هاتفك متاح للجميع دون هتك الخصوصية
تقنية الاتصال تجعل العثور عليك أكثر سهولة
|
قدمت تكنولوجيا الاتصالات دليلاً لاسلكياً جديداً سيسمح لثمانية ملايين مستخدم أمريكي للهاتف المحمول لا يملكون هاتفاً منزلياً بإدراج أرقامهم في دليل خاص بهم. كلما ساعدت التقنية الإنسان على الاتصال بالعالم الخارجي بصورة أكبر، كلما قلت رغبته في أن يصل إليه الآخرون، تلك حقيقة بديهية في عصرنا الحالي. إن الناس يتصفحون مواقع الويب دون تسجيل دخولهم، ويعدون المرشحات للدفاع عن حسابات بريدهم الإلكتروني ضد البريد الإعلاني غير المرغوب فيه. لقد اشتركت ما يقرب من 64 مليون عائلة في خدمة قائمة (ممنوع الاتصال) بهدف الحيلولة دون اتصال الآخرين بهم على الهاتف المنزلي باستمرار.
ولكن هناك حقيقة بديهية أخرى تميز هذا العصر، يريد البعض أن يكونوا متاحين، أحياناً طوال الوقت، لعدد محدد من أعضاء العائلة، أو لبعض الأصدقاء، أو حتى لبعض عروض العمل التي تأتيهم عبر الهاتف. يقول الخبراء إنه في الوقت الذي تستغل فيه الشركات تلك الرغبة، فإن الأفراد سيجدون صعوبة في الاختفاء عن الأنظار إلكترونياً.
***
آخر المتطفلين المقترحين
وافقت إدارة الغذاء والدواء على استعمال شريحة صغيرة مؤخراً في حجم حبة الأرز، يمكن زرعها تحت الجلد لإرسال بيانات مثل التاريخ الطبي للمرء وموقعه وهويته.
تخطط مجموعة من ست شركات للمحمول لطرح خدمة دليل قومي للهواتف اللاسلكية في العام القادم.
يقول بول ليفينسون Paul Levinson، رئيس قسم الاتصالات والدراسات الإعلامية بجامعة فوردهام Fordham University بمدينة نيويورك New York City: إن هذا مثال كلاسيكي لسلاح ذي حدين. إننا نود أن يسهل العثور علينا من قبل الأفراد الذين نود الاتصال بهم. ويضيف ليفينسون Levinson الذي يؤدي عملاً إضافياً كمؤلف روايات خيال علمي: (و) إذا أراد ستيفن سبيلبرج Steven Spielberg إخراج فيلم يقوم على رواية الخيال العلمي خاصتي، أفضل أن يسهل العثور علي طوال الوقت في أي مكان في العالم.
فئات المستخدمين
الناس فريقان: فريق نفضل أن يتصل بنا في العمل، وفريق نفضل أن يتصل بنا في البيت.
لقد محت الهواتف المحمولة تلك الاختلافات، على حد قول ليفينسون Levinson، مؤلف كتاب (الهاتف المحمول: قصة أكثر وسائط الاتصال تنقلاً في العالم وكيفية تغييره لكل شيء).
فبمجرد أن تنشر أرقام الهواتف المحمولة في دليل خاص بها، (ستعطى الضوء الأخضر، إذا جاز التعبير، ولن يتعذر الوصول لأي أحد). ومن الممكن أن تبلغ أرباح شركات الهواتف المحمولة وشركات تزويد خدمة الدليل التي تدرها خدمة مكالمات الدليل لأرقام الهاتف اللاسلكية 2 مليار دولار كأرباح إضافية بحلول عام 2008م من خلال رسوم الدليل والدقائق الإضافية المستهلكة من قبل الخطوط الثابتة واللاسلكية، على حد قول محللة الصناعات اللاسلكية كاثرين بيرز Catherine Pierz. ووفقاً لاستفتاء أجرته الشركة التي تعمل بها، وجد أنه من المتوقع أن تبلغ نسبة الذين سيشاركون في خدمة الدليل 53 بالمائة أي ما يبلغ أكثر من 160 مليون مستخدم هاتف لاسلكي في البلاد، شريطة أن يقتنع العملاء بوجود ضمانات كافية تكفل لهم الخصوصية.
