كسرها هو المستحيل بعينه
شفرة ال بي جي بي تحمي بريدك من المتلصصين
تقنيات التشفير هامة لأمن المعلومات
شفرة ال بي جي بي رياضية تعتمد على الجبر
|
هل تخشى تلصص المتطفلين على بريدك الإلكتروني الشخصي؟ إذا كان الأمر كذلك يتوجب عليك تشفير رسائلك بواسطة برنامج التشفير بي جي بي (PGP). فقد تم اختراع هذا البرنامج عام 1991 من قبل فيل زيمرمان كطريقة لإرسال الرسائل الإلكترونية تسمح للمرسل إليه فقط بقراءتها.
وقد سببت هذه الطريقة مشاكل لزيمرمان مع المباحث الفيدرالية الأمريكية إلى أن أسقطوا هذه القضية عنه بعد عدة سنوات تحت ضغوط من شركات تصنيع الكومبيوتر الأمريكية.
ومع ذلك، فبعد شراء شركة نيتوورك أسوشيأيتس (Network Associates) برنامجه عام 1997 توالت عليه التطويرات إلى أن توقف عام 2001 ليوضع على الرف. لكن شركة حديثة التأسيس تعرف باسم بي جي بي كوربوريشن (PGP Corp.) ويقع مقرها بمدينة بالو آلتو بولاية كاليفورنيا اشترت البرنامج من سابقتها وبدأت منذ نوفمبر الماضي ببيع أحدث النسخ من هذا البرنامج والتي تتلاءم مع برنامجي التشغيل (Windows XP) و(Mac OS X).
مميزات البرنامج
هذا البرنامج يسمح لك بتشفير (وفك تشفير) ملفات الكومبيوتر والرسائل الإلكترونية ومسح الملفات تماما وكذلك غلق شاشة الكومبيوتر ببرنامج حافظ للشاشة (screensaver) يتطلب إلغاؤه من المستخدم الدخول عبر كلمة سر.
ويبدو هذا البرنامج ممتازا للكومبيوترات النقالة (laptops) التي تتعرض للسرقة والفقدان مما يؤدي إلى جعل معلوماتك الشخصية عرضة للخطر. ويقوم هذا البرنامج بمهمته المذهلة هذه من خلال حيل رياضية تسمى بتشفير المفتاح العام، ويجعل هذا التشفير الرسائل الإلكترونية (وملفات الكومبيوتر) غير قابلة للقراءة إلا من قبل الشخص المرخص الذي توجه له هذه الرسائل. ومن الصعب شرح الآلية التي تعمل بها طريقة التشفير هذه بالتفصيل، ولكن الفكرة سهلة الفهم.
ففي هذه الطريقة يتم تحويل الكلمات والجمل إلى رموز وشفرات فلو فرضنا أن حرف ال أ=1 وحرف ال ب=2 وحرف ال ت=3 وهكذا إلى أن تصل إلى ال ي=28 فإن كلمة (كرة) تقابلها الشفرة (22 103) وإذا ما أردت جعل الشفرة أكثر تعقيدا فيمكن ذلك بجعل حرف ال أ=28 وال ب=27 وهكذا. ويمكنك إبقاء التسلسل السابق للأحرف وضرب التسلسل برقم عشوائي كالرقم 7 مثلا ليصبح الترتيب (1547021).
احفظ مفتاح التشفير
إن هذه الرسائل قد يكون من السهل فك رموزها حتى لو استعملت تسلسلا عشوائيا للأحرف والأرقام.
فبإمكان كومبيوتر بسيط أن يحل شفرة من هذا النوع خلال ساعات قليلة عن طريق تحليل عدد مرات ظهور أرقام معينه مع الأحرف الأكثر استخداما باللغة المعنية (بالمناسبة فإن الحرف (أ) أكثر الحروف انتشارا في اللغة العربية والحرف (E) أكثر الحروف انتشارا في اللغة الإنجليزية).
ويتوجب كذلك أن يعرف كل من المرسل والمستلم بهذه الطريقة مفتاح التشفير وهو الطريقة التي يتم بها فك التشفير وإذا ما وقع هذا المفتاح في يد غير المخول فسيتم فضح الرسائل.
