رقائق الهوية ..التحدي القادم
شبكة معلومات من الهواء تعيد تشكيل الواقع
|
إعداد: سناء عيسى:
تلوح في الأفق بوادر تكنولوجيا جديدة تطرح نفسها كبديل يمكن المراهنة عليه، تلك هي رقائق الهوية المعتمدة على موجات الراديو التي أحدثت جدلاً واسعاً في المجتمع، فهناك من يصورها أداة شيطانية، ووسيلة للتحكم في الإنسان، وآخرون يرونها تكنولوجيا متقدمة ستتيح في المستقبل اتصال مليارات الأشياء بالإنترنت، ومن المؤكد أن التكنولوجيا التي تعيد تشكيل واقعنا تتغلغل رويداً رويداً في حياتنا، حتى سنفاجأ ذات يوم أنه يستحيل الاستغناء عنها، مثل الرسائل الفورية وأفران امايكروويف.
رقائق الهوية المعتمدة على موجات الراديو عبارة عن قطعة صغيرة جدا من السيليكون، وهي في حجمها أصغر من حبة الأرز، وتحمل معلومات عن أي شيء من سعر المنتج وطريقة الطهي إلى التفاصيل الطبية الدقيقة، والأدهى من ذلك جهاز أكبر من هذه الرقائق يستطيع قراءة المعلومات المخزنة على الرقائق من على بعد دون أي اتصال مباشر، وبعد قراءة المعلومات يمكن له إرسالها إلى أي جهاز إلكتروني مثل ماكينة الصرف الآلي أو شاشة الفيديو أو حتى إلى شبكة الإنترنت.
تسهيل حركة المرور
تستخدم هذه التقنية الآن لتسهيل المرور على الكباري والأنفاق، فالذين يحملون هذه الرقائق يمرون فورا، فجهاز القراءة في محطة الرسوم يفتح لهم البوابات أوتوماتيكيا، وأول تطبيق على نطاق واسع لرقائق الهوية سيكون في محلات السوبر ماركت الكبيرة، ففي اجتماع كبير مرتقب لمديري المحلات الكبيرة، يتوقع أن تطالب سلسلة محلات «وول مارت» من الموردين استعمال رقائق الهوية، وهذا ليس بمستغرب من هذه المحلات العملاقة التي بدأت منذ عشرين عاما استخدام «البار كود» لأول مرة، وبعض الصناعات بدأت فعلا في الاستعداد لاستخدام رقائق الهوية، فشركة «جيليت» طلبت نصف مليار رقاقة هوية لاستخدامها في تتبع أمواس الحلاقة. إن جهاز قراءة رقائق الهوية الذي سيوجد في أرفف محلات السوبر ماركت، سيشعر بمدى انخفاض المخزون ويرسل طلباً فورياً بزيادة المعروض، وكذلك يمكن لرقائق الهوية تتبع السلع داخل المحلات لتقليل إمكانية السرقة وضياع أو تلف المنتجات، بالإضافة إلى أن العملاء لن يضطروا إلى الانتظار طويلا لدفع الحساب عند الخزينة، فجهاز القراءة يحسب الأسعار فور مرور العميل ثم يسحب المبلغ من كارت الائتمان الخاص به.
ملف طبي تحت الجلد
وتعد أرفف التخزين والخزينة هي بداية تطبيقات رقائق الهوية، فالمكتبات اليابانية تريد أن تتبع كيفية استخدام العملاء للكتب، مثل عدد مرات أخذ الكتاب من على الرف، ومدة تصفح الكتاب قبل شرائه فعلا. ويسعى الاتحاد الأوروبي لوضع رقاقة هوية على كل ورقة عملة يورو وذلك لمكافحة التزوير، وكوسيلة لإعطاء كل ورقة نقدية رقم خاص مسلسل وحيد. أما في الولايات المتحدة، فشركة «فيري شيب» تطور رقائق هوية تحتوي على التفاصيل الطبية للإنسان وتوضع تحت الجلد ويمكن استرجاع المعلومات منها حتى في حالة الغيبوبة وفقدان الوعي، ويتم استخدامها الآن لتحديد هوية الحيوانات المنزلية.
مخاوف أمنية
و يتوقع أن تثير رقائق الهوية المزروعة في جسد الإنسان المشاعرحيث يظن بعضهم أن هذه الرقائق علامة للبهيمية الشيطانية .
أما السؤال المطروح بشدة هو عن اختراق خصوصية الأفراد، فالمدافعون عن الحقوق المدنية يهاجمون استخدام رقائق الهوية بشدة لأنها تتبع الأفراد وهذا مثير للضيق، فمثلا إذا وضعت في القميص، وعدت إلى نفس المحل مرة أخرى ستجد دمية ترحب بك وتدعوك باسمك الحقيقي وتشكرك على زيارة المحل مرة أخرى، وربما يكون الأمر أسوأ من ذلك، فتقع في أيدي بعض الأشرار، وطبقا لهذه المخاوف، يحاول مصنعو رقائق الهوية وضع طريقة لاتلافها بعد عملية الشراء وانتهاء مهمتها.
وفكرة إتلاف الرقائق تثير جدلاً واسعاً، فبعض الناس يتخيلون استخداماً غريباً لهذه الرقائق بعد شرائها، فجهاز قراءة الرقائق لغسالة الملابس يمكنه تحديد برنامج الاستخدام الأمثل للملابس، أما مكتب شركة مايكروسوفت الجديد في ريدموند بواشنطن فسيستخدم هذه التكنولوجيا في المطبخ، فعندما تتحدث في التليفون، الثلاجة تخبرك بأن مخزون الحليب قد نفد، وعندما تريد مكونات معينة يقترح عليك طريقة طهي محددة.
اتساع فرص القرصنة
وتستطيع رقائق الهوية أن تصل أشياء مباشرة بالإنترنت، فعلى سبيل المثال، إذا كنت لا تستطيع تذكر كيفية برمجة جهاز التلفزيون باستخدام جهاز التحكم الخاص به، فقط لوح به أمام شاشة قراءة رقائق الهوية المتصلة بالإنترنت، التي ستعرض لك فورا الصفحة الخاصة بتعليمات التشغيل من موقع المنتج على الإنترنت.
ويمكن لمحلات السوبر ماركت إتلاف الرقائق بعد خروجها من المحل، ولكن الأوراق المالية لا يمكن إتلاف رقائقها لأنها بذلك ستكون غير صالحة، من المؤكد أنه سيكون عند المستهلكين الوسيلة الفعالة لاتلاف الرقائق، فباستطاعتك وضعها في فرن مايكرويف فالإشعاع الكهرومغناطيسي الكثيف سيدمرها فورا. وفي جميع الأحوال فإن رقائق الهوية ستعطي المحتالين وقراصنة الكمبيوتر آفاقا جديدة للاحتيال لسنوات عديدة قادمة.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 