من الممكن أن يكون مستخدمو الهواتف المحمولة حساسين بصفة خاصة تجاه المكالمات الواردة غير المرغوب فيها لأنها تحسب وكأنها دقائق مستهلكة من قبلهم. ولكن بناء على طبيعة السوق كما رسمتها الشركة التي تعمل بها بيرز Pierz، سينتج عن تطبيق خدمة الدليل اللاسلكي متوسط من ثلاث إلى خمس مكالمات إضافية لكل هاتف في العام الواحد، وهو ما يبلغ متوسط تكلفته 45 سنتا شهرياً. بالإضافة إلى ذلك، فإن بيرز Pierz تتوقع ألا تشتمل تلك المكالمات الإضافية على مكالمات من مندوبي المبيعات، طالما أن تلك الممارسة مخالفة للقانون الصادر عام 1996م.
خدمة ممنوع الاتصال
إن عملاء الهاتف المحمول يخول لهم بالفعل الاشتراك في خدمة قائمة (ممنوع الاتصال) القومية، كإجراء وقائي إضافي، وتلك الخدمة تفرض غرامة على المخالفين تبلغ 11000 دولار للواقعة الواحدة. وتعد شركات الخدمات السلكية واللاسلكية بتوفير حماية الخصوصية (أعلنت شركة فيريزون Verizon، أضخم شركة للهواتف المحمولة والتي يبلغ نصيبها من السوق الربع، أنها لن تشترك في دليل لاسلكي). على سبيل المثال، سيتعين على مستخدمي الهاتف المحمول الاختيار ما بين إدراج أرقام هواتفهم على الدليل اللاسكلي على الأقل في أثناء الاشتراك المبدئي، أو إبقائها غير مدرجة. وبمجرد أن يتم إدراج الرقم، يمكن للمستخدم إلغاء الاشتراك وحذف رقمه من الدليل في أي وقت ودون أي تكلفة تذكر. ومن المقرر ألا تتيح أي من الشركات الوصول إلى أي من قواعد بيانات أرقام الهواتف أو نشرها مطبوعة أو عرضها على شبكة الإنترنت. والوسيلة الوحيدة التي تتيح الحصول على رقم الهاتف اللاسلكي هي الاتصال بالرقم 411 والاستفسار عن الرقم المطلوب. ولا يسمح إلا بمعرفة رقم واحد في كل مرة.
هذا وسيتاح لدى العملاء خيار عدم الرد على المكالمات الواردة من مجهولين بكل بساطة، على حد قول إرين ماكجي Erin McGee المتحدثة الرسمية لاتحاد الاتصالات الخلوية والإنترنت، الذي يمثل شركات الاتصالات السلكية واللاسلكية للهواتف المحمولة. وتضيف ماكجيMcGee بقولها: (في تلك الأثناء، ستتاح للثمانية ملايين أمريكي الذين لا يملكون خطوط هاتف ثابتة أخيراً إمكانية إدراج أرقام هواتفهم اللاسلكية في دليل تليفونات). وجدير بالذكر أن تلك الخدمة ستكفل الاتصال السريع بأصحاب الأعمال الصغيرة كثيري التنقل، مثل السباكين، والمقاولين، وسماسرة العقارات، من قبل عملائهم المرتقبين.
الإجراءات الوقائية لحماية الخصوصية
ولكن البعض الآخر ينتابهم الشك حيال ما إذا كانت كافة الإجراءات الوقائية لحماية الخصوصية ممكنة بالفعل. ومن ثم نجد أن لجنتي مجلسي النواب والشيوخ تبحثان (قانون الحماية رقم 411 للاتصالات اللاسلكية) لخلع صفة القانونية على بعض من الوعود التي تقطعها الشركات على أنفسها. وجدير بالذكر أن ولاية كاليفورنيا California فَعَّلت مثل هذا القانون في الشهر الماضي، ويفيد هذا القانون بإدراج العملاء فقط نزولاً على اختيارهم الشخصي فحسب، ويكفل لهم إلغاء إدراجهم بالدليل من دون أي رسوم.
