة وصلة محجوزة بين المتصلين فإن بإمكان الشركات الهاتفية تحويل الموجات الصوتية الى رقميةومن ثم تقسيمها الى رزم من البيانات (Packets) وإرسالها عبر شبكة البيانات بالطريقة نفسها عندما ترسل البريد الإلكتروني «الإيميل». ولقد بدأت شهرة تقنية الصوت عبر بروتوكول الإنترنت عام 1995م. وكانت أولى نتائجه على السوق هي انخفاض أجور المكالمات الهاتفية بعيدة المدى.
ويبدو الآن أننا بصدد الدخول الى الطور الثاني من الاتصال الهاتفي عبر بروتوكول الإنترنت حيث لن يكون بإمكان شركات الاتصالات ادخار المزيد من النفقات فقط ( عن طريق تنظيم مرور الصوت والبيانات في شبكة واحدة) ولكن حصدالأرباح الناتجة عن المستخدمين الإضافيين الذين سينضمون الى شبكاتها . فالصناعات ذات المتطلبات الكبيرة للمعلومات (خدمات مالية أو عناية صحية أو البيع بالتجزئة) كانت الأسرع في تبني التقنية. غير أن متابعي التقنية يقولون إن المنافع المتوقعة من هذه التقنية هي أكبر وأوسع من أن تكون لهذه الجهات فقط.
إن تقنية الاتصال الهاتفي عبر بروتوكول الإنترنت هي نوع جديد من التطبيقات التي سوف تحسن تدفق المعلومات بين أقسام أي مؤسسة من جهة وبينها وبين زبائنها ومجهزيها من جهة أخرى. فعندما يأتي اتصال الى مندوب مبيعات في أحد المتاجرالتابعة لمؤسسة تجارية ما فإن برنامج كومبيوتر الخدمة الهاتفية عبر بروتوكول الإنترنت الذي وضعته شركة سيسكو يقوم أوتوماتيكيا بجلب المعلومات المتعلقة بالمتصل الى شاشة مندوب المبيعات ( مثل آخر مشترياته أو آخر عمليات التصليح التي أجريت لأجهزته ). ولقد أدى هذا التحسين الى زيادة كفاءة مندوبي المبيعات إضافة الى تحسن العلاقة مع الزبائن وخفض النفقات. ويقدر ريد إنجستروم مدير خدمات المعلومات لمصنعي الدراجات النارية في ولاية ويسكنسون خفض النفقات بعد استخدام هذا النظام من قبل مصنعي الدراجات الى حوالي 550 ألف دولار سنويا في تكاليف الموظفين لأنها تزيد من إنتاجيتهم إضافة الى تخفيض تكاليف الضمانات(warranty) بحوالي 3 ،1 مليون دولار سنويا من خلال التشخيص المبكر للمشاكل المتعلقة بالمنتجات.
توقعات لمستقبل التقنية
ويتوقع الكثيرون أن تكون فرص انتشار هذه التقنية واسعة لأنها قادرة على تخليصنا من عبء تعدد أجهزة الاتصال وخاصة المحمولة منها. إذ يقول سو سبرادلي رئيس مجموعة واير لاين نتورك بشركة نورتيل «لقد شهدنا خلال العقدين الماضيين ظهور العديد من أجهزة الاتصالات المنفصلة المتميزة مثل المساعدات الرقمية الشخصية والهواتف الخلوية والكومبيوترات الشخصية ولذلك فإن جمع كل قدرات هذه الأجهزة مع الوسائط المتعددة في شبكة واحدة سيثور طريقة تفاعلنا مع بعضنا البعض».
ووفقا لهذا التصور فإن برنامج إرسال الرسائل الموحد. على سبيل المثال يسمح للعمال المتنقلين بالوصول الى بريدهم الصوتي وبريدهم الإلكتروني ورسائل الفاكس عبر وسيلة واحدة ( كأن يتم ذلك عبر الهاتف أو عبر حساب للبريد الإلكتروني أو عبر شبكة الإنترنت. ولتحقيق هذا الهدف فإن شركات مثل أفايا تستخدم برنامج تحويل النص الى كلام (texttospeech) والذي يسمح للعمال المتنقلين بالتعامل مع بريدهم الإلكتروني عبر الهاتف بعبارات بسيطة ولتدقيق التعيينات ( التوظيف ) في برنامج مايكروسوفت آوتلوك. والنوع الثاني من البرامج تدعى تطبيقات التواجد والتي تفهم كيفية الاتصال بأي موظف وفي أي وقت على مدارالساعة. فقد أطلقت عملاقة الاتصالات الأوربية سيمينس منتجا أسمته (HipPathOpenScape) يسمح على سبيل المثال للبائع الذي يكون في اجتماع مبيعات مهم بالعثور على اختصاصي بالمنتج فورا. سواء كان هذا الاختصاصي في مكتبه أو في البيت أو السيارة.
مكالمات المؤتمرات
أما الشركات الأصغر مثل سيلانترو (Sylantro) التي يقع مقرها في كاليفورنيا فإنها تمنح منتجات مشابهة لشركات الهاتف يمكن وضعها في شبكاتها وبالتالي يمكن للأخيرة بدورها تقديم هذه الخدمات لزبائنها. وتقول لورا ثومسون نائبة الرئيس لشؤون التسويق في سيلانترو «نحن نساعد في الولوج الى حقبة جديدة من استخدام الاتصالات لم يكن بمستطاع الناس الولوج إليها في الماضي». ومن المجالات التي تتوقع الشركات أن تستخدم فيها التقنية الجديدة مكالمات المؤتمرات. فمن الممكن الآن القيام بمكالمات المؤتمرات عبر النقر على أسماء المطلوبين للاتصال (contact names) في المتصفح سواء كان ذلك عبر شبكات محلية أو واسعة النطاق. ويبدو أن هذه التقنية يمكن أن تخلص المستشفيات من مشكلة استخدام الهواتف الخلوية داخلها والتي تؤثر على أجهزة مراقبة المرضى بسبب أشعاعها الكهرومغناطيسي الذي يؤثر على هذه الأجهزة. وهو أمر دفع المرضى والممرضات الى اعتماد أجهزة البيجر القديمة. ويبدو أن هذا الواقع دفع بمؤسسة إيفانستون هيلث كير بولاية إلينوي الأميركية مؤخرا التي تدير عددا من المستشفيات الى البدء باستخدام أجهزة قامت بتصنيعها شركة سيمبول تيكنولوجيز في نيويورك تسمح بنقل الصوت عبر بروتوكول الإنترنت وعبر شبكات لاسلكية في ثلاثة من مستشفياتها.
أخيرا لا بد من تذكيرك بأن تتهيأ منذ الآن لهذه التقنية التي يمكن ان تنفعك سواء كنت موظفا أو مندوب مبيعات أو مدير شركة أو غير ذلك فهذه التقنية مفيدة من نواح عديدة لأنها تقلص وقتك ومصاريفك وهي أشياء يصعب تعويضها عندما تهدر. أليس كذلك؟.
.....
الرجوع
.....
| |
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 