على خلفية العالم الحائر المتخبط استهداف شبكات الحاسب الآلي خطة «الهيمنة» من البنتاجون
|
أعلن كبار المسؤولين بالإدارة الأمريكية ان الرئيس بوش اعتمد مؤخرا خطة سرية واسعة النطاق للهجوم على شبكات الحاسب الآلي التابعة للدول المعادية
عند إصدار الأوامر بذلك، وتعد هذه الاستراتيجية هي السابقة الأولى من نوعها في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.
وتعكف حاليا وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) على دراسة كيفية تطوير هذه الاستراتيجية باعتبار أنه سوف يأتي الوقت الذي تحل فيه الإلكترونات محل القنابل للقضاء على البنية التحتية التكنولوجية للدول المعادية لمصالح الولايات المتحدة بدلا من تعريض الطائرات والقوات البشرية الأمريكية للخطر، وتتيح هذه الاستراتيجية الجديدة للعسكريين غزو الأجهزة الإلكترونية وتدميرها من خلال الشبكات الأجنبية وهم جالسون أمام شاشات الحاسب الآلي في مواقعهم وبهدوء شديد لتعطيل الرادارات وتدمير وسائل الاتصال وغيرها من الخدمات الأساسية.
ويعكس هذا القرار حرص إدارة الرئيس بوش على تطوير ثورة جديدة من هذه الأسلحة الفتاكة التي تستطيع تحقيق أهدافها دون اللجوء للحرب التصادمية التقليدية.
ومن المعروف لدى الدوائر السياسية وثيقة الصلة بالحكومة الأمريكية أن الرئيس بوش وقع على هذا القرار خلال شهر يوليو الماضي الذي أطلق عليه (القرار رقم 16 للأمن القومي) بعد إجراء مباحثات مكثفة مع البنتاجون والمخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالية بالإضافة إلى هيئة الأمن القومي من أجل التوصل إلى الصيغة النهائية لهذا القرار وكيفية البدء في تنفيذه، وهو القرار الذي تم التوصية به ضمن إطار العمليات الحربية الهجومية المزمع القيام بها لمواجهة الأسلحة الكيماوية والبيولوجية والنووية للعراق في حالة اندلاع الحرب الوشيكة.
ومن ناحية أخرى فقد أكد مسؤول بالبيت الأبيض انه سوف يتم تنفيذ هذه الاستراتيجية جنبا إلى جنب مع الحرب المحتملة ضد العراق.
والجدير بالذكر أن هذه الاستراتيجية تندرج ضمن أسرار الأمن القومي الأمريكي حيث يحيطها سرية شديدة أكثر من تلك التي تحظى بها الإجراءات الأمنية النووية الأمر الذي حث كبار المسؤولين للتشاور مع خبراء متخصصين في هذا المجال من خارج أسوار البيت الأبيض، وبناء عليه فقد صدرت الأوامر لعقد اجتماع رفيع المستوى بمعهد التكنولوجيا بولاية ماساشوتس الأمريكية بحضور حوالي خمسين عضواً من مختلف القطاعات التكنولوجية والصناعية بالإضافة إلى ممثلين من وزارة الدفاع والحكومة، وعلى هامش هذا الاجتماع أعرب العديد من الخبراء العسكريين عن تحفظهم الشديد إزاء قيام الولايات المتحدة بالهجوم الإلكتروني على شبكات الحاسب الآلي بمختلف دول العالم وذلك نظرا لأن الولايات المتحدة نفسها تستحوذ على قاعدة عريضة من الأنظمة الإلكترونية التي سوف تكون أكثر عرضة لهجمات إرهابية مضادة.
وعلى صعيد آخر، فقد حذرت وزارة الدفاع الأمريكية من مغبة تنفيذ هذه الاستراتيجية دون دراسة العواقب الوخيمة التي قد تتعرض لها الأهداف المدنية والعسكرية على حد سواء، الأمر الذي يمثل استفزاز شديد اللهجة للرأي العام العالمي، وذلك نظرا لأن اختراق الأنظمة التي تتحكم في الاتصالات ووسائل النقل والطاقة والخدمات الأساسية سوف يكون لها تداعيات خطيرة تؤثر بشكل أو بآخر في الأهداف المدنية بصفة عامة، وللتغلب على هذه المشكلة، فإن وزارة الدفاع الأمريكية تعكف حاليا على وضع قيود صارمة على آلية تنفيذ هذه الاستراتيجية حيث أصدرت مؤخرا وثيقة من خمسين صفحة تحتوي على شروط وأحكام تنفيذ قانون الحرب الذي ينص بصفة رئيسية على عدم الإضرار بالأهداف المدنية عند القيام بأي هجوم على قوات الأعداء سواء كانت من جراء حرب عسكرية عادية أو حرب إلكترونية تستهدف شبكات الحاسب الآلي.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|