يقول مارك روتنبرج Mark Rotenberg، المدير التنفيذي لمركز معلومات الخصوصية الإلكترونية بواشنطن Washington، والذي شهد على القانون 411 للاتصالات اللاسلكية أمام مجلس الشيوخ الأمريكي: (يتوقع الناس توفر قدر كبير من الخصوصية عند استخدامهم الهواتف المحمولة. فجزء من النجاح الذي أصابته خدمات الهاتف المحمول قام في الأساس على حقيقة أن المستخدم يستطيع السيطرة بصورة أفضل على رقم هاتفه مقارنة بالسيطرة المتاحة له على أرقام الهواتف الأرضية التقليدية). ويضيف روتنبرج Rotenberg بقوله إن الآباء الذين يعطون أبناءهم هواتف محمولة بهدف البقاء على اتصال بهم طوال الوقت، على سبيل المثال، لا يتوقعون تلقي مكالمات من أغراب أو من مندوبي مبيعات.
مبادئ يجب مراعاتها
هناك عدد كبير من المبادئ التي يجب مراعاتها والعمل بها متى شرعنا في جمع أية بيانات شخصية في أي شكل رقمي، بما في ذلك التشديدات على أن تلك البيانات لن تستغل إلا في الأغراض المصرح بها، وستتوفر لها أعلى درجات الأمان، وأن المستخدم سيجد الجهة التي يلجأ إليها في حال وقوع أية مشاكل.
تصرح بام ديكسون Pam Dixon، المدير التنفيذي لمنتدى الخصوصية العالمي، وهو عبارة عن مجموعة بحث في مسائل الصالح العام بمدينة سان دييجو San Diego بقولها: (إن السواد الأعظم من المستهلكين لا يعون التنازلات التي يقدمونها فيما يتعلق بالخصوصية. فكثير من الناس تصيبهم الدهشة عندما يكتبون أرقام هواتفهم المنزلية في مربع بحث محرك البحث جوجل Google وتظهر لهم أسماؤهم وعناوينهم).
قرارات حكيمة
وحتى عندما يظن الناس أنهم يتخذون قراراً حكيماً فيما يتعلق بمسألة الخصوصية، عادة ما يفتقر ذلك القرار إلى الحكمة، على حد قول ديكسون Dixon. فمستخدمو البريد الإلكتروني الجديد المعروف ب GMail والتابع لمحرك البحث الشهير جوجل Google على سبيل المثال، قد يكونون على استعداد للسماح لجوجل Google بمسح رسائلهم وإرسال إعلانات ترتبط وطبيعة تلك الرسائل في مقابل الحصول على حساب بريد إلكتروني مجاني. ولكن ما وضع هؤلاء الذين يرسلون رسائلهم إلى حساب بريد تابع لجوجل Google ؟ فربما لم يسمحوا بقبول مثل هذه الإجراءات. وجدير بالذكر أن الاستخدام واسع الانتشار المرتقب ل فيريتشيب VeriChip، وهي عبارة عن شريحة راديو دقيقة توضع تحت الجلد، يعد بمثابة (موقف كارثي) بالنسبة لمسألة الخصوصية، على حد قول ديكسون Dixon. في البداية قد يدفع الناس دفعاً إلى استخدام تلك الأجهزة من خلال بعض العوامل المحفزة، أو من أجل الالتحاق بوظائف في مجالات محددة، مثل المجالات الأمنية القصوى. ولكن لن يمر وقت طويل حتى يزداد الطلب على أجهزة الإرسال من هذا النوع على نطاق واسع. وتضيف ديكسون Dixon أخيرا بقولها: (لقد أصبحت تلك الأجهزة إجبارية بالنسبة لطبقة معينة من الناس على حين غرة. وإنني لأعتقد أن هذا الموقف يمثل فخاً كبيراً).
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 