حوار مع الباحث الإعلامي صالح العنزي: الصحافة المطبوعة والصحافة الإلكترونية تجمعهما علاقة «تصادم» بدلاً من التعاون!
|
* أجرى الحوار: محمد شاهين
لا شك أن فكرة الصحافة الإلكترونية باتت تشكل الشغل الشاغل لعقول الكثيرين من المحللين وخاصة العاملين في المجال الصحفي، سواء على الصعيد العالمي أو الصعيد المحلي، والذين يحملون على عاتقهم أمر تطوير هذا المجال والوصول به إلى آفاق عالمية محاولين اللحاق بركب العالم الذي أصبحت فيه الرقمية متغلغلة ومسيطرة على كل جوانبه. والصحافة مثلها في ذلك مثل كل التخصصات فقد بدأت بدورها في الدخول إلى العالم الرقمي، وذلك من خلال إنشاء مواقع إلكترونية لها على شبكة الإنترنت. حول أهمية المواقع الإلكترونية الصحفية، وحول المشكلات والتحديات التي تواجه هذه المواقع كان لنا هذا الحوار مع الباحث صالح العنزي الذي كانت له دراسات في هذا المجال توجتها رسالته لنيل درجة الماجستير التي تناولت الجوانب السلبية والإيجابية في المواقع الصحفية الإلكترونية التابعة للصحف السعودية.
* في رأيكم.. ما أهم المشكلات التي تعاني منها المواقع الصحفية الإلكترونية في المملكة؟ وما أسباب ذلك؟
- أعتقد أن أهم المشكلات تتلخص في سرعة تحميل هذه المواقع؛ فأنت كمستخدم عادي تريد الاطلاع على هذه المواقع، ولكن ربما تفقد الرغبة في ذلك إذا ما استغرق الموقع وقتاً طويلاً حتى تظهر لك صفحته الرئيسية. ويشعر بذلك من يحاول تحميل هذه الصفحات من خلال خدمة الإنترنت المنزلية التي تعتمد في الغالب على الاتصال العادي البطيء نسبياً وهو ما يسمى Dial up.
* إذاً هل يمكننا القول إن هذه المشكلة تتعلق بالبنية التقنية التحتية أم أن السبب يعود إلى تصميم الموقع نفسه؟
- الحقيقة أن المشكلة ذات شقين بالفعل؛ فمن ناحية نجد أن سرعة الإنترنت الموجودة حالياً غير كافية لاحتياجات المستخدم العادي من الشبكة حيث تجد مواقع يصعب الاطلاع عليها بسبب الوقت الكبير الذي يستغرقه تحميلها. ومن ناحية أخرى يتحمل تصميم الموقع نصيباً كبيراً من المشكلة حيث إن التصميم في حد ذاته قد يكون عائقاً أمام وصول الموقع للمستخدمين. أما بالنسبة لمسألة السرعة فنحن دائماً في حاجة إلى زيادتها وتطوير البنية التحتية التقنية بشكل عام؛ فالبنية التحتية تحتاج إلى زيادة طاقتها لتصل إلى مقاييس مقبولة عالمياً.
مشكلة المواقع الصحفية وتصميمها
* ذكرت أن تصميم الموقع يمكن أن يكون عائقاً ومشكلة في حد ذاته، فكيف يكون ذلك؟
- الحقيقة أن طريقة تصميم الموقع لها دور كبير في التأثير على سرعته. وهنا اسمح لي أن أشرح بعض التقنيات المهمة؛ فلإخراج المواقع على الإنترنت ثلاث طرق: الأولى تعتمد على طريقة الوحدات الإلكترونية، وفي هذه الحالة تكون الصفحة الرئيسية للموقع محملة بكثير من الأخبار المكونة من عنوان وجزء من النص، إضافة إلى صورة تابعة للخبر. وهذا التصميم هو ما يجعل الصفحة الرئيسية للموقع بطيئة أثناء التحميل. والحقيقة أن هذه الطريقة هي المعمول بها في معظم مواقع الصحف السعودية على الإنترنت.
أما الطريقة الثانية فتعتمد على أن تحتوي الصفحة الرئيسية للموقع وحدة إلكترونية واحدة فقط؛ بمعنى أن تحمل عنواناً ونصاً لخبر إضافة إلى صورة كبيرة تابعة للخبر. وهذه الطريقة تعد أسرع بكثير في عملية التحميل من الطريقة السابقة.