إن طريقة المفتاح العام تم اكتشافها عام 1976 من قبل عالمي الرياضيات وايتفيلد ديفي ومارتن هيلمان من جامعة ستانفورد الأمريكية مما أدى إلى جعل عملية التعامل مع المفاتيح سهلة جدا.
وإليك السبب الذي جعلها غريبة بعض الشيء، فحتى وقت اكتشاف الطريقة الجديدة كانت جميع التشفيرات تطابقية (symmetric)، وذلك يعني أن مستلم الرسالة يقوم بقلب طريقة التشفير لفك رموز الرسالة. وطريقة المفتاح العام هي تطابقية وتستخدم مفتاحين أحدهما للتشفير والآخر لفك التشفير. وبذلك لن تكون هناك حاجة لإخبار المستلم بالمفتاح السري.
فكرة البرنامج
قد يتساءل بعضنا لماذا تبدو هذه الطريقة أكثر أمانا؟ حسنا، السبب يكمن في صعوبة اكتشاف شفرة طريقة التشفير العام من قبل محللي فك الشفرة لكونها تقوم عشوائيا بتجربة مفاتيح مختلفة حتى لو استطاعت الكومبيوترات تجربة آلاف المفاتيح في الثانية.
لقد تبع إعلان ديفي عن اكتشافهما النظري قيام ثلاثة من علماء الرياضيات في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا (وهم رونالد إل رايفست وأدي سامر وليونارد أم أديلمان) بجعله حقيقة واقعة، فقد قاموا بجعل طريقة التحليل إلى العوامل التي تعلمناها في المدارس أساسا لطريقة التشفير التي أطلقوا عليها آر أس أي (RSA) نسبة إلى الأحرف الأول من أسم كل منهم.
وإذا ما كنت تتذكر مادة الجبر التي أخذتها في دراستك الثانوية فإنك ستتذكر أن التحليل إلى العوامل يعني أخذ رقم معين وتخفيضه إلى عوامله الأساسية (العامل الأساسي هو ذلك العامل الذي يقبل القسمة على نفسه وعلى الرقم واحد فقط) وبذلك فإن الرقم 210 تكون عوامله هي 1x2x3x5x7
طريقة معقدة
وبالرغم من أن الفكرة تبدو سهلة فإنها صعبة إلى حد بعيد عندما تتعامل مع أرقام كبيرة جدا، فحتى يومنا هذا كان أكبر رقم تم العثور على عوامله متكونا من 155 عددا (155 خانة)، وقد تطلب ذلك استخدام 292 كومبيوتراً تعمل على التوالي لمدة سبعة أشهر، وهنا يكمن سر طريقة التشفير العام، فمن السهل ضرب عاملين من عوامل العدد في بعضهما ولكن من الصعب جدا إعادة الرقم الناتج إلى تلك العوامل الأصلية.
فلو فرضنا أن المفتاح العام لجون هو حاصل ضرب رقمين من العوامل الأساسية هما س و ص فلفك شفرة الرسالة المرسلة إلى جاك يحتاج المتلصص على الرسالة أن يعرف ما هو مقدار س وص والذي يكون موجودا في مفتاح جاك الخاص. وهنا ربما بدأت تعرف أين تكمن الصعوبة في فك الشفرة، خاصة عندما تتذكر أن جاك يمكن أن يختار عاملين رئيسيين يحتوي كل منهما على 100 عدد (رقم متكون من مئة خانة). وبالنسبة للمفتاح العام (كما يفهم من اسمه) فهو يعطى بحرية كأن يعرض عن طريق صفحة الموقع الشخصي. أما المفتاح السري فلا يعطى لأحد أبدا، فلو افترضنا أن بوب أراد ان يرسل رسالة إلى جاك فإنه يأخذ مفتاحه العام الذي عرضه على موقعه ثم يستخدم هذا المفتاح لتشفير وإرسال الرسالة له، وما دام مفتاح جاك العام (س ص) مربوطا بمفتاحه العام الذي يحوي كلا من ال«س و ص» فبإمكانه فك شفرة الرسالة المرسلة إليه حتى لو لم يسبق له الاتصال بجون. وإذا تم اعتراض الرسالة من قبل المتلصص ستيف فما دام لا يعرف مفتاح جاك السري (لكون ذلك مستحيلا حتى باستخدام الكومبيوتر كما فهمنا سابقا) فإنه لن يستطيع فك شفرة نص الرسالة أبدا.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 