طريقة جديدة تخدم شركات الهاتف والعاطلين عن العمل لا داعي لشراء بطاقة جديدة لهاتفك.. اتصل فقط!
|
* إعداد : محمد مجيد العادلي
يذهب بعض طالبي العمل إلى إجراء مقابلة شفهية لغرض معرفة قدراتهم فيما يلجأ البعض لملء استمارة لطلب العمل، غير إن جسيكا جازو وجدت عملاً ضمن فريق جديد للمبيعات بعيدة المدى أنشأته شركة فلبينية للهاتف الخلوي تدعى سمارت كوميونيكيشن، بدون أن تقوم بهذه الخطوات الروتينية.
والسيدة جازو، 33 عاماً، هي ربة بيت تسكن في مدينة دافاو التي تبعد 600 ميل عن العاصمة مانيلا. وهي واحدة من بين 100 ألف مستخدم للهاتف الخلوي ممن يعيدون بيع الخدمات الخلوية الخاصة بالشركة عبر خدمة جديدة مدفوعة مسبقاً تدعى سمارت بودي إي لود.
فعن طريق رقاقة خاصة بثمن 20 دولاراً لهاتفها الخلوي تستطيع جازو بيع المزيد من دقائق الاتصال إلى أصدقائها ومعارفها الذين أوشكت بطاقات هواتفهم على انتهاء صلاحيتها. وتحصل جازو عن كل ألف بيزو من المبيعات على عمولة تقدر ب 150 بيزو (ثلاث دولارات تقريباً) وذلك يجعل من هاتفها الخلوي كمصدر آخر للدخل لعائلتها المكونة من أربعة أفراد. ولذلك تقول جازو «إذا تمكنت من الحصول على 150 بيزو في اليوم فلن يتوجب علي العمل».
طريقة غير مكلفة
ومنذ أن بدأت الشركة هذا البرنامج في مايو الماضي فقد انتشر وحاز على شعبية واسعة مما وفر للشركة طريقة غير مكلفة لتوزيع خدمتها في المناطق والقرى الفقيرة والنائية في البلاد. وهذه الخدمة هي الأولى من نوعها في العالم حيث تدمج بين آخر التطورات في تجارة الهواتف الخلوية مع أقدم مبادئ التسويق لتعبئة الأجهزة الصغيرة.
ويقول كاران آنج محلل الاتصالات في مجموعة سيتي جروب بسنغافورة: «إنها فكرة جيدة لأنها توسع القدرة الشرائية لدى الفرد من دون أن تلجأ شركة سمارت إلى تخفيض أسعارها». وفيما قالت سمارت إنها لا تعلم فيما إذا كان هناك خدمات مشابهة خارج الفلبين، فإن المحللين يقولون إن مبدأ هذا البرنامج قد يساعد مشغلي الشبكة الخلوية على توسيع خدمتهم في المناطق النائية للدول النامية مثل الصين والهند إضافة إلى المجموعات السكانية ذات الدخل المنخفض في الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة وخاصة في صفوف المراهقين.
ويقول بينت نوردستروم مؤسس شركة نورث ستريم السويدية الاستشارية المتخصصة بالصناعة اللاسلكية ومديرها التنفيذي: «أعتقد إن لهذه الفكرة الكثير من القدرات الكامنة، لأن الشباب الذين ليس لديهم مصدر دخل ثابت يحتاجون دوماً إلى أن يكونوا أذكياء في كيفية صرف نقودهم». وتقول سمارت إن 700 ألف من زبائنها الجدد بدءوا باستعمال شبكتها في شهري يوليو وأغسطس الماضي حتى وصل عدد زبائنها الكلي إلى 11 مليون شخص نصفهم في المناطق النائية في بلد يبلغ عدد سكانه 76 مليون شخص. نمو سمارت هو خبر جيد لشركتها الأم المثقلة بالديون والتي تدعى فلبين لونج ديستانس تليفون (بي أل دي تي).
وقد ساهمت سمارت ب 6 ،1 مليارات بيزو (111 مليون دولار) في البنى التحتية للشركة الأم منتصف هذا العام.
عملاء بالملايين
وبالرغم من كون الفلبين بلداً نامياً فإن الحصول على الهاتف الخلوي شيء مهم للمواطن الفلبيني. ففي المدن الكبيرة مثل العاصمة مانيلا من الصعب أن تجد شخصاً لا يملك هاتفاً خلوياً. وكذلك من الصعب أن تجد شخصاً يتصل بهاتف شخص آخر.
وفي بلد يبلغ فيه دخل الفرد السنوي أقل من 1000 دولار فإن معظم الفلبينيين يعتمدون على خدمة الرسائل النصية الأرخص ثمناً والتي باتت صرعة العصر هنا حيث يستعملها كل شخص سواء كان طالباً فقيراً أو مسئولاً حكومياً رفيعاً، فالمديرون التنفيذيون يتبادلون الرسائل النصية أثناء الاجتماعات، أما عند وصول أخبار ساخنة إلى أحدهم أو حتى الشائعات فإنها تنتشر في الشبكات النصية للبلاد كانتشار النار في الهشيم مما جعلها تصبح كنوع من غرف الدردشة الوطنية المتاحة في متناول اليد.