أما الطريقة الأخيرة فهي طريقة البوابة الإلكترونية، وتعني ألا تحتوي الصفحة الرئيسية للموقع غير الروابط فقط، أو بلغة الصحافة على عناوين الأخبار فقط؛ ومن ثم يتعين على من يريد قراءة نص الخبر أن يدخل على الرابط لتفتح له صفحة أخرى تحتوي على العنوان والخبر وأي عدد من الصور يريد المحرر أن يضعها مع الخبر.
* هل يمكن القول إن قلة الوعي بمستقبل الصحافة الإلكترونية في المملكة حتى من قبل المتخصصين وراء ظهور مواقع بتصميمات غير عملية بالمعنى الذي تفضلتم بشرحه؟
- الحقيقة أن قضية الوعي أمر مهم حيث إن علينا أن نعترف جميعاً بأن مستقبل الصحافة يُمكن أن يُغفل الصحافة الإلكترونية؛ فهي طريق يسلكه الكثيرون في عالم الصحافة في الخارج، كما أن طريقة الحياة والإيقاع السريع الذي نعيشه الآن يفرض على الصحف أن تكون لها مواقعها الإلكترونية وذلك إذا ما أرادت أن تحافظ على قرائها أو بمعنى آخر إذا ما أرادت أن يكون لها السبق في تقديم المعلومة والخبر للقارئ؛ ومن هنا فعلى القائمين على الصحف أن يهتموا كثيراً بالجانب الإلكتروني من صحيفتهم وإخراجه بشكل جيد.
وبشكل عام فإن العلاقة بين الصحيفة والقارئ لابد أن يحكمها هدف واحد هو تقديم الخدمات والأخبار وتسهيل الحصول عليها. ولعلي هنا أُشيد بمجهودات جريدة (الجزيرة) التي طالما طالعتنا بالجديد في مجال الخدمات الإخبارية سواء عبر موقعها الإلكتروني أو من خلال خدمة رسائل الجوال التي أُتيحت قريباً. وهذا ما أريد التأكيد عليه وهو أن المطلب الأساسي هو تقديم الخدمة للقارئ بشكل عصري وسريع وسهل.
* هل ترى مشكلة حقيقية في فهم أهمية الجانب الإلكتروني من الصحيفة لدى إدارات بعض الصحف السعودية الآن؟
- يمكنني القول إن العلاقة بين الصحافة المطبوعة والصحافة الإلكترونية الآن هي علاقة تصادم بدلاً من أن تكون علاقة تعاون، وهذا قد يحدث في داخل المطبوعة الواحدة، وأعني بذلك أن بعض إدارات التحرير قد لا ترى أهمية لوجود أخبارها على الإنترنت من الأساس، والبعض الآخر يخشى أن تطغى هذه النوعية الجديدة للصحافة على الصحافة المطبوعة. أما على الصعيد التحريري فيرى البعض أن مجرد نشر المادة التحريرية على الإنترنت يؤثر سلباً على مدى انتشار وتوزيع الجريدة المطبوعة وذلك بالطبع لأن المادة تكون متوافرة على الموقع الإلكتروني قبل الجريدة المطبوعة.
* إذاً المشكلة تأتي من طبيعة المجال الإلكتروني ككل حيث إنه أسرع وأسهل في تقديم الخبر.
- هذا صحيح بالفعل.
* وكيف تتصور الحل لهذه الإشكالية؟
- أنا أرى أن يكون هناك تعاون بين النوعين؛ إذ إن المؤسسة الصحفية الناجحة في رأيي هي التي تتمكن من التنسيق بين موقعها الإلكتروني وبين مطبوعتها الورقية بحيث لا تطغى أي منهما على الأخرى. والحقيقة أن هناك أمثلة عالمية على هذا النموذج؛ ففي أستراليا هناك جريدة شهيرة اهتمت بموقعها الإلكتروني لدرجة أنه أصبح مستقلاً نوعاً ما بالنسبة لما يحتويه من أخبار؛ بمعنى أن ما تحتويه المطبوعة الورقية يختلف عما تحتويه صفحات الموقع، حتى أنه عندما تأخذ الجريدة الإلكترونية خبراً من المطبوعة أو العكس فإنه يُشار في نهاية الخبر بعبارة تدل على مرجعيته. وهذا يجذبنا إلى مسألة المحاكاة.
إن صحفنا الآن تقع في خطأ كبير وهو أن الموقع الإلكتروني يحاكي النسخة الورقية تماماً. وهذا ما يثير المخاوف من أن يطغى الموقع الإلكتروني على الجريدة وما إلى ذلك. من ناحية أخرى إذا كان هناك استغلال جيد للموقع فيمكن أن يشكل هذا عامل جذب لكليهما (الجريدة والموقع) كأن يُشار إلى خبر ما في الموقع على أن تكملته في الجريدة أو ما شابه ذلك.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|