حينما يكون الموهوب واعداً، وتكون مخترعاته وإبداعاته تشير إلى موهبة حقيقية، هذا يعني أننا أمام المستقبل العريض، وضيفنا هذا الأسبوع هو أصغر مخترع سعودي حصل على هذا اللقب من قبل (الجمعية السويسرية للمخترعين (IVIA).
إنه فارس بن إبراهيم الخليفي الذي يدرس بالصف الثالث المتوسط بمدارس المملكة وهو من مواليد عام 1413 هـ والذي قام بتأليف مجلة فارس (بعددين) وكتيب (ماذا تريد يا معلمي وماذا أريد) والآن يقوم بالاستعداد لإصدار العدد الثالث من مجلة فارس، وكتاب (أمي نور حياتي)... بعد حصوله على امتياز عضوية مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين تهافتت عليه العروض من قِبل المدارس الخاصة، لمنحه مقعداً مجانياً لاستكمال مشواره التعليمي لديها، حيث رفض في البدء تلك العروض المدرسية، إلا أنه قبل أخيراً بعرض مدارس المملكة الذي تقدم به صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود، نرحب به في هذا اللقاء .
دعم الوالدة أولاً
* حدثنا عن بداياتك في مجال الاختراعات وما سر هذا الاهتمام؟
- دخلت مجال الاختراع في التاسعة من عمري حيث قدمت باكورة اختراعاتي لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وهو عبارة عن جهاز هاتف يخدم ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن، وقد قمت بالمشاركة في اللقاء الثالث للمخترعين بهذا الاختراع وحصلت على الميدالية البرونزية وشهادة من اللجنة السويسرية المحكمة AFIA وحصلت على لقب أصغر مخترع سعودي وذلك في عام 1424هـ ثم استمررت بهذا السياق إلى أن أصبح رصيدي ولله الحمد والمنة سبعة ابتكارات مختلفة الفائدة جميعها تساهم في خدمة الوطن والمواطن. أما بداياتي بهواية الاختراع فمنذ أن كان عمري ثلاث سنوات وأنا اهوي الاكتشاف حيث إنني أفكك الأجهزة الإلكترونية لأكتشف ما بداخلها وأفكك الألعاب الخاصة بي واستبدل ما بداخلها من أجهزة لأشاهد ماذا يحصل، وبما أنني أعيش في منزل خصب وجدت به العناية والدعم وخاصة أمي التي أعطتني جل اهتمامها وتشبع جميع أسئلتي ولأمي الفضل الأول بعد الله في تنمية مواهبي العلمية والأدبية حيث إنني أعشق القلم منذ أن كنت في الخامسة من عمري وأنا أساهم بمقالات خفيفة في مجلة باسم ونمت مواهبي برعايتها المستمرة هي وباقي أسرتي.
تحطيم من تربويين
* هل واجهت معوقات وصعوبات في بداياتك وبماذا تنصح أبناء جيلك؟
- باعتقادي الشخصي أن المعوقات والصعوبات تواجه أي شخص إذا أراد أن يصل للنجاح والذي لا يواجه صعوبات في نجاحاته يعتبر نجاحه مزيفا وهذا شيء معروف، ولكن الشيء المرفوض أن يواجه الشخص الناجح المبدع تحطيماً من قبل مؤسسة تعليمية ومن قبل مربين أفاضل يكون هنا الأسف الشديد، فأنا واجهت تحديات صعبة تفوق عمري الطفولي منذ أن كان عمري ست سنوات وأنا في الصف الأول ابتدائي حيث كنت أساهم بكتاباتي لأفيد زملائي في الإذاعة الصباحية وكثير من الأفكار ولكن أواجه بتحطيم وتجاهل من قبل وكيل المدرسة، وبما أنني نشأت على عدم الاستسلام والإصرار على نشر الخير للوطن فاستمررت أربع سنوات أعاني من التجاهل إلى أن بدأت استقبل عبارات جارحة من قبل الوكيل في إحدى المدارس الابتدائية بالرياض مثل (أنت مزعج أنت تربيتك تربية بنات)، بالرغم أنني دائماً أحصل على المركز الأول بالمدرسة ولكن لا يعني هذا لهم شيئاً إطلاقاً وكأن العملية عملية تبادل خالية من الأمانة والوطنية أن يداوم أحدهم بضع ساعات مقابل مبلغ شهري.. وبعد ما يئست والدتي من التفاهم مع المدرسة والإدارة بالتحديد حيث إن الوكيل قال لا عاد تتصلين (أزعجتينا).. أنت بالهاتف وابنك بالمواجهة من هنا اتخذت أمي قراراً أنقذني بعد الله حيث قامت بالاتصال على المسؤولين بوزارة التربية والتعليم ولم يتأخروا وقدموا الواجب بكل أمانة واهتمام، ثم أصبحت من الذين احتضنتهم مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين، بعدما أجري لي اللازم.