وقد أدى توفير خدمة الرسائل النصية بأرخص الأثمان إلى جعل أكبر منافس لسمارت وهي شركة جلوب تليكوم إلى أن تصبح أكبر مشغل للهواتف الخلوية في البلد. غير إن سمارت بدأت تتفوق على جلوب بسيطرتها على 46% من سوق الخلوي ويبدو إن الفضل يعود في ذلك لأنها جعلت الجمهور يستغل الرسائل النصية في أمور مربحة. وإضافة إلى الأنباء المالية والأخبار العالمية وأخبار المشاهير فإن بعض الرسائل النصية التي تقدمها سمارت خاصة بالفلبينين، فخدمة سيارةالأجرة الآمنة (Safe Taxi) على سبيل المثال تم تطويرها كرد فعل على سلسلة اعتداءات من سواقي سيارات الأجرة، فعندما يركب أحد زبائن سمارت في سيارة الأجرة يمكنه أن يرسل رسالة إلى شبكة الشركة يسجل فيها رقم السيارة. وإذا لم يرسل رسالة أخرى خلال 30 دقيقة يشير فيها إلى وصوله إلى وجهته بسلام فإن الشبكة ترسل رسالة إلى صديق أو قريب له تحذره من حدوث مشكلة ما للشخص المذكور.
خدمات مسبقة الدفع
وعلى ما يبدو إن تشبع السوق في المناطق السكنية دفع بمهندسي شبكة سمارت بعيداً باتجاه المناطق الريفية بحثاً عن زبائن جدد، حيث واجهوا مشكلة جديدة. فبينما هم يبنون شبكة نائية جديدة قد لا يكون الزبائن متحمسين لاستعمالها. فكما هو الحال في العديد من الدول النامية فإن صناعة الاتصالات الخلوية في الفلبين يسيطر عليها مسبقاً بواسطة الخدمات المسبقة الدفع حيث يستخدم 95% من الزبائن نوعاً من الخدمات المسبقة الدفع. وبالنسبة لمشغلي الشبكات فإن هذه الطريقة أفضل لهم لأنها لا تراكم الديون على المشتركين. وبموجب هذه الطريقة يتوجب على زبائن الدفع المسبق شراء رقاقة كومبيوتر معروفة ببطاقة ال (SIM) لهواتفهم ليتم تسجيلهم في الشبكة الخلوية بإدخال رقم التعريف الشخصي. وعندما تستنفد البطاقة زمن الاتصال بإمكان الزبون شراء بطاقة برقم تعريف شخصي جديد يعيد تفعيل حسابهم لدى الشركة. وتزود سمارت زبائنها بهذه البطاقات بثمن 300 بيزو، وحتى هذا المبلغ فهو كبير جداً للعديد من المستخدمين في المناطق النائية. ومع ذلك فإن طباعة وتوزيع المزيد من هذه البطاقات لجمع مبالغ أصغر قد يضيف تكاليف أخرى على الشركة. ولذلك فقد اكتشفت سمارت حلاً في واحدة من أكثر خدماتها المتقدمة حداثة، ففي ديسمبر من عام 2000 قدمت الشركة شيئاً أسمته بنقود سمارت، والذي يسمح للزبائن باستخدام هواتفهم الخلوية لنقل النقود من حساباتهم المصرفية إلى بطاقة ماستر كارد النقدية. وباستخدام هذه البطاقة يمكن لهؤلاء تمويل بطاقتهم النقدية هذه عبر هواتفهم الخلوية لا بل وتحويل هذه الأموال إلى شخص آخر. فالأزواج مثلاً يمكن أن يحولوا الأموال إلى زوجاتهم وهم في العمل.
وتقول سمارت أن 300 ألف من زبائنها هم الآن مستخدمون منتظمون لنقود سمارت، وقد استخدمت سمارت برنامجاً خاصاً لنقودها تلك يعمل بذات فكرة بعض مؤسسات الألعاب العالمية للوصول إلى الأسواق النائية في أفريقيا والهند على مدى العقود الماضية. ونظراً لأن من المحتمل أن يكون القرويون غير قادرين على شراء عبوة كاملة من الشامبو أو من منظف الغسيل ( بمستطاعهم على الأرجح شراء ما يكفي لوجبة غسيل واحدة فقط) فقد قررت سمارت تصغير «عبواتها» من الاتصال الخلوي المسبق الدفع. وعليه فبإمكان الزبائن الذين لديهم مبلغ 20 دولاراً أن يشتروا بطاقة SIM التي تعطيهم ما قيمته 1000 بيزو من البث المباشر، أو 100 دقيقة. وبإمكانهم أن يبيعوا ما لا يقل قيمته عن 30 بيزو من البث المباشر 30 دقيقة إلى زبائن آخرين لسمارت مسبقي الدفع عبر إرسال رسالة نصية إلى الشبكة تحمل رقم هاتف زبائنهم. وبالرغم من إن سمارت لم تحدد مقدار البث المباشر الذي تم بيعه عبر هذا البرنامج فإن المحللين يعتقدون ان أكثر من ثلث عمليات الشركة المسبقة الدفع تتم عبر هذه الخدمة. وبذلك فإن سمارت لن تكون بحاجة إلى طباعة المزيد من البطاقات المسبقة الدفع لدعم اتصالات زبائنها مما يوفر لها الكثير من المال. والأفضل من كل ذلك هو إن مشتري خدمة سمارت يمكن أن يطلبوا مثل هذه البطاقات ممن يقومون بإعادة البيع مثل السيدة جازو عبر الهاتف أينما كانوا.
وتقول جازو أنها لديها زبوناً يسكن على بعد ساعتين من مسكنها. ومن المؤكد ان البيع لزبائن يسكنون في أماكن بعيدة يعتمد إلى حد كبير على الثقة غير إن جازو لا تمانع في ذلك فهي ترى فيه «أمراً ممتعاً حقاً».
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|