إن مخاطر وضع بياناتك تحت رحمة خوادم إحدى الشركات تجلت لي عندما تعطلت خوادم الشركة الأسبوع الماضي، وقد تم إصلاحها بعد عطل دام لتسع عشرة ساعة كاملة، وطوال تلك الفترة اشتعلت المناظرات الكلامية على ساحات الحوار بعدما خرجت رسالة من موقع مايكروسوفت يقول إن المشكلة لن يتم إصلاحها قبل ثلاثة أيام! وليست لدي فكرة من المهمل الذي قرر ذلك، لكن من الواضح أن أحد كبار مسئولي مايكروسوفت اكتشف العطل وقام بتسريع عملية الإصلاح، فإذا ظل هذا الخادم متعطلاً لمدة ثلاثة أيام وطال هذا الانقطاع مستخدمي الحاسبات الشخصية حول العالم، فإن مايكروسوفت كانت ستقع في سيناريو كارثي مرعب.
إحدى ملامح هذا السيناريو المرعب أن مستخدمي ويندوز الأصليين كان سيتم وقف العمل بأنظمتهم بسبب مشكلة التحقق من أصلية المنتج، وكل ما يؤكده هذا هو أن التطبيقات المعتمدة على شبكة الإنترنت لا يمكن الوثوق بها، فهجمات هاكر على خوادم ويندوز يمكن أن تغلق فعلياً ملايين الحاسبات التي قام مستخدموها بغباء بالاشتراك في تلك (الميزات) المفترضة، والتي لا تفعل شيئاً أكثر من البحث عن نسخ مقرصنة من أنظمة التشغيل، ونعم هناك بعض المستخدمين ليسوا أغبياء ولكن أجبروا على استخدام هذا النظام، في حين أن البعض الآخر تم خداعهم أو تم ملاحقتهم بهذه الخدمة. كان يجب إيجاد نظام بديل من مايكروسوفت للتحقق من البرامج الأصلية في حالة تعطل خوادم الشركة، عن طريق كود برمجي صغير، لكن يبدو أن هذا كان صعباً على مبرمجي مايكروسوفت البالغ عددهم 20 ألف موظف.
وقد تحولت النقاشات على ساحات الحوار إلى تفكير من بعض المستخدمين في التحويل إلى نظام لينوكس الذين قالوا إن مستخدميه لم يمروا بتلك المشكلات من قبل، وذلك بالطبع شيء لا تحب مايكروسوفت أن تقرؤه على ساحات الحوار الخاصة بها، ولنتخيل معاً كم سيكون الصراخ عالياً لو ظل الموقع معطلاً لثلاثة أيام!