تهافت وتنافس
وبعد ما نشرت إحدى الصحف المحلية خبراً عن مواهبي ونبوغي وكان هذا الخبر من العلاقات العامة لمؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين بدأت المدارس الأهلية الاتصال على منزلي ومنحي مقعداً لإكمال مشواري الدراسي وهذا لم يحرك بمدرستي شيئاً وكأن الأمر أقل من العادي... وكانت العبارة التي قالها وكيل المدرسة - آنذاك - والله لو طُلب أحد من أبنائي من مدرسة أهلية لأسارع بذلك، وبعد أن منحني والدي صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال الفرصة ، وذلك في الصف الخامس الابتدائي بدأت مواهبي ترى النور حيث إنّ تضافر البيت والمدرسة أنتج ثماراً يانعة.
هذه نصيحتي
أنصح أبناء جيلي أن يهتموا بالأشياء التالية:
1- ألا يستهينوا بقدراتهم مهما كانت صغيرة فالثمار التي نأكلها كانت حبة صغيرة ومع العناية كبرت وأصبحت مفيدة.
2- أن يساهموا بكل قدراتهم العقلية والجسدية في رفعة وخدمة وطننا وأن يجعلوا وقودهم في مشوارهم العزيمة والإصرار مع التوكل على الله.
3- أن يجعلوا التفكير يسبق العمل وأن يخططوا ويرسموا لهم هدفا حتى يسهل الوصول إليه.
الأمنيات والهوايات
* ما هي هوايات فارس وأمنياته الحالية والقادمة؟
- من هواياتي: الفروسية، الرماية، السباحة، القراءة والكتابة، الاختراع، أما أمنيتي الحالية فهي أن أكون سفيراً بالخارج للشباب السعودي (وقد تحققت ولله الحمد والمنّة) أما عن أمنيتي مستقبلاً: فأتمنى أن أكون طبيباً عسكرياً.
أوسمة غالية
* ما هي أغلى الأوسمة وخطابات الشكر التي تلقيتها؟
- حصلت على خطاب شكر من سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - وتشرفت بمقابلته والسلام عليه، بمناسبة حصولي على الميدالية البرونزية في اللقاء الثالث للمخترعين السعوديين المقام في مدينة جدة في صيف عام 1424هـ وحصولي على لقب (أصغر مخترع سعودي) من قبل الجمعية السويسرية للمخترعين (IVIA) وذلك على شرف صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله، كما تشرفت بمقابلة والدي سمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله، وتسليمي خطاب شكر بهذه المناسبة.
إبداع ومسابقات
* حدثنا عن المشاركات الداخلية والخارجية التي مثلت بها المملكة؟
- تم اختياري من قبل مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين لتمثيل المملكة في مصر في صيف عام 1425هـ للمشاركة في اللقاء السادس لطلائع الأطفال العرب المبدعين الذي أقيم في القاهرة كما تم اختياري من قبل شركة سامسونج لتمثيل المملكة وذلك للمشاركة في أولمبياد الألعاب الشتوية بحمل الشعلة الأولمبية المقامة في إيطاليا في ديسمبر 2005م. وكذلك مثلت مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين باللقاء الكشفي العالمي الذي أقيم في مدينة الجبيل والذي شاركت فيه أكثر من 91 دولة في شهر أبريل من عام 2006م على شرف خادم الحرمين الشريفين، والذي كان شعاره (معاً من أجل السلام). كما مثلت مدارس المملكة في مسابقة الخطبة الارتجالية على مستوى المملكة للعام الدراسي 1426-1427هـ وأيضاً عام 1427-1428هـ، وحصلت على المركز الأول في هذه المسابقة كما رشحت من قبل قناة الرياضية السعودية بإعداد وتقديم برنامج شبابي يعالج مشاكل الشباب وسيعرض قريباً.
كما شاركت في مهرجان الإبداع (مهرجان الشباب الخليجي الأول) الذي أقيم في مدارس الرياض في مدينة الرياض) وقد منحت شهادة تقدير على حسن مشاركتي.
الوسادة الناطقة
* ما الاختراعات التي قدمتها لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية؟
- أولاً: هاتف يخدم ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يستطيع المعوقون والمكفوفون وكبار السن التحدث بكل سهولة. ثانياً: ساعة يدوية تعليمية للأطفال المعوقين والأسوياء وهي ساعة نظرية وإلكترونية في سوار واحد ويسهل على الطفل تعلم الساعة في وقت مبكر كما أنها ناطقة للأذان في أوقات محددة والأدعية المشروعة بعد الأذان بصوت هادئ حتى يتسنى للطفل التكرار خلفها، وفيها منبه ناطق للطفل بصوت يجذب الطفل ويعوده على الاعتماد على النفس مبكراً.
ثالثاً: وسادة منبه ناطقة للأذكار، وهي عبارة عن وسادة فيها منبه في الوقت المرغوب الاستيقاظ فيه بجانب أنها ناطقة للأذكار الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم قبل النوم وبعد الاستيقاظ.
رابعاً: خزان ترشيد المياه، وهو عبارة عن خزان صغير يوضع تحت مجاري المغاسل مفلتر وظيفته استخدام الماء لغسيل السيارات والساحات وغير صالح للشرب.
خامساً: جهاز ناطق ومترجم للأوراق التي توضع في داخله وهو يفيد الأميين.
سادساً: جهاز طامس ومعالج للأوراق التي توضع فيه.
اختراع فريد
* حدثنا عن جهاز يقوم بطمس ومعالجة الورق؟
- هو عبارة عن جهاز يقوم بطمس ومعالجة الورق المستعمل الذي يوضع فيه بطريقة فيزيائية، وهو يشبه الطابعة وله فتحة تسع عدداً معيناً من الورق ويفتح زر التشغيل ثم يقوم الجهاز بوظيفته وذلك بسحب الورق إلى داخل الجهاز ليمر بعمليتين الأولى بالطمس والثانية بالمعالجة الفيزيائية ثم يقوم الجهاز بإخراج الأوراق من الفتحة الأخرى الخاصة بها، وهو يعمل بالكهرباء، وبإمكانه معالجة الورق أكثر من مرة وهذا الاختراع له إمكانية تغيير بعض القطع التي تستهلك بعد فترة مثل سائل الطامس وهو سهل الاستخدام، ويمكن وضعه على المكاتب ويمكن استخدامه بالدوائر الحكومية والشركات والمدارس، ورغم سهولة استعماله وبساطته إلا انه هو أيضاً يوفر لنا الكثير من الأوراق التي تستعمل وتذهب سدى.
باقات الشكر
* شكر وتقدير لمن تقدم هذه العبارة؟
- أقدم أعظم شكر وأجل تقدير إلى من لها الفضل الأول بعد الله في تنمية وصقل مواهبي فهي التي صنعت لي درعاً ضد أي تحطيم يمنحني الثقة والعزيمة إنه شكر وامتنان لأمي الغالية وأقول لها: جميع كلمات الشكر لن توفيك حقك فأنت مثال للأم المثالية، ثم أقدم أجمل وأجل شكر وتقدير لوالدي الغالي الذي يقف دائماً معي ولم ولن يبخل علي بأي شيء يملكه فلك مني جزيل الشكر، ثم أوجه كل الشكر والتقدير والامتنان والوفاء والولاء لوالدي الغالي.. خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله، وولي عهده الأمين والدي الحنون صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله ورعاه، ولوالدي الغالي الحنون صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز آل سعود حفظه ورعاه، وشكر خاص يغمره الحب والوفاء لوالدتي الحبيبة صاحبة السمو الأميرة حصة الشعلان حرم خادم الحرمين الشريفين، وجزيل الشكر والامتنان لداعم المواهب صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود (حفظه الله)، والشكر الوفير للوالد الحنون الشيخ محمد عبد اللطيف جميل، وعدد كثير من بطاقات الشكر والتقدير أقدمها لكل من دعمني.. ولا يسعني ذكرهم جميعاً ولكن أقول لهم: لكم مني جزيل الشكر والتقدير. ومن الله خير ووافر الجزاء إن شاء الله. كما لا أنسى أن أوجه شكري للقائمين على مجلة الاتصالات والعالم الرقمي بجريدة الجزيرة على اهتمامهم بالمواهب من خلال هذه الصفحة.