بعد كارثة كولومبيا المأساوية «المصعد» الفضائي البديل المرتقب
|
إعداد: محمد مجيد العادلي:
الأثر القاسي الذي خلفته كارثة مكوك الفضاء كولومبيا الذي تحطم مؤخرا أثناء رحلة العودة من مهمته، دفع المسؤولين نحو التفكير لتسريع تطوير وسيلة أخرى مختلفة تماما للنقل الفضائي أقل تكلفة، وأقصر زمنا تلك هي فكرة المصعد الفضائي. ولطالما داعبت هذه الفكرة مخيلة كتاب قصص الخيال العلمي، غير أن الآخرين كانوا يرونها صعبة التطبيق على أرض الواقع، لكن على ما يبدو فإن مبدأ المصعد الفضائي قد اقترب من أرض الواقع بخطوات كبيرة خلال السنوات الأخيرة الماضية مع تطور تقنية أنابيب النانو الكاربونية، فبتوظيف هذه التقنية التي تتضمن استخدام مادة الكاربون القوية وخفيفة الوزن فإن من المعقول الحديث عن إنشاء «شريط» بعرض متر واحد يمكن أن يفتتح عصر النقل الفضائي ويمتد إلى ارتفاع 62 ألف متر في الفضاء.
سهولة التطبيق
ويمكن أن يثبت المصعد إلى هذا الشريط للوصول إلى الأقمار الصناعية والمحطات الفضائية، ويتوقع أن يصبح هذا المشروع حقيقة خلال خمسة عشر عاما من الآن كما يقول الخبراء. ويقول روبرت كازانوفا مدير قسم بحوث التطوير لدى ناسا «إن الفكرة معقولة من الناحية التقنية، ولا توجد مشكلة فيزيائية في تطبيقها».
ولقد خصص مبلغ 500 ألف دولار لهذا القسم لاختراع منظومة أولية لرفع الأجسام إلى الأعلى تجسد الفكرة وتحت إشراف مباشر من المسؤول التقني للوكالة برادلي إيدوارد.
نوعية المواد
والعنصر المهم في جعل الفكرة معقولة وقابلة للتطبيق يكمن في المادة التي ستستخدم لانشاء الشريط الذي يربط الأرض بالفضاء الخارجي، ولقد وقع الاختيار على أنابيب النانو (وهي عبارة عن صفائح من الجرافيت شبكة من الكاربون يتم لفها على شكل أنابيب طويلة يكون قطرها جزءا واحدا من المليار من المتر، وهذه الأنابيب أقوى من الحديد 100 مرة وأخف وزنا منه بكثير جدا.
ويقول كازانوفا «إن أنابيب النانو الكاربونية تتطور بسرعة وبالرغم من عدم إمكانية جعل طولها يصل إلى 62 ألف ميل في الوقت الحاضر، فإن الكثير من الشركات والمؤسسات تعمل للوصول إلى هذا الهدف».
الجدوى الاقتصادية
وفي هذا الوقت يعتقد ديفيد ريت مسؤول نقل التكنولوجيا في وكالة أبحاث الفضاء الأوربية (إيسا) ان التساؤل لا يكمن في ما إذا كان بالإمكان بناء المصعد الفضائي، ولكن التساؤل هو ما هي المدة التي يستغرقها بناؤه.
أما إيدوارد فهو يقول إن المصعد الفضائي يمكن أن ينقل مواد إلى الكون بأجور تصل إلى مائة دولار للكيلو غرام الواحد، وهو ثمن زهيد إذا ما قورن بثمن النقل عبر المكوكات الفضائية (عشرة آلاف إلى أربعين ألف دولار للكيلوغرام الواحد) مما يحقق مبدأ الجدوى الاقتصادية للمشروع .
ويمكن أن يستخدم هذا المصعد لإنشاء لوحات تجميع الطاقة الشمسية ونقلها عبر المصعد إلى الفضاء، وبذلك فإن أيام الرحلات المكوكية ربما باتت معدودة مع قدوم المصعد الفضائي